21 مايو.. من الانكسار إلى الانتصار “تقرير”

عدن 24 / غازي العلوي:

28 عامًا مضى منذ أعلن الرئيس الجنوبي علي سالم البيض – آنذاك – قراره الذي وصف بالتاريخي بفك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية بعد وحدة اندماجية لم تدم سوى “4 أعوام” تعرض أبناء الجنوب خلالها شتى صنوف القتل والتنكيل والتهميش والإقصاء وصولا إلى إعلان رئيس النظام – آنذاك – الصريع علي عبدالله صالح في صيف 94م إعلان الحرب على الجنوب.

حيث توافد الآلاف من أبناء محافظة لحج صباح يوم أمس إلى مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، للمشاركة في المهرجان الجماهيري الحاشد الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة للاحتفاء بالذكرى الـ 28 لإعلان فك الارتباط بين الجنوب والجمهورية العربية اليمنية.

وطافت الجماهير الغفيرة التي توافدت من جميع مديريات المحافظة – بمشاركة واسعة للمرأة – شوارع المدينة، حاملين أعلام دولة الجنوب وصور الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى اللافتات المؤكدة تمسكهم بإعلان فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية بحدود ما قبل 1990م، مجددين العهد للشهداء والجرحى بالاستمرار حتى تحقيق الأهداف التي سقطوا من أجلها.

وجددت الجماهير المحتشدة في ساحة المهرجان – والتي تقدمتها قيادات المجلس الانتقالي وقيادات أمنية – تفويضها للرئيس القائد عيدروس الزبيدي بتمثيل شعب الجنوب وقيادة دفته إلى بر الأمان، مؤكدين وقوفهم خلف المجلس الانتقالي الجنوبي لقيادة نضال شعب الجنوب نحو الحرية والاستقلال واستعادة الدولة.

وألقيت خلال المهرجان العديد من الكلمات والقصائد الشعرية التي أكدت بمجملها التمسك بقرار فك الارتباط الذي وصفوه بالتاريخي، والذي أعلنه الرئيس علي سالم البيض في 21 مايو من العام 94م، وهو القرار الذي أكدت الكلمات بأنه مرتكز بدرجة رئيسية على مشروعية سياسية وقانونية تعطي الجنوب الحق أمام المجتمع الإقليمي والدولي بفك الارتباط عن مشروع الشراكة المغدور بها من قبل الشريك الشمالي، والذي تحول إلى أسوأ احتلال في تاريخ الجنوب.

واعتبرت الكلمات التي ألقيت في المهرجان أن الإعلان الدستوري المتمثل في (الإعلان الرئاسي الصادر بتاريخ 7 / أبريل / 2022م قد ألغى العمل بدستور الجمهورية اليمنية).

وألقى رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي المحامي رمزي الشعيبي كلمة نقل في مستهلها للجماهير المحتشدة تحيات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال الشعيبي في كلمته خلال المهرجان: “إن القوى اليمنية مستمرة في استفزاز الجنوبيين، غير مدركة بأن الجنوب أصبح حرًا ولن يسمح بأن يكون ساحة للمشاريع اليمنية، فالجنوب قرر مصيره بنفسه في فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية ولن يتراجع عن الهدف الذي ضحى من أجلة بخيرة رجاله، ولن تستطيع أي قوة أن تثنيه عن هذا الهدف وتوقف إرادة شعب الجنوب مهما كانت قوتها”.

وأضاف: “إنّ أبناء لحج احتشدوا اليوم لإيصال رسالة مفاداها بأنهم على العهد ماضون، ولن يكونوا وحدهم في هذه المعركة المصيرية، فمعهم كل الجنوب من أقصاه إلى أقصاه في السلم سلماً وفي الحرب حرباً، لقد ارتضى أبناء لحج الدفاع عن أرضهم وقضيتهم، مهما عظمت المخاطر ومكائد الحاقدين”.

وأكد البيان الصادر عن الفعالية الجماهيرية على حق شعب الجنوب بفك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية واستعادة دولته كاملة السيادة على حدودها ما قبل العام 1994م.

وأشار البيان إلى أن الإعلان الدستوري المتمثل في (الإعلان الرئاسي الصادر بتاريخ 7 / أبريل / 2022م قد ألغى العمل بدستور الجمهورية اليمنية).

وأكد البيان على ضرورة تنفيذ بنود اتفاق الرياض ومنها تعيين محافظي ومديري الأمن لمحافظات حضرموت والمهرة وسقطرى ولحج وأبين والضالع ونقل القوات العسكرية إلى جبهات القتال.

ووجه البيان الدعوة إلى حكومة المناصفة بسرعة معالجة كافة القضايا الخدمية التي تهم حياة المواطنين وفي مقدمتها (الكهرباء والمياه والصحة والتعليم) وإيقاف انهيار العملة المحلية وإعادة أسعار المواد الغذائية إلى ما قبل انهيار العملة، وتأمين صرف المرتبات ودفع الرواتب المتأخرة للجيش الجنوبي ورفع الأجور والمرتبات بما يتلاءم مع الظروف المعيشية للمواطنين.

العاصمة عدن تحتفي بذكرى فك الارتباط بمشاركة قيادات الانتقالي

شهدت العاصمة عدن، أمس السبت، احتفالية نظمتها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ومنظمات أهلية لإحياء الذكرى الـ 28 لإعلان فك الارتباط التي توافق 21 مايو الجاري.

تضمن الحفل – الذي جاء تحت شعار (شعب الجنوب يؤكد مطالبه في استعادة أرضه واستقلال وطنه.. الجنوب لكل وبكل أبنائه) – عدة فقرات تضمنت إلقاء قصائد شعرية وأناشيد وطنية ولوحات تعبيرية راقصة.

وشارك في الاحتفالية عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي على رأسهم الدكتور ناصر الخبجي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، وفضل الجعدي، نائب الأمين العام، واللواء سالم السقطري، نائب الأمين العام، وزير الزراعة وعلي الكثيري، المتحدث باسم المجلس، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، وآخرون.

وقال عصام عبده علي، القائم بمهام رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس في العاصمة عدن: “إن الاحتفالية تهدف إلى إحياء قرار فك الارتباط باعتباره انطلاقة النضال الجنوبي ضد قوى الغدر والخيانة التي أشعلت الحرب ضد شعب الجنوب المسالم في تجاهل لكل الأعراف والمواثيق الدولية”.

ولفت إلى أن المنجزات الحالية لأبناء الجنوب تأتي امتدادا لمراحل نضال بزغت في يوم 21 مايو 1994م، لترسم ملامح دولة الجنوب، داعيًا لسرعة تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض وإصلاح المنظومة القضائية ومعالجة أزمة الخدمات وانهيار العملة.

وشدد على توحيد الصفوف والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد شعب الجنوب وحقه المشروع في استعادة دولته، مؤكدا أن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي يحمل راية قضية شعب الجنوب.

حضرموت تقول كلمتها وتؤكد المضي لاستعادة الدولة

توافد أبناء حضرموت من مختلف مناطق ومديريات المحافظة إلى مدينة المكلا، للمشاركة في الفعالية الاحتفالية، لإحياء الذكرى الثامنة والعشرين لإعلان فك الارتباط وانهاء وحدة الضم والإلحاق (٢١مايو١٩٩٤) والتي دعت إليها الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة.

وأكدت الجماهير – التي اكتظت بها قاعة تهاني، بشارع الستين، واضطر الكثيرون لافتراش الساحات المحيطة بالقاعة – تصميمهما على المضي قدما لاستكمال تحقيق أهداف شعبنا في التحرر والاستقلال وإقامة الدولة الجنوبية الاتحادية.

ونقل العميد الركن سعيد أحمد المحمدي – رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت – للحشود تحيات اللواء عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، معلنا تجديد التفويض والثقة في قيادته الحكيمة، مؤكدا أن الرئيس القائد عيدروس خير من يمثل شعبنا ويقود سفينتنا الجنوبية إلى مرافئ الحرية والاستقلال.

وعبر المحمدي في كلمته عن شكره وتقديره للمحتشدين على تلبيتهم للدعوة والمشاركة في إحياء هذا اليوم التاريخي، الحادي والعشرين من مايو، ذكرى إعلان الرئيس علي سالم البيض في ذروة الحرب الظالمة على شعبنا فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية.

وأضاف قائلا: “لقد فرضت الحرب، التي شنها وكلاء إيران في اليمن، على المجلس الانتقالي التحالف مع القوى اليمنية المناوئة للمشروع الحوثي، فوقّع المجلس على اتفاق الرياض، ثم مشاورات الرياض في رمضان، التي أفضت إلى تشكيل قيادة للمجلس الرئاسي”.

مذكرا الجميع أن الإعلان الرئاسي الصادر يوم 7 أبريل 2022م، قد ألغى العمل بدستور الجمهورية اليمنية، وأن تشكيل المجلس الرئاسي وحكومة المناصفة بين الشمال والجنوب، وظيفتهما إدارة ملفات الخدمات، وإدارة الحرب أو العملية السلمية مع المليشيات الحوثية.

مجددا مطالب أبناء حضرموت للأشقاء في التحالف العربي، بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، المتواجدة في وادي حضرموت، واستبدالها بقوات من النخبة الحضرمية، استكمالا لتنفيذ اتفاق الرياض، الذي نص على إخراج القوات العسكرية إلى جبهات التماس مع الحوثيين.

جماهير شبوة تجدد العهد للرئيس الزُبيدي

جددت جماهير شبوة – خلال فعاليات إحياء الذكرى الـ 28 لفك الارتباط – العهد للرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بالاصطفاف دون تردد في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ شعب الجنوب وقضيته الوطنية.

وشددت في بيان ختامي للفعاليات الشعبية بمديرية عتق، على أن تحقيق استقلال الجنوب وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة هدف وخيار وطني جنوبي بإجماع شعبي لا رجوع عنه، مؤكدين أن أبناء الجنوب يدفعون في سبيلة – بتصميم إرادتهم – فاتورة باهظة من الأرواح والدماء الزكية والطاهرة.

وطالب البيان بسرعة إنجاز المسودة المنظمة لعمل مجلس القيادة الرئاسي بناءً على مخرجات مشاورات الرياض والإعلان الصادر يوم 7 أبريل الماضي.

وعبروا عن دعم جهود محافظ شبوة عوض العولقي، ومساندة جهوده الرامية إلى إصلاح المنظومة الحكومية بالمحافظة وتجفيف منابع الفساد، بتعزيز مبدأ الشفافية وتفعيل دور الأجهزة الرقابية.

وشدد على ضرورة وأهمية استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض، مثمنا جهود الأشقاء في التحالف العربي في مختلف المجالات والتأكيد على ضرورة اضطلاع الجميع بمسؤولياته تجاه الأزمة الإنسانية الخانقة.

أبين تعلنها مدوية: استعادة الدولة خيارنا

شهدت مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، صباح أمس، مهرجانا جماهيريا كبيرا إحياء للذكرى الـ 28 لإعلان فك الارتباط، بحضور عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي العميد طيار ناصر السعدي، ورئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية بالمجلس الانتقالي بمحافظة أبين الأستاذ محمد أحمد حيدرة الشقي، وعدد من أعضاء الجمعية الوطنية.

وعبر أبناء ابين عن تمسكهم بفك الارتباط عن الجمهورية اليمنية بعد الغدر بالوحدة اليمنية وذبحها من الوريد إلى الوريد بعد اجتياح قوات صنعاء للجنوب واحتلالها بالقوة في حرب صيف 94م.

وفي الحفل الخطابي – الذي شهد حضورا للقطاع النسائي – ألقى العميد ناصر السعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، كلمة المجلس الانتقالي الجنوبي عبر في مستلها عن سعادته الكبيرة بحضور هذا الحفل الجماهيري الكبير ناقلا للجماهير تحيات وتهاني الرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي.

وألقى رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية بانتقالي أبين الأستاذ محمد أحمد الشقي كلمة رحب في مستهلها بالضيوف الكرام شاكرا لهم حضورهم لمشاركة أبناء أبين احتفالاتهم بهذه المناسبة.

وقال الشقي في كلمته: “إن مشروع وحدة مايو مات وشبع موتًا، وكان طرف العربية اليمنية هو من وجه إليه طعناته القاتلة وكفنه محمولا إلى مثواه الأخير في 7/7/1994، وهكذا رفعوا شعار ”الوحدة أو الموت” فكان الموت فعلا وحقا رديفا ومسلكا لوحدتهم التي أرادوها بطريقتهم، وحدة اقترنت بسفك دماء الجنوبيين عن طريق الإرهاب ثم عن طريق الغزو والاحتلال مصحوبة بفتوى التكفير واعتبار قتالهم ضد شعب الجنوب العربي المسلم جهادًا في سبيل الله، وجواز قتل النساء والأطفال كما نصت عليه فتوى الديلمي الذي كوفئ على فتواه بمنصب وزير للعدل”.

وأشاد الشقي بمواقف شعب الجنوب الرافضة رفضًا قاطعًا للسير في هذا المشروع السياسي الفاشل الذي دمر الجنوب بكل مقدراته ونهب ثرواته ومحو معالم دولته ووجوده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى