تناسخ وتطور الإرهاب

كتب/ صلاح بن عوض

كان أول ظهور لفكرة الإرهاب في الإسلام علي يد فرقة الخوارج التي تأسست في عصر الصحابة وقامت بجريمة قتل خليفة المسلمين عثمان ابن عفان رضي الله عنه ومن ثم اغتيال الخليفة الرابع علي ابن ابي طالب رضي الله عنة ثم استفحل امر الخوارج في عهد بني امية وظلت الخوراج شوكة في حلق الدولة الاموية حتى سقوطها سنة 132هــ ـ بعد قتل اخر خليفه اموي مروان بن محمد الملقب بالحمار ، وقد خاض معهم مروان حروب طاحنة استطاع ان يقضي عليهم في بلاد العراق ويبيد خضرءاهم بمساعدة والي العراق يزيد بن عمر ابن هبيرة بعد ان الحق بهم ابن هبيرة الهزيمة في الكوفة ومنها الى الموصل وجند مروان تتعقبهم قتلا واسرا وفروا الى الاهواز وتحصنوا بها وقد عزم ابن هبيرة على تتبعهم لولاء ظهور أبو مسلم الخرساني قائد جيوش بني العباس سنة 129هــ وانشغالهم بقتاله الذي انتهت دولة بني امية على يده.

والخوارج على مر الزمان اهل دنيا وان تلبسوا بلباس التقوى والورع فأول خروج كان لذوي الخويصرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب غنيمه قسمها رسول الله فلم يعجبه ذلك وقال يا محمد اعدل فانك لم تعدل فو الله ما اريد بهذه القسمة وجه الله فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال وحيك اذا لم اعدل فمن يعدل وقد هم به الصحابة فنهاهم عنه وقال يخرج من ضأضئي هذا رجال تحقرون صلاتكم الى صلاتهم وقراءتكم الى قراءتهم وصيامكم الي صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ولان ادركتهم لا قتلنهم قتل عاد طوبى لمن قتلهم.

والحديث دليل انهم بالرغم على ما هم عليه من العبادة الا انهم خلق اشرار اهل دنيا ، وكان اول من ظفر بهذه البشارة علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فقتلهم في النهروان.

اتى رجل من الخوارج الى الحسن البصري فقال له: ما تقول في الخوارج؟ قال الحسن هم اهل دنيا، قال ومن اين قلت انهم أصحاب دنيا والواحد منهم يمشي بين الرماح حتى تنكسر فيه ويخرج من اهله وولده قال الحسن: حدثني عن السلطان هل منعك من إقامة الصلاة وايتاء الزكاة والحج والعمرة ؟ قال لا، قال الحسن: فما أراه الا منعك الدنيا فقاتلته عليها.

وتتفق أصول الخوارج والشيعة الامامية في الخروج على الحاكم واباحة سفك الدماء وتكفير المسلمين.

ظلت فرقة الخوارج التي حملت اصل فكرة الإرهاب تتناسخ منها الفرق حتى العصر الحديث والذي شهد ميلاد فرقة الاخوان المسلمين في سنة 1928م على يد حسن البناء والتي تطور عندها الفكر الإرهابي واتخذ مناحي أخرى لم تكن معروفة كتخصيص فرق للاغتيالات واستخدام مادة الديناميت شديدة الانفجار لنسف التجمعات والمنشآت الحيوية والمباني بأسلوب اجرامي قاسي جدا لم يراعي ادنى معايير احترام آدمية البشر ومؤشر على تطور الفكر الإرهابي الى انحدار خطير جدا يهدد العالم باسره والحوادث الارهابية التي تلت ظهور جماعة الاخوان المسلمين وتفريعاتهم في السنوات الأخيرة تؤكد ذلك عاث الاخوان فسادا في ارض مصر ونفذوا اغتيالات وقتل وخطف وتتزيف حقائق كما قامت الجماعة بفتح فروع لها في عدد من الدول لتمارس عملها من على اراضيها ونتج عن هذا الانتشار تفريخ العديد من المليشيات والتنظيمات عن الجماعة الام ومن أهمها تنظيم القاعدة الذي تأسس في العام 1988م تليها حركة طالبان الأفغانية وحركة الشباب الإسلامية بالصومال وحماس الفلسطينية وغيرها الكثير والذي مثل بداية عصر الإرهاب الجديد وتطور اشكاله وقد مثلت احداث 11- سبتمبر من العام 2001م وتدمير مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية اكبر حادث إرهابي شهده العالم ترك اثار سلبية على المدى البعيد نتيجة لردة الفعل الغاضبة والقرارات التي تم اتخاذها بدون النظر والتأني واجراء تحقيق شفاف بالإضافة الى الملابسات والغموض الذي أحاط بالحادث في تحديد هوية المنفذين واتهام دول وافراد ومناهج بالظنة لم يكن لها يد ولا ذنب ولا دليل على اتهامها .

لهذه الأسباب لم تنجح الجهود و الحملة الدولية التي شنت للقضاء على الإرهاب بل أدت الى تفاقمه واتساع دائرته حتى شمل دولا أصبحت راعية مثل ايران ودمر دولا أخرى مثل العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا واليمن والصومال ولبنان بعد ان تكشفت خفايا واسرار وتبين ان من وراء هذه التنظيمات دول تدعمها وتمول عملياتها خصوصا بعد قيام ما يسمى الثورات العربية الأخيرة التي تزعمها قادة الاخوان المسلمين وكان من مخرجاتها قوة شوكة الإرهاب وظهور المليشات الإرهابية الجديدة النصرة وداعش ومليشيا الحوثي وغيرها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى