«27 رمضان» يوم النصر العظيم .. !

كتب / أ. د. عبدالناصر الوالي :
منذ عام 27 رمضان 1437هـ ( 2015 ) وحتى 27 رمضان 1443هـ ( 2022م ) مرت سنوات عجاف على شعب الجنوب لم يشهد التاريخ لها مثيل.
بعد معارك دامية في حرب ضروس قادتها المقاومة الجنوبية وما تبقى من قوات الجيش والأمن الجنوبي حينها ضد الغزو العسكر – قبلي الشمالي تقودهم هذه المرة عصابات الانقلابين الحوثة انتصرت عدن بعد صمود أسطوري ومقاومة خرافية. سبع سنوات مرهقة قاسية على شعب الجنوب عانى منها الأمرين، ولكنه صمد وثبت وقاوم، ووصلنا اليوم إلى ما نحن فيه، صحيح لا زال هناك صعوبة في العيش ولكن هناك أيضاً أمل كبير في المستقبل وأصبحنا نرى تباشير الفجر في الافق. عانينا من تعسف بعض الأصدقاء وقهرهم وشراسة كل الأعداء ومكرهم، وصمدنا.
تصدينا لكل المؤامرت وواجهناها تارة بالبندقية وتارةً أخرى بالصبر ودائماً بالحكمة. ناقشنا الحلفاء وبينا لهم، شرحنا لهم وأوضحنا لهم، كانوا محاطين بسياج متين من اعدائنا ومن خيل لهم أنهم اصدقائهم ورغم انه زائف إلا أنه أعاقنا كثيراً وحال دوننا ودونهم إلى أن أراد لنا الله أن تتضح الأمور وتنجلي الغمة.
استطعنا أن ندفع بقضية شعب الجنوب خطوات إلى الأمام جعلناها “حية وعادلة” وهي كذلك، وأصبح مشروع السلام مرهون بحلها حلاً عادلاً يرتضيه شعب الجنوب دون إكراه ولا قوة. شاركنا في الحكومة وفي الرئاسة من منطلق وطني أخوي قومي عروبي.
مستوعبين أن ما يمكن أخذه بالسياسة والدبلوماسية والحوار الأخوي الجاد وأن طال خير من سفك قطرة دم زكية من دماء ابنائنا. أصبحنا اليوم شركاء مع كل القوى الوطنية الجنوبية في إدارة الجنوب وحلفاء مع كل القوى الوطنية الشمالية في دحر الانقلاب في صنعاء لاستعادة الجمهورية والدولة.
حتماً سنجد حل غير الحرب والعنف، نحن أولى واحرص على شعبنا من أن نزج به في مزيد من المعاناة والعنف والحروب، وفي نفس الوقت لن نفرط في حقه في الحرية والكرامة والاستقلال.
سنحافظ على هذا التحالف لما فيه مصلحة الشعبين في الشمال والجنوب دون تعنت ولا اسفاف، خلافنا سياسي ( وجودي ومصيري) وليس له علاقة بالجينات ولن نقبل أو نسمح أن يكون كذلك.
اليوم في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة تفهم كبير لطبيعة المرحلة يتحدثون عن حق وعدالة قضية شعب الجنوب ولا يعارضونها.
أصبحت الآن الرؤية واضحة عدن برمزيتها يجب أن تستقر وتنمو وتزدهر والجهود الموحدة تتجه نحو صنعاء فهي تستحق أيضاً أن تتحرر وتستقر وتأمن.
إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وقد خطيناها. مشيناها خُطىً كُتِبَت علَينا ومَن كُتِبَت علَيهِ خُطىً مشاها وَمَنْ كَانَتْ مَنِيَّتُهُ بِأَرْضٍ فَلَيْسَ يَمُوتُ فِي أَرْضٍ سِوَاهَا .
الشاعر / عبدالعزيز الديريني. كل عام وانتم بخير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى