الفنان التشكيلي محمد بن اسماعيل

كتب_ أمين علي بن عويش

الفنان التشكيلي محمد بن اسماعيل..
فنان ذو مواهب متعددة، الا انه اختار ان يصقل مواهبه الفنية ويسخر ابداعاته في مجال التشكيل، وفن المجسمات التي تحاكي ابرز المعالم الاثرية والتاريخية في بلاده سواء كانت تلك المعالم الخاصة بمدينته سعاد الشحر، او معالم بارزة في محافظته حضرموت او على مستوى الجنوب عامة.
فهناك العديد من الأعمال الفنية الرائعة التي قام بها الفنان التشكيلي بن اسماعيل منها على سبيل المثال لا الحصر قصر ناصر التاريخي في مدينة الشحر او كما يحلو للبعض تسميته بدار ناصر أوسدة العيدروس وضريح الشهداء السبعة اوحصن الغويزي وقصر سيئون فضلا عن مدرسة مكارم الأخلاق و قصر السلطان بن عفرار وغيرها من اعمال فنية تجلت من خلالها ابداعات فناننا التشكيلي بن اسماعيل.
وبالنسبة لهذا العمل الذي نسلط الضوء عليه فهو يخص معلما تاريخيا بارزا من معالم مدينة الشحر وهو المعروف بحصن دار ناصر ويعود تأسيس هذا الحصن الى عهد الدولة البريكية (نسبة الى حكامها آل بن بريك الذين حكموا المدينة وضواحيها في الفترة مابين ١١٦٥هـ ــ ١٢٨٣هـــ الموافق ١٧٥١م ـــ ١٨٦٦م) وينسب بناءه الى الامير ناصر بن ناجي بن عمر بن بريك. وقد استعمل منذ ذلك العهد الى نهاية السلطنة القعيطية كمقر للحكومة ودارا لضيافة كبار المسؤولين في الدولة. وقد اتخذ المستشار الانجليزي هارولد انجرامس من هذا الحصن مقرا لإقامته اثناء مكوثه في المدينة.
وقد استمر دور الحصن كمجمع لإدارات الدولة حتى بعد الاستقلال عام ١٩٦٧م ففيه كان مقر السلطة المحلية والمحكمة الشرعية ودوائر المالية والبريد والأمن وجوازات والوحدة الصحية وغيرها من الإدارات.
لقد أستغرق العمل في حصن دار ناصر مايقارب السنة وهي فترة طويلة نسبيا ويعود السبب في ذلك للمعدات القديمة التي استعملت في عمليات البناء والنحت.
ومنذ قيام الوحدة اليمنية عام ١٩٩٠م تعرض هذا الحصن أسوة بغيره من معالم المدينة للاهمال والطمس المتعمد أثر كثيرا على بنيانه الشامخ وشوه معالمه فضلا عن تهدم الكثير من جدرانه حتى كاد ان يكون اليوم رسما من بعد عين، واطلال بالية تحاكي زمن قد خفى عن الكثير من ابناء الجيل شواهده ومعالمه.
وهاهو فناننا المبدع محمد بن اسماعيل وبإمكانياته المادية الشحيحة وادواته البسيطة ان يحاكي لنا في تشكيلته الفنية الرائعة ذلك الاثر التاريخي الأصيل اثناء مجده وقوته ليرسم للاجيال الحاضرة صورة واضحة المعالم لما كان عليه ذلك الحصن الفريد.
وماهذا الا نموذجا واحدا من نماذج عدة صاغتها انامل الفنان التشكيلي المبدع محمد بن اسماعيل تقديرا منه واسهاما في الحفاظ على موروثنا الثقافي وحفظه من الزوال.
نسأل الله ان يطول في عمر فناننا المبدع بن اسماعيل وان يلاقي من الجهات المعنية الدعم والتشجيع ليستمر في عطاءاته وابداعاته الجديرة بالثناء والتقدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى