الهدنة الأممية تحمي أطفال اليمن من جرائم الحوثي


وسط تحذيرات خبراء ومحللين من التهديدات التي تُحدق بإمكانية صمود الهدنة الحالية في اليمن بفعل تواصل انتهاكات ميليشيات الحوثي الإرهابية لها، أكد متابعون للشأن اليمني أن إجبار هذه العصابة الدموية، على التوقف عن الزج بأطفال البلاد في ساحات القتال، يشكل أحد أبرز نتائج هذا التوقف المؤقت للمعارك، الذي جرى التوصل إليه بوساطة أممية.
فخلال الأسابيع الأولى للهدنة، التي بدأ سريانها مطلع إبريل الماضي ويُفترض استمرارها حتى الثاني من يونيو المقبل، أُرْغِمَ الانقلابيون على قبول خطة عمل بلورتها الأمم المتحدة، بهدف منعهم من تجنيد الأطفال، ودفعهم لوقف اعتداءاتهم على المرافق الصحية والتعليمية، التي دمرت هجمات الميليشيات الحوثية، جانباً كبيراً منها على مدار السنوات الماضية.
وتنص الخطة على منح عصابة «الحوثي» الإجرامية، مهلة 6 أشهر لحصر جميع الأطفال دون سن الـ 18 الموجودين في صفوفها، وتدعو إلى تسهيل تسريح هؤلاء الصغار، وإعادة دمجهم في المجتمعات المحلية، فضلا عن أنها تتضمن عقوبات تستهدف منع قتل الأطفال وتشويههم، وحماية مدارسهم والمنشآت الصحية التي توفر خدماتها لهم.
وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لـ «منظمة السلام العالمي»، أشار خبراء غربيون، إلى أن أهمية إجبار الحوثيين على توقيع هذه الخطة، تكمن في أن هذه الخطوة تأتي بعدما كُشِفَ النقاب، عن أن الصراع الذي يضرب اليمن منذ نحو 8 سنوات جراء الانقلاب الحوثي الدموي على الحكومة الشرعية، أدى إلى تضرر قرابة 7 ملايين ونصف المليون طفل، بات الكثيرون منهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.

ومن بين هؤلاء المتضررين، نحو 4,7 مليون طفل يمني، حرمتهم الممارسات العدوانية الحوثية، من مواصلة التعليم النظامي، خاصة في ضوء الدمار الكبير الذي لحق بالمدارس في مختلف أنحاء البلاد، جراء الهجمات التي تشنها الميليشيات الانقلابية، واستهداف بعض قناصة هذه العصابة، للتلاميذ الصغار في صفوفهم الدراسية.
وتشير تقديرات مستقلة إلى أن الحرب اليمنية، أودت حتى الآن، بحياة أكثر من 10 آلاف طفل. كما شهدت الزج بقرابة 3500 آخرين في ساحات المواجهة. 
وفي مطلع العام الجاري، وَثَّق تقرير أصدرته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، مسؤولية الميليشيات الحوثية الإجرامية، عن مقتل نحو ألفيْ طفل يمني، عبر الدفع بهم إلى أتون الحرب، في الفترة ما بين يناير 2020 ومايو 2021، من خلال خداع ذويهم بأن أبناءهم سيتلقون دورات تثقيفية، أو تهديد أُسَرهم بالحرمان من المساعدات الإغاثية الضرورية لهم، للبقاء على قيد الحياة.
ومن المأمول أن تؤدي خطة العمل التي تم توقيعها خلال الهدنة الحالية، إلى وقف انتهاكات الحوثيين لحقوق الأطفال، بعدما قادت اعتداءاتهم على مدار الأعوام الماضية، إلى تحويل اليمن، إلى ما وصفته منظمات دولية، بـ «جحيم على الأرض بالنسبة لأطفاله، ممن يُقتلون بالآلاف، ويتعرضون لإعاقات، ويُشرَّدون ويعانون من الصدمات.
بالتوازي مع ذلك، حذر محللون من أن انتهاكات الحوثي المستمرة للهدنة على جبهات مثل مأرب والبيضاء وتعز، تهدد بتحويلها إلى مجرد «استراحة محارب» للأطراف المتقاتلة، بدلا من أن تمثل خطوة أولى، على طريق إحلال السلام المنشود في اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى