عصا “الإخوان” الغليظة في شبوة.. من هو الإرهابي المقال عبدربه لعكب؟

عدن24| إرم نيوز

شهدت مدينة عتق مركز محافظة شبوة ، منذ امس الإثنين، توقفًا شبه كلي للحركة العامة وسط حالة من الذعر تجتاح المدنيين، إثر تمرد قائد القوات الخاصة في المحافظة المُقال، العميد الارهابي عبدربه لعكب، الموالي لحزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، الذي أشعل مواجهات دامية في المدينة، بين قوات عسكرية موالية للحكومة الشرعية، سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى.

وينحدر العميد، عبدربه محمد صالح لعكب، من منطقة ”النقوب“ في مديرية عسيلان، شمال شبوة المتاخمة لمحافظة مأرب، وهو من أسرة ينتمي معظم أفرادها لحزب الإصلاح اليمني، وظل خلال السنوات التي سبقت الحرب اليمنية وما تلاها، يتنقل بين محافظتي مأرب والبيضاء، بحكم ارتباطاته الوثيقة بتنظيم القاعدة، الذي ينشط في المحافظتين، على الرغم من دراسته في الكلية الحربية، وفق مصادر.

وعقب اندلاع الحرب ضد مليشيات الحوثيين في الجنوب، عام 2015، قاد لعكب جبهات القتال ضد الحوثيين، في مديريتي بيحان وعسيلان، شمال غرب محافظة شبوة، بمشاركة مقاتلين من تنظيم القاعدة، وأصيب عدة مرات، قبل أن يتم نقله برفقة قواته إلى مدينة عتق، مركز المحافظة، بتوجيهات رئاسية حينها، في خضم المواجهات العنيفة التي شهدتها عتق في شهر يونيو/حزيران من العام 2019، بين قوات ”النخبة الشبوانية“ الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات اللواء ”21 ميكانيكي“، الموالية للإخوان المسلمين.
ونظير دوره في المواجهات الدامية بين القوات الحكومية والموالية للإخوان المسلمين في عتق من جهة، والقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، في شر يونيو/حزيران وأغسطس/آب من العام 2019، وإسناده لتوجّهات محافظ شبوة وقتها، محمد بن عديو، القيادي في حزب الإصلاح اليمني (إخوان مسلمون)، أصدر الرئيس السابق، عبدربه منصور هادي، قرارًا رئاسيًا بتعيين العقيد عبدربه لعكب، قائدًا لقوات الأمن الخاصة في المحافظة، وترقيته إلى رتبة عميد، في الـ28 من شهر أغسطس/آب لعام 2019، دون أي اعتبار لارتباطاته بتنظيم القاعدة.
وبعد أن منحته الرئاسة السابقة صفة شرعية، ونقلته من أطراف شبوة ”ومقاتليه المنتمين إلى القاعدة وحزب الإصلاح الذين كانوا نواة القوات التي شكلها لاحقًا“ إلى المحافظة عتق، تحوّل العميد لعكب إلى عصا غليظة لمحافظ شبوة ”الإخواني“، ضد كل من يعارض سياسة وتوجهات بن عديو، من خلال قمع الاحتجاجات وتنفيذ عمليات أمنية استهدفت معارضي التوجّهات الجديدة، وقيادات ونشطاء في المجلس الانتقالي الجنوبي، وطالت صحفيين، حسب مصادر محلية.
وخلال الفترة التي تلت عملية سيطرة مليشيات الحوثيين على مديريات بيحان، عسيلان وعين، شمال غرب محافظة شبوة في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، إثر تواطؤ القوات العسكرية الموالية للإخوان المسلمين في المحافظة، مارست القوات الخاصة التي يقودها لعكب، دورًا في قمع الاحتجاجات القبلية المنددة بعملية تسليم مديريات المحافظة للحوثيين، وارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.

ومع تصاعد الاحتجاجات الجنوبية المنددة بعملية التواطؤ الإخوانية مع مليشيات الحوثيين في شبوة، أقال هادي، محافظ شبوة الإخواني، محمد بن عديو، في شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، وعيّن بدلاً عنه عوض الوزير العولقي، ما قلّص دور القوات الخاصة التي يقودها العميد لعكب في المحافظة، خاصة بعد قدوم عدد من ألوية العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة، وبدء عمليات عسكرية لتحرير المديريات الثلاث لمليشيات الحوثيين.

وأبدى قائد قوات الأمن الخاصة في شبوة، اعتراضه على محاولات هيكلة قواته باعتبارها مخالفة قانونيًا، ما دفع وزارة الداخلية إلى تشكيل لجنة أمنية التي رفعت بصفتها تقريرًا للداخلية قبل عدة أشهر، يتضمن توصيات تشير إلى أهمية إجراء تغييرات على قيادة أركان حرب القوات الخاصة ومدير عملياتها، إلا أن الداخلية لم تحرك ساكنًا.

لكن عبدربه لعكب، عاد لممارسة أدوار أخرى، إذ دخل موكبه الأمني في مواجهات عنيفة في الـ19 من شهر يوليو/تموز الماضي، ضد وحدات أمنية من اللواء الثاني في قوات دفاع شبوة، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، ليعلن محافظ المحافظة الجديد، قرار إيقاف قائدي القوتين، قبل أن يلحقه يوم السبت الماضي بقرار إقالة قائد قوات الأمن الخاصة بشبوة، العميد عبدربه لعكب.

وترددت أنباء عن مذكرة صادرة من وزارة الداخلية اليمنية، يوم الأحد، تشير إلى عدم قانونية قرار محافظ شبوة، وتعتبره تعديًا على صلاحيات وزير الداخلية، وهو ما شجّع لعكب على التمرد على قرار إقالته، وانطلاق شرارة المواجهات العنيفة فجر امس الإثنين، بين القوات الخاصة ووحدات عسكرية تابعة للجيش اليمني موالية لحزب الإصلاح، ضد ألوية العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة، بعد أيام من التوتر المخيم على أجواء مدينة عتق.

ومساء امس الإثنين، أصدر مجلس القيادة الرئاسي ، قرارًا بإقالة عدد من القيادات الأمنية والعسكرية في محافظة شبوة، المتسببين في موجة العنف التي تشهدها شبوة، بينها إقالة قائد قوات الأمن الخاصة بالمحافظة، العميد عبدربه لعكب من منصبه، ليغلق الباب بذلك أمام أي عمليات تحايل على قانونية قرار الإقالة الصادر من المحافظ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى