مكافحة الارهاب ..!!

كتب : صلاح بن عوض :
كثيرا ما نسمع هذه الكلمة تردد على مسامعنا واصبحت ترصد لها الميزانيات من الدول وتعقد من اجلها المؤتمرات والندوات والورش وتدرب الجيوش والفرق المكافحة وتزود بأعتى انواع الاسلحة وادوات المكافحة ومعداتها هذه هي الطريقة المعتادة لمكافحة ما يطلق عليه ظاهرة الارهاب بشتى طرقه وانواعه وعلى الرغم من الاهتمام المتزايد والمستمر والتعاون بين الدول والمنظمات الا ان المؤشرات والنتائج التي تحققت حتى الان لم تكن مرضية بل ان الارهاب توسع في بعض البلدان واتسعت رقعته وزادت مراكز بؤره

ان حصر مقاومة الارهاب عن طريق استخدام القوة فقط دون النظر الى الاسباب والعوامل الاخرى لن يكون ناجعا في اجتثاثه بل لابد من دراسة تحليلية لكل جوانبه والدوافع والمسببات

المعتقد الديني الخاطىء هو احد دوافع الارهاب سوء عند المسلمين اوعند غيرهم
بالنسبة للمسلمين ينبع هذا الاعتقاد الخاطىء من الجهل بالمعتقد الصحيح ويتم استخدام هذه الاداه وتوظيفها من قبل الجماعات المنتسبة الى مذهب الخوارج في الاعتقاد جماعة الاخوان المسلمين راس حربة ثم تتفرع عنها باقي فرق الارهاب من داعش والقاعدة والنصرةً وغيرها عن طريق ادلجة مجموعة من الشباب اللذين لم يسبق لهم تعلم المعتقد الصحيح معتقد اهل السنة والجماعة الذي يمثل الاسلام الحقيقي والذي يحرم كل اشكال اراقة الدم وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وفي الحديث الصحيح لهدم البيت حجر حجر اهون عند الله من اراقة دم امراء مسلم
ويتم التلبيس على هولاء وتقلب لهم الامور ويصور لهم الباطل في صورة الحق مستغلين الجهل المطبق على عقول هولاء الشباب كذالك تفعل جماعة الحوثي الشيعية والحشد الشعبي الشيعي وغيرها من جماعات الارهاب الشيعي عن طريق تجهيل جيل من الصغار وشحنهم بالاكاذيب والخرافات واستخدامهم وقود للحروب وقتل النساء والاطفال وتفجير المنازل ودور العبادة وترويع النساء والاطفال وخطف الاطفال والشباب وتحت تاثير المخدرات والمؤثرات العقلية حيث دمرت القيم والمبادئ وقتلت الانسانية

وكذلك يظهر هذا الجانب من الجهل والتعصب عند بعض المنتمين الى المسيحية وما حادثة مسجد نيوزلاندا عنا ببعيد والتي راح ضحيتها اكثر من خمسين قتيل مسلم بدون ذنب

يلعب الفقر وحالة تفشي الامية والفساد الحكومي في كثير من دول ما يسمى العالم الثالث دور كبير في خلق بوأر للارهاب بسبب الظلم الواقع في هذه المجتمعات وانعدام فرص العمل والتعليم يجعل من هذه الدول امكان خصبة للجماعات الارهابية لاستغلال الناس وحرف افكارهم وهدم القيم فيها وبالتالي تتوسع دائرة الارهاب ويصعب القضاء عليها بالمقاومة المسلحة بل لابد من الاخذ بعين الاعتبار وضع اليات وطرق اخرى لمعالجة الفكر الارهابي.

في عهد الخليفة الراشد علي ابي طالب رضي الله عنه خرج قرابه ستة آلاف من الخوراج على ولي امر المسلمين وحاكم البلاد وقطعوا السبيل واخافوا الناس وارهبوهم بحرورى فارسل اليهم الخليفة عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما فلما وصل اليهم لم يبداء بقتالهم لماء رآهم متأولين ورأى ما هم عليه من الجهل باحكام الشريعة فحاورهم وبين لهم الحق بالحجة والدليل وفصل لهم فرجع منهم 4 آلاف ولم يرجع الباقين فامر الخليفة بقتالهم واستطاع القضاء عليهم في النهروان ولو ان ابن عباس ناجزهم من الوهلة الاولى دون محاورتهم لكانوا اقوى شوكة واشد باس ولكان القضاء عليهم امر عسير سيكلف الخليفة دماء كثيرة ولكن حكمة ابن عباس ودرايته وفطنته جعلته ينوع الاساليب في مكافحة فكر القوم ولو ان الدول تتبع منهج عبدالله ابن عباس في التعاطي لرأينا الارهاب قد انزوى وتحجم ورجع كثير ممن غرر بهم ولبس عليهم الى جادة الحق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى