يوم اغتصاب الأرض ٧يوليو ١٩٩٤م



كتب/ ياسمين الزُبيدي

السابع من يوليو ١٩٩٤م يوم إنكسار الجنوب وإغتصاب أرضه الطاهرة وسيطرت المحتل بعنجهية المنتصر على كامل ترابه الوطني ومقدراته بعد أن دمر بنيته التحتيه في حرب وحشية كان الجنوب
مسرحاً لها وبعد ذلك تم تنفيذ السياسة التدميرية الممنهجة للجنوب بغية إنهاء جميع معالم الدولة الجنوبية وإذلال الإنسان الجنوبي عن طريق خصخصت مؤسسات القطاع العام الذي شمل المصانع والمزارع… الخ وطرد القوى العاملة الجنوبية منها وحرمانها من الأجور والمرتبات كما تم تدمير التعليم والصحة والفن والرياضة وكل شيء جميل إستطاعت الدولة الجنوبية دولة النظام والقانون أن تحققه وذهب أدراج الرياح بسبب الفطرة السليمة والقلوب النقية للجنوبيون الذين طالما حلموا بالوحدة وبناء وطن موحد يحقق النماء والحياة الكريمة للشعبين في الشمال والجنوب عن طريق الأخذ بإيجابيات نظام الدولتين السابقتين وتطويرهما ولكننا صدمنا في الجنوب بممارسات نظام صنعاء الذي لازالت تحكمه عقلية القبيلة العصبوية وأطماعها في السيطرة والإستحواذ على خيرات وثروات الجنوب واستعباد شعبه عن طريق البسط والنهب وزرع الإرهاب وشراء الولاءآت وإستخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية دفع الجنوب فيما بعد ثمنها غالياً.

لقد ذاق الشعب في الجنوب جميع صنوف الويلات حيث حرم أبناء الجنوب من تقلد المناصب القيادية في الدولة ومؤسساتها ومن التعليم الأكاديمي والإنتساب للكليات العسكرية بل وتمت التصفيات الجسدية لكوادره العسكرية ونخبه السياسية المجربة ومثقفوه حتى يتم إفراغ الجنوب من عقوله
الفذة التي بإمكانها حشد الشارع وقيادة الدفة لصنع واقع مغاير وهذا بالفعل ماحصل فقد إستطاع أبناء الجنوب أن يجعلوا من يوم ٧من يوليو للعام ٢٠٠٧م بداية إنطلاقة جديدة لصنع عهد جديد بدعوة من جمعية أبناء ردفان للمطالبة بالحقوق المهدورة والخروج بمظاهرة للتعبير عن رفض ممارسات المحتل تجاه أبناء الجنوب ومن هنا ظهر المارد الجنوبي الرافض لكل أنواع الضيم والقهر والإستبداد وتوالت بعد ذلك الأحداث وتطورت ورفع أبناء الجنوب سقف مطالبهم إلى إستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة وتفاعلت الجماهير الجنوبية مع هذا وأبهر العالم حراكها النضالي السلمي الذي كان يواجه السلاح الحي بصدور عارية وكلما أشتدت وطأة الإحتلال وبطشه ووحشيته زادت رغبة الجماهير الجنوبية في الإستمرار والمضي قدماً نحو إستعادة الدولة كل ذلك حدث والعالم ينظر دون أن يحرك ساكناً كنا نقتل بوحشية وترتكب ضدنا مجازر بشعةو بدماء باردة لأننا نطالب بحقنا في الحياة بكرامة وعودة دولتنا التي تحقق لنا ذلك وظل العالم يغض الطرف عنا ويتجاهل قضيتنا إلى أن قامت حرب ٢٠١٥م معلنة الحرب على الجنوب مرة أخرى بتحالف حوثي عفاشي ودعم إيراني يهدف إلى تغيير الجغرافيا والسيطرة والتحكم على مضيق باب المندب وهنا حدث ماكنا نتمنى أن يحدث وهو إعلان عاصفة الحزم وتم من خلالها دعم المقاومة الجنوبية التي إستطاعت أن تحرر الجنوب في غضون أشهر قليلة واستطاعت أن تحارب الإرهاب وتثبت إنها حيثما وجدت تحققت الإنتصارات وبعد ذلك تم تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في ١١ مايو ٢٠١٧م بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية بعد أن تم إستهداف القيادات الجنوبية والإطاحة بها وإزاحتها عن المشهد من قبل الشرعية حتى يتم بعد ذلك إحتلال الجنوب مرة أخرى ولقد إستطاع المجلس الانتقالي الكيان الجامع والمفوض شعبياً أن يحقق إنتصارات عسكرية وسياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي توجها بمخرجات مشاورات الرياض الأخيرة.

من هنا إستطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن ينقل القضية الجنوبية إلى فضاءآت متقدمة ستأتي بأُكلها عما قريب
محققةً قسم القائد الزبيدي عهد الرجال للرجال سأمضي بكم قدماً لإستعادة الدولة بطريقٍ آمن. نتمنى أن يعي أبناء الجنوب أهمية الحرص على تواجدهم في الحوار الجنوبي الجنوبي وخروجهم بفريق واحد ذات هدف
جامع لتحقيق مشروع واحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى