تقرير خاص | كيف تمكن “الانتقالي” من وضع قضية شعب الجنوب في مسار الاهتمام الدولي؟

عدن24 | خاص

لعب المجلس الانتقالي الجنوبي دروا كبيرا في وضع قضية شعب الجنوب في مسار الاهتمام الدولي.

ويقول مراقبون إن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، مثل نقطة محورية في مسار القضية الجنوبية، حيث نقلها من المسار الشعبي والاحتجاجي إلى المسار السياسي وقدم نفسه كلاعب قوي ومحام بارع للقضية الجنوبية.

جذور القضية الجنوبية
وبالعودة إلى مسار بدايات القضية الجنوبية، والتي تتمثل في مشروع استعادة الدولة الجنوبية بحدودها ماقبل 1990م، فقد كانت بداية القضية عقب فشل مشروع الوحدة وانقلاب صنعاء على وثيقة العهد والاتفاق واجتياح الجنوب 1994م.
ومثلت حرب 94 الغاشمة على الجنوب أولى لبنات النضال لاستعادة دولة الجنوب.
وقبل عام 1990م كان الجنوب “جمهورية اليمن الديقراطية الشعبية” دولة ذاته سيادة ومكانه في الشرق الأوسط وعضو في الأمم المتحدة، قبل أن يتوحد مع الشمال “الجهورية العربية اليمنية” في 1990.
وفي العام 2007م انطلق قطار الحراك الجنوبي السلمي، وهو امتداد لمسار النضال الجنوبي من94.
وفي العام 2015 عقب الغزو الثاني للجنوب، تمكن الجنوبيون وبمساعدة دول التحالف العربي، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة، من تحرير جنوبهم وتشكيل قوات عسكرية احترافية لتأمين الجنوب من محاولات الغزو المتكررة ومحاربة الإرهاب.

تشكيل المجلس الانتقالي
مثل تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017م صفحة جديدة في كتاب القضية الجنوبية.
وبحسب مراقبون فأن تشكيل المجلس الانتقالي مثل ضربة غير متوقعة لقوى لصنعاء، التي اعتمدت على تفريخ مكونات وشخصيات لتمثيل القضية الجنوبية.
ويوضح المراقبون أن قوى الاحتلال اليمني أدركت مبكرا خطورة وجود حامل سياسي للقضية، ولذلك لجأت ومنذ البداية على شن حملة شعواء ضد المجلس الانتقالي، حيث وصل الأمر إلى تحالفات عسكرية بين جماعتي الإخوان والحوثيين، لشن حرب عسكرية للسيطرة على العاصمة عدن والجنوب، وهو مابدأ واضحا في احتلال الإخوان لمحافظة شبوة والوصول إلى مشارف العاصمة عدن.
ويقول المراقبون أن المجلس الانتقالي الجنوبي، كان مدركا لتبعات الدور الذي سيلعبه والمتاعب التي ستواجهه في مسار النضال الطويل لتحقيق تطلعات أبناء الجنوب في استعادة دولتهم كاملة السيادة.

المرونة السياسي
مثلت المرونة السياسي التي لعبها المجلس الانتقالي مع كافة الأطراف المحلية والخارجية تكتيك جديد في الخطاب الجنوبي، تكتيك أثبت فعاليته من خلال المكانة التي وصلت إليها القضية الجنوبية.
واستطاع المجلس الانتقال برئاسة القائد عيدروس الزبيدي وبمرونتهم العالية في التعاطي مع كافة المسائل والضغوط على اقناع الجميع بعدالة القضية الجنوبية.

الموقف الخليجي
كان الموقف الخليجي في السابق حيال القضية الجنوبية لايختلف كثيرا عن موقف صنعاء تجاه عدالة قضية شعب الجنوب، وذلك نتيجة المعلومات المغلوطة التي كان يكثفها نظام صنعاء حول الجنوب، وكذلك بسبب غياب كيان جنوبي قوي يوضح للعالم حقيقة وعدالة ومشروعية القضية الجنوبية وحق أبنائه في استعادة دولتهم.
هذه النضرة الخليجية تجاه القضية الجنوبية تغيرت الان كثيرا، بفعل الجهود السياسية والإعلامية والعسكرية التي بذلها المجلس الانتقالي في تصحيح مفاهيم الأشقاء في دولة التحالف حول عدالة القضية الجنوبية.

اهتمام دولي
لم يقتصر تأثير المجلس الانتقالي في تغيير موقف الأشقاء العرب بعدالة القضية الجنوبية، بل استطاع نقلها إلى مستوى أعلى من الاهتمام الدولي.
ويدرك المجتمع الدولي الان أن القضية الجنوبية مربط الفرس في إحلال السلام بالمنطقة، فبدون حل القضية بما يعطي الجنوبيين حقهم في استعادة دولتهم كاملة السيادة لن يكون هناك أي سلام في المنطقة، وهذا ما أكد عليه المجلس الانتقالي دائما..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى