صحف عربية: مشاورات الرياض فرصة أخيرة أمام الحوثيين


يبدو أن الملف اليمني أصبح على مفترق طرق، يشهد مبادرات للسلام تارة، ثم محاولات لإشعال الحرب تارة أخرى، ولكن الوقت يمر كل يوم ويتم إهدار فرص ثمينة كانت كفيلة بهزيمة المشروع الإيراني في اليمن والقضاء على مليشيات الحوثيين. ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، لا يمكن التنبؤ بمستقبل الوضع السياسي في اليمن، هل سيتم الوصول للسلام وتفعيل تلك المبادرة مستقبلاً، أم سيواصل الحوثيون انتهاكاتهم ضد الشعب اليمني والمنطقة ككل، والتسبب في أزمات انسانية لم تشهدها المنطقة العربية من قبل.

تقدم في المشاورات
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” إن المشاورات اليمنية – اليمنية المنعقدة برعاية خليجية في الرياض شهدت تقدماً وتوافقاً ملحوظاً في كافة المحاور، وذلك بعد أن تمت مناقشة هذه التحديات أمام حكومة الكفاءات اليمنية ودراسة الحلول المناسبة لها.

ونقلت الصحيفة عن سرحان بن كروز المنيخر سفير مجلس التعاون الخليجي في اليمن أن المشاورات تسير وفق الجدول الزمني المعد مسبقاً، مبيناً أن «الحكومة اليمنية قابلت (أمس) ممثلي المحاور المطروحة في برنامج المشاورات، ابتداءً بالمحور السياسي ثم الأمني والاقتصادي الذي يعد من أكثر الموضوعات المؤرقة التي تهم الشارع اليمني، والتي ستجد كل الدعم من أشقائهم الخليجيين، للخروج ببلادهم من وضعها الحالي إلى يمن آمن ومستقر”.

وأشار المنيخر إلى أن اليمن لم ولن يقبل أن يبقى خارج منظومة مجلس التعاون، وهو جزء أصيل وامتداد طبيعي للجزيرة العربية». لافتاً إلى أن «هناك إصراراً داخل المشاورات على تعزيز مؤسسات الدولة، علينا ألا نستبق الأحداث، لم يصل اليمنيون إلى الآن للحلول، ما زالوا في مرحلة المعوقات والإشكاليات، الحكومة التقت المتشاورين لبحث الإشكاليات، فيما يتعلق بالحلول المطروحة لليمنيين في باقي الأيام القادمة”.

إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار 


وتناولت صحيفة الاتحاد تأكيد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف فلاح مبارك الحجرف، على أهمية المشاورات اليمنية – اليمنية، برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في دعم ومساندة اليمن والشعب اليمني الشقيق لإنهاء الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار.

وجدد دعم المجلس ومساندته لليمن والشعب اليمني، في ظل الشرعية الدستورية، من خلال الحل السياسي المستند إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، وكذلك تنفيذ بنود اتفاق الرياض.

وجرى خلال لقائه رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، استعراض جهود ومبادرات دول المجلس الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في اليمن، على ضوء المشاورات التي تستضيفها الأمانة العامة خلال الفترة من 29 مارس(آذار) إلى 7 أبريل(نيسان) 2022.

وأكد الحجرف أهمية البناء علي مخرجات هذه الجهود التي تعكس حرصاً خليجياً وإقليمياً ودولياً لدعم استقرار اليمن، وتحقيق كل ما من شأنه إنهاء الصراع، ودفع المجالات التنموية والإغاثية والاقتصادية، وفقاً لتطلعات أبناء الشعب اليمني الشقيق، وتحقيق كل ما فيه خيره وازدهاره.

ومن جانبه، قدم سفير مجلس التعاون الخليجي في اليمن سرحان المنيفر ملخصاً عن المشاورات اليمنية. وقال: «نقف دائماً إلى جانب اليمنيين للخروج من الأزمة الحالية»، مشيراً إلى أن «الباب لا يزال مفتوحاً لمشاركة الأطراف اليمنية كافة بالمشاورات».

وأوضح أن المشاورات تستهدف مشاركة جميع الأطراف اليمنية»، مضيفاً: «نستهدف أمن وسلامة واستقرار اليمن. وتابع قائلاً “الحكومة اليمنية لديها مخزون غذاء يكفي للشهور المقبلة”.

وأكد قائلاً “لن نقبل أن يكون اليمن خارج منظومة مجلس التعاون، ونهدف لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن”. وقال “اليمنيون مجمعون على تعزيز مؤسسات الدولة، وهم يبحثون المعوقات ولم يبلغوا مرحلة الحلول بعد”.

وأكد وقوف مجلس التعاون الخليجي الدائم “إلى جانب اليمنيين للخروج من الأزمة الحالية». وأوضح أن «المشاورات ستختتم في الموعد المحدد لها”.

الفرصة الأخيرة
وفي صحيفة العرب قال الكاتب صالح البيضاني “في قراءة مجريات الملف اليمني ومساراته المتسارعة والمتشابكة في آن، لا يمكن التكهن حتى الآن بمآلات هذا الملف الشائك، حيث تمتزج دعوات السلام بقذائف الحوثي وطائراته المسيّرة، وهو المشهد الذي طغى قبل أن تعلن الأمم المتحدة فجأة ودون مقدمات عن هدنة وافق الحوثيون عليها وكذلك فعلت الحكومة اليمنية، فيما رحب التحالف العربي والمجتمع الدولي بهذه الهدنة التي أتبعها الحوثيون بزخات من التصريحات المستفزة التي لا تنتمي للسلام، وبزخات أخرى من القذائف التي اخترقت صمت الهدنة المعلنة قبل أن تبدأ أصلا، في سلوك حوثي مألوف ومتوقع”.

وأوضح البيضاني أن من يعرف تاريخ الخروقات الحوثية تجاه الهدن والاتفاقات لا يراهن كثيراً على موقف هذه الجماعة من أي اتفاق مبرم، لكن ذلك لا ينفي أن ثمة تحولات جرت وتجري بصمت وربما تكون هذه التحولات أصداء مبكرة لحوارات بين الكبار الإقليميين لكنها لم تنضج بعد، وقد يكون ما يعتمل في المشهد اليمني إقليميا ودوليا خلال هذه الفترة مجرد إرهاصات لمشاورات بين اللاعبين الدوليين والإقليميين الكبار، ويتصدر هذه المشاورات بطبيعة الحال الملف اليمني كواحد من أوراق طهران الرابحة على طاولة البوكر الدولية.

وأشار الكاتب إلى أنه ليس ببعيد عن التفاعلات الدولية إزاء الملف اليمني المشاورات اليمنية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، بدعوة من مجلس التعاون الخليجي، والتي تكتسب أهمية خاصة من ناحية الجهة التي دعت إليها، وكذلك من جهة التوقيت بالغ الحساسية الذي يمر به الملف اليمني.

وقال البيضاني “لا يمكن التقليل من أهمية وفاعليته تلك المشاورات على الرغم من سعي بعض الأطراف لوصفها بالمشاورات الأحادية بين أطراف متشابهة في عدائها للحوثي، الذي قاطع تلك المشاورات كما كان متوقعا، حيث أن معسكر المناوئين للمشروع الإيراني في اليمن كان في أمسّ الحاجة لمثل هذا الحوار الداخلي، الذي يأتي امتدادا لتجربتين سابقتين ناجحتين جزئيا على الأقل”.

وأكد الكاتب أنه بقدر ما تبدو مشاورات الرياض فرصة أخيرة للحوثيين، بالنظر لدور هذه المشاورات على الأرجح في تثبيت ودعم جهود وقف إطلاق النار في اليمن وتحويل هدنة الشهرين إلى هدنة دائمة، فإن تلك المشاورات على الأرجح الفرصة الأخيرة للشرعية اليمنية لإعادة النظر في كثير من الأخطاء والإخفاقات، التي لازمت مسيرة سبع سنوات من الحرب، وإجراء مراجعة شاملة للأداء السياسي والاقتصادي والعسكري، بحيث تفضي مخرجات تلك المشاورات لإخراج شرعية قوية قادرة على مواجهة تحديات الحرب أو استحقاقات السلام، أما الخيار الآخر دون ذلك فهو القفز على عتبة المعيقات اليمنية وإنتاج واقع جديد يلبي احتياجات الإقليم وأمنه الاستراتيجي بعيدا عن تعقيدات الداخل اليمني وإفرازاته السياسية وإخفاقاته العسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى