عواقب المداهنة في العمل الإداري النضالي والحكومي

كتب / عادل العبيدي :

من تلك التي ستكون سببًا كارثيًا في تأخير أو إبطاء نجاحنا أو قد تعدمه نهائيا هي ممارسة سلوكيات المداهنة والمحاباة والمجاملة من قبل الرؤساء الجنوبيين مع مرؤسيهم في العمل الإداري النضالي والإداري الحكومي، وإذا ما استمر في ممارسة هذه السلوكيات فإن عواقبها ستكون مؤثرة على حساب الإسراع في تلبية تطلعات وطموحات شعب الجنوب نحو تحسين خدماتهم وظروف معيشتهم ونحو استعادة دولتهم الجنوبية المستقلة.

إن بقاء المجلس الانتقالي الجنوبي شامخ الوقوف على رجليه خلال فترة عمره هذه المحفوفة بالمؤامرات والدسائس لم تكن هبة من أي دولة، وإنما كان ذلك بتوفيق من الله ثم بما تم تقديمه من تضحيات جنوبية جسيمة عسكرية وشعبية، كما أن وصول بعض قيادات الانتقالي إلى تبوؤ مناصب سلطوية هامة في مفاصل الدولة، كالتي تحصل عليها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ووزراء الانتقالي والمحافظين والكثير من مدراء العموم، لم يكن من السهل الحصول عليها لولا ذلك الخوض الرجولي من قبل قيادة الانتقالي السياسية في ذلك المعترك السياسي الكبير مع قوى الشمال وبحضور إقليمي ودولي، المتمخض عنه مرجعيات اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات الرياض.

نحن اليوم بصدد فرصة عظيمة يجب استغلالها، من خلال بذل الجهد في العمل الإداري النضالي (مجالس الانتقالي في المحافظات) والعمل الإداري الحكومي (الوزراء والمحافظين ومدراء العموم) بالابتعاد نهائيا عن المداهنة والمحاباة والمجاملة.

وبما أن هناك شخصيات من قيادة الانتقالي قد جمعت في  توليها بين العمل التنظيمي للانتقالي (كمدراء إدارات) وبين العمل في السلطة المحلية (كمدراء عموم)، على رؤساء الانتقالي ونوابهم في المحافظات أن يستغلوا هذا التوافق في إنتاج ثمرات عمل ينتفع بها المجتمع الجنوبي من خلال جدية متابعتهم أولئك المدراء وحثهم ليكونوا نموذجا في تأدية أعمالهم النضالية والسلطوية بما يخدم المواطنين في خدماتهم وحاجاتهم وبما يخدم تطلعاتهم وطموحاتهم في استعادة دولتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى