شبكة ”أن بي سي“ الأمريكية: حرب أوكرانيا فاقمت الأزمة الإنسانية في اليمن

حذر تقرير لشبكة ”أن بي سي“ الإخبارية الأمريكية، من أن ”الأزمات الإنسانية“ في اليمن وأفغانستان ودول أخرى، تفاقمت بسبب تركيز العالم على حرب أوكرانيا.

وأشارت الشبكة في تقرير نشرته أمس الأحد إلى أن ”أكثر من 19 مليون أفغاني، أي ما يقرب من نصف السكان، يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي الشديد في أزمة تصاعدت بشكل كبير منذ انسحاب الولايات المتحدة منتصف العام الماضي منهية عقدين من الوجود العسكري“.

وفي اليمن أيضا، يعاني نحو ثلثي السكان، أو 19 مليون شخص، من انعدام الأمن الغذائي في بلد يعتمد بشدة على المساعدات، وفقا للشبكة التي ذكرت أيضا أن هناك نحو 14 مليون شخص في كينيا والصومال وإثيوبيا على شفا المجاعة.

تراجع التمويل الإنساني

وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني ”بدأنا نرى بعض التراجع في التمويل الإنساني العالمي منذ بدء الأزمة الأوكرانية“.

وأضاف ”مع التركيز على أوكرانيا ومع كل الدعم الذي تستحقه أوكرانيا وستستمر في الحصول عليه.. هل سيكون ذلك على حساب الأزمات الأخرى.. الوقت سيخبرنا“.

ولفت مارديني إلى أن ”الأنشطة الإنسانية للصليب الأحمر لعام 2022 تم تمويلها بنسبة 42% فقط، مقارنة بنسبة 52% في الفترة ذاتها من العام الماضي“.

بدورها قالت أثينا رايبورن، مديرة المناصرة والاتصالات والحملات في ”منظمة إنقاذ الطفولة“ بأفغانستان، إن الوضع في البلاد ”تدهور بشكل ملحوظ“ منذ الانسحاب الأمريكي.

وأضافت ”نخشى أن يكون الأسوأ قادما.. كل شبكة أمان اجتماعي كانت موجودة قبل الانسحاب الأمريكي، تم تدميرها.. لقد أغلقت المدارس والمستشفيات أبوابها وارتفعت أسعار الغذاء والوقود والإيجارات بشكل كبير.. كل هذا يقود الناس إلى حالة من اليأس“.

دعم أوكرانيا

ونبهت رايبورن إلى أن ”دولا عديدة بدأت تقلص ميزانيات المساعدات الإنسانية المخصصة لأفغانستان وغيرها من البلدان المتضررة من الأزمات لإفساح المجال لدعم أوكرانيا“، مشيرة إلى أن ”تقارير تحدثت الشهر الماضي عن أن ألمانيا طردت حتى اللاجئين الأفغان من أماكن إقامتهم لإفساح المجال أمام الوافدين من أوكرانيا“.

وقالت رايبورن ”هناك الكثير من الديناميكيات في أوكرانيا حول سبب حصولها على الكثير من الاهتمام وخاصة بسبب حجم الدعم الشعبي العالمي لها.. لكن إذا نظرت إلى حجم الكارثة في أفغانستان فهي أكبر بكثير“.

ورأت الشبكة في تقريرها أنه ”بالإضافة إلى تحويل انتباه الحكومات والجمهور، هناك أدلة متزايدة على أن الحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى تفاقم الأزمات في جميع أنحاء العالم بسبب تراجع مساعدات التنمية وارتفاع أسعار الكثير من السلع“.

تكلفة متصاعدة

وأوضح دانيال ماكسويل، أستاذ الأمن الغذائي في ”كلية فريدمان“ لعلوم وسياسة التغذية في ”جامعة تافتس“ الأمريكية، أن الحرب في أوكرانيا أثرت سلبا على البلدان التي تكافح بالفعل للتعامل مع التكلفة المتصاعدة للقمح والذرة.

وقال ”لقد كان لغزو أوكرانيا كل هذه الآثار غير المباشرة من حيث السعر، وبالتالي جعل كل هذه الأزمات أكثر حدة لأنها جميعا دول مستوردة للغذاء“.

وأضاف ”مع كل الاهتمام في وسائل الإعلام ونوع الأولويات الجيوسياسية التي حصلت عليها أوكرانيا، أعتقد أن مقدار المساعدة الإضافية لأجزاء أخرى من العالم سيكون مقيدًا إلى حد كبير“.

وتابع ”يجب أن نكون قادرين على التفكير في مشكلتين في وقت واحد، لكنني لست متأكدًا من وجود دليل على أننا نقوم بذلك بشكل كامل“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى