أزمة كهرباء عدن تتواصل.. أسبابها وطرق معالجتها

تعيش العاصمة عدن بين حين وآخر، أزمات متكررة تتمثّل في الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي، بما يفرض ضرورة التدخل على وجه السرعة لكبح هذه الأزمة المروعة. أحدث صور هذه الأزمة تمثّلت في خروج خروج جزئي لتوليد الكهرباء في العاصمة عدن عن الخدمة يوم الخميس، قبل أن تعود الخدمة فيما بعد. وأفاد ناشطون بأن خروج الكهرباء عن الخدمة جاء بسبب اصطدام شاحنة كرين بإحدى خطوط نقل التيار بمنطقة دار سعد أدى لعطب مفتاح دارسعد2 وحدوث راجع تيار كهربائي على محطات التوليد، لتسجل خروج جزئي عن الخدمة. تُضاف هذه الواقعة إلى سلسلة طويلة من الأزمات العاصفة التي تضرب منظومة الكهرباء في العاصمة عدن، وهذا الانهيار له عدة أسباب بينها إهدار كميات كبيرة من الطاقة وتدهور شبكات النقل والتوزيع، وانتشار عدد ضخم من من التوصيلات غير المرخصة بالشبكة العامة، فضلًا عن انخفاض معدلات تحصيل فواتير الكهرباء، وتباين معدلات الدفع تبعًا لنمط المستهلكين. وثمة معادلة تفاقم من الأزمة باعتبار أن الرسوم التي يتم فرضها هي في الأساس نسبة صغيرة من تكلفة توصيل الطاقة، كما أنّ فرض زيادات كبيرة للرسوم من شأنه أن يثقل كاهل المواطنين ويزيد معاناتهم من المأساة الإنسانية، ما يعني أنّ الأزمة الراهنة تتطلب معالجة شاملة تراعي تقديم الخدمة للمواطنين مع مراعاة الظرف الإنساني في الوقت نفسه. وحدّد متخصصون، آليات يمكنها إتباعها للعمل على تحسين منظومة الخدمة سواء في العاصمة عدن أو غيرها، تشمل تجديد المرافق والبنية التحتية الخاصة بشبكات النقل والتوزيع، وتقليل النفقات بكل الصور الممكنة مثل استخدام الغاز الطبيعي، والتوجه نحو الاستثمار في الطاقة المتجددة التي تنعدم تكلفتها. مثل هذه الآليات وغيرها يجب أن تسبقها إرادة فعلية تتضمَّن العمل على وضع معايير معالجة الأزمة الإنسانية على أن تكون ذلك أولوية قصوى؛ نظرًا لأهمية هذا الملف، وانعكاساته على تحقيق الاستقرار الذي يخدم مسار العملية السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى