صحيفة دولية: تعنت مليشيات الحوثي يقوض جهود تمديد الهدنة الأممية

عدن24| العرب اللندنية

شارك المئات من اليمنيين الجمعة في خمس وقفات احتجاجية بمدينة تعز، جنوب غرب البلاد، للمطالبة برفع الحصار عنها، فيما هدد وفد الحكومة التفاوضي بالأردن بوقف الحوار الجاري في الأردن إذا لم تستجب جماعة الحوثي لفتح منافذ المدينة.

ورفع المحتجون لافتات كتب على بعضها “ارفعوا الحصار عن تعز” و”فاتورة إنسانية باهظة دفعتها تعز بسبب الحصار المستمر منذ سبع سنوات” و”نرفض فتح طرق فرعية وإبقاء الحصار على المدينة”.

وقال عبدالله العتواني أحد المشاركين في الاحتجاجات إن “هذه الوقفات تهدف للفت أنظار العالم لمعاناة الملايين من اليمنيين يرزحون تحت وطأة الحصار”. واتهم العتواني “جماعة الحوثي باستغلال هذا الملف الإنساني للمقايضة السياسية دون اعتبار لتداعياته الأليمة على الأبرياء من سكان تعز”.

المئات من اليمنيين شاركوا الجمعة في خمس وقفات احتجاجية بمدينة تعز، جنوب غرب البلاد، للمطالبة برفع الحصار عنها

وتتزامن التحركات الاحتجاجية مع مفاوضات تجري في العاصمة الأردنية عمان بين وفدين من الحكومة اليمنية والحوثيين برعاية المبعوث الأممي هانس غروندبرغ.

وهدد وفد الحكومة التفاوضي في العاصمة الأردنية الجمعة بالتوقف عن المشاورات الجارية لفتح الطرقات، متهما الحوثيين “بالتعنت والمماطلة وعدم الاستجابة لمعاناة 5 ملايين شخص من سكان تعز”.

وأفاد الوفد في بيان، أنه “بعد يومين من النقاشات الشاقة مع الحوثيين (في الأردن) لم يستجيبوا أبدا وكل ما اقترحوه عبارة عن ممر جبلي قديم غير صالح لعبور المركبات، يبعد عن المدينة نحو 30 كيلومترا”.

وأضاف “إذا لم يستجيبوا مساء الجمعة (دون تحديد ساعة معينة) لفتح الطرقات والخطوط الرسمية المعروفة التي تربط تعز ببقية المحافظات، سنضطر للتوقف عن النقاش والحوار”.

ويشكل انسحاب الحكومة من المفاوضات الجارية في عمان في حال تحقق تهديدا حقيقيا لفرص تمديد الهدنة الإنسانية التي بدأ تنفيذها مطلع أبريل الماضي، وتنتهي في الثاني من يونيو المقبل.

وتتطلع الأمم المتحدة إلى تمديد الهدنة المعلنة لتهيئة الأجواء لبدء المسار السياسي لتسوية الأزمة، ويرى مراقبون أن موقف الحوثيين يعكس أنهم لا يريدون السلام، وأن موافقتهم على الهدنة ليست سوى مسعى لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من الشرعية.

موقف الحوثيين يعكس أنهم لا يريدون السلام وأن موافقتهم على الهدنة ليست سوى مسعى لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من الشرعية

ويشير المراقبون إلى أن على المبعوث الأممي أن يمارس ضغطا أكبر على المتمردين في حال أراد فعلا الدفع قدما بخططه للسلام.

وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن في الأول من أبريل عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من الحكومة والحوثيين والتحالف العربي.

وتضمنت بنود الهدنة جملة من البنود من بينها فك الحصار عن ميناء الحديدة، واستئناف الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء، وفتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات، لتيسير حركة المدنيين من رجال ونساء.

واستجابت الحكومة والتحالف العربي الداعم إليها لكل البنود المتعلقة بالهدنة، في المقابل لم ينفذ الحوثيون أيا منها، بما يشمل ذلك فك الحصار عن تعز.

وتتهم منظمات حقوقية وإنسانية الحوثيين بفرض حصار على مدينة تعز (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه)، وهي تخضع لسيطرة الحكومة، منذ اندلاع النزاع في 2015، ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان والمتضررين من الحرب، وهو ما تنفيه الجماعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى