ارتفاع حصيلة ضحايا احتجاجات بغداد إلى 23 قتيلا


ارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات التي عمت بغداد أمس الإثنين إلى 23 قتيلا، فيما أعلن الجيش العراقي أن المنطقة الخضراء وسط العاصمة تعرضت للقصف بـ4 صواريخ.

وقالت خلية الإعلام الأمني إن المنطقة الخضراء تعرضت لقصف بـ4 صواريخ، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

جاء في وقت قالت فيه مصادر طبية أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 23 قتيلا في الاحتجاجات العنيفة التي أشعلها إعلان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري “اعتزاله” العمل السياسي وتخلّلها اقتحام جمع من المحتجّين القصر الحكومي وأعقبتها ليلاً اشتباكات بالأسلة الرشاشة وقصف بقذائف الهاون.

وبعد اجتياح القصر الحكومي، علّق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعات مجلس الوزراء “حتى إشعار آخر”، ودعا إلى اجتماع أمني طارئ في مقر القيادة العسكرية، بعد أن دعا مقتدى الصدر إلى “التدخل بتوجيه المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية”.

وفي حين فرض الجيش حظر تجول عاماً، سمعت ليلاً رشقات رشّاشة كثيفة ودويّ انفجارات في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين والتي تضمّ العديد من المقرّات الحكومية والسفارات.

وأفاد مصدر أمني أنّ مسلّحين من “سرايا السلام”، التنظيم المسلّح التابع للصدر، أطلقوا النار من خارج المنطقة الخضراء على أهداف داخلها.

وأضاف أنّ القوات المتمركزة داخل المنطقة الخضراء، وهي وحدات خاصة تابعة للجيش ووحدة من الحشد الشعبي (فصائل مسلّحة موالية لإيران أصبحت جزءاً من القوات المسلّحة العراقية)، ردّت على مصادر النيران هذه.
وأعلن الجيش فرض حظر تجوّل في بغداد اعتباراً من الثالثة والنصف بعد الظهر ومن ثم في جميع أنحاء العراق في السابعة مساءً وسُيّرت دوريات للشرطة في العاصمة، بعد أن تعمّقت الأزمة في العراق الذي يعيش في مأزق سياسي منذ انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2021 التشريعية.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف العراقية إلى “ضبط النفس” و”اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع”.

بدورها، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، ومقرّها داخل المنطقة الخضراء، المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة، وحثّت جميع الأطراف على التزام “أقصى درجات ضبط النفس”.

ووصفت البعثة الوضع بأنه “تصعيد شديد الخطورة”، محذّرة من أنّ “بقاء الدولة نفسها بات على المحك”.

وفي واشنطن، وصف البيت الأبيض الوضع بأنّه “مقلق” ودعا إلى الهدوء والحوار.
والصدر، الذي يتمتع بنفوذ كبير ويصعب في الوقت نفسه التنبؤ بما يمكن أن يفعله، لم يتوقف عن التصعيد في الأسابيع الأخيرة؛ فمنذ شهر، يخيم أنصاره خارج البرلمان، حتى أنهم منعوا لفترة وجيزة الدخول إلى مجلس القضاء الأعلى.

وعلى نحو مفاجئ، قال الصدر في بيان مقتضب الاثنين “إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي”. كما أعلن إغلاق كافة المؤسسات المرتبطة بالتيار الصدري “باستثناء المرقد الشريف (لوالده محمد الصدر المتوفى عام 1999)، والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر”.

والزعيم الشيعي معروف بعمامته السوداء ويحمل لقب “السيّد”، وهو أحد أبرز رجال الدين ذوي الثقل السياسي ويتمتّع بنفوذ كبير.

كما أنه بين أبرز القادة السياسيين القادرين على تأزيم الأزمة أو حلّها بفضل قدرته على تحريك قسم كبير من الوسط الشيعي في العراق.

وتصدّر التيار الصدري نتائج الانتخابات الأخيرة ليشغل 73 مقعدا (من 329 مجموع مقاعد البرلمان)، لكن عندما لم يتمكن من تحقيق أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة، أعلن في يونيو/حزيران استقالة نوابه في البرلمان.

وبتوجيه من الصدر، طالب أنصاره المعتصمون أمام البرلمان منذ نحو شهر بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاحات.

ويدعو الصدر إلى “إصلاح” أوضاع العراق من أعلى هرم السلطة إلى أسفله وإنهاء “الفساد” الذي تعاني منه مؤسسات البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى