زوال مرتقب لرؤوس الشرعية يربك الحوثيين ويجعلهم يرفعون الراية البيضاء قبل بدء عملية صنعاء الكبرى

قالت مصادر سياسية متابعة للشأن اليمني في الداخل، أن السبب في تغيير موقف المليشيات الحوثية خلال الأيام الماضية، بالاستسلام وإيقاف الحرب وقبول إطلاق سراح اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع السابق، وشقيق العميد طارق محمد صالح، ونجله عفاش، ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تجري في الأثناء ترتيبات استكمالها، هو زوال رؤوس الفساد من هرم الشرعية اليمنية.وأوضحت المصادر، أن استمرار بقاء المليشيات الحوثية طوال السنوات الماضية، وتحقيق انتصاراتها الميدانية في نهم ومأرب والجوف وشبوة التي تم تحريرها بعملية إعصار الجنوب لقوات العمالقة مؤخرا، كان بفضل قيادات الاخوان في رئاسة الشرعية، سياسياً وأمنيا وعسكرياً.واكدت المصادر، أن المليشيات الحوثية ما أن أدركت قرب اقتلاع رؤوس الفساد الإخوانية من هرم الشرعية بعد أن يتم إعادة تشكيلها في مشاورات الرياض اليمنية – اليمنية القريبة، لجأت إلى الاستسلام وإيقاف الحرب والقبول باطلاق الصبيحي وماتبقى من أسرة الرئيس صالح بعد أن رفضت قبول إطلاق سراحهم خلال المفاوضات السابقة.وأشارت المصادر إلى تواطؤ جماعة الإخوان المسيطرة على الشرعية، مع المليشيات الحوثية، عسكرياً من خلال جبهات القتال ما حدث من تسليم المعسكرات بالجوف ومأرب وشبوة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة المتواجدة فيها، وتسليم مديريات ومحافظات بالكامل.وتابعت المصادر، أن تواطؤ الشرعية الإخوانية، سياسياً مع الحوثيين كان بتسليم محافظة وميناء الحديدة باتفاق استوكهولم الذي قضى بعرقلة تقدم القوات المشتركة التي كانت تبعد عن ميناء الحديدة سوى ثلاثة كيلومترات، فضلا عن إبرام الصفقات السرية بعيداً عن شاشات الإعلام.ولفتت المصادر إلى أن الشرعية بقياداتها الحالية متورطة مع الحوثيين بقتل اليمنيين وإطالة أمد الحرب، ومع قرب إعادة تشكيل الشرعية وتصحيح مسارها عسكريا وسياسيا وأمنيا، أيقنت المليشيات الحوثية هذه المرة انتهاء أمرها وبدء عملية القضاء عليها بالقيادات الجديدة التي ستقود المعارك السياسية والعسكرية.وكانت مصادر محيطة بصناع القرار اليمني، أكدت أن الترتيبات القادمة في مشاورات الرياض، هدفها الأساسي قطع أيادي جماعة الإخوان من إصدار القرارات الجمهورية من مكتب الرئيس هادي، وعدم تمكين الإخوان من الهيمنة على الشرعية التي سيتم تشكيلها على أسس وطنية يشارك فيها جميع المكونات اليمنية دون الاستحواذ عليها من قبل حزب معين كما هو الحاصل منذ بداية الحرب.وأفادت المصادر الرفيع بأن وضع الشرعية ككل بعد مشاورات الرياض ليس كما قبلها، مؤكدة تشكيل شرعية وطنية صلبة لها رؤية واضحة وهدف واحد وهو القضاء على مشروع إيران، في اليمن بعملية سياسية وعسكرية كبرى تصل خلالها إلى صنعاء بوقت قياسي، في حال رفضت المليشيات الحوثية الانصياع للحوار.وفي ذات السياق، يؤكد المحلل العسكري السعودي، زايد العمري، أن صنعاء لن تتحرر من الحوثي بوجود الشرعية، النائمة في فنادق الرياض.وقال العمري في تدوينة نشرها على حسابه بتويتر، ‏ان قادة الشرعية في الفنادق لم يصحوا من النوم، وجيشهم بالخنادق لم يتقدم للهجوم، متسائلاً: متى تظنون أن صنعاء ستعود؟كما وأوضح أن المرحلة تحتاج إلى: تشكيل مجلس رئاسي مختار من أبناء اليمن، وإلغاء هيكل التنظيم لمجلس الوزراء اليمني، وتشكيل نواة لقوات مسلحة يمنية للتحرير.وطالب العمري من التحالف العربي، تشكيل قوات عسكرية على غرار ألوية العمالقة، لتحرير المحافظات الشمالية، بعد أن أثبتت القوات التابعة للشرعية عدم تعاونها مع قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي.ومن جهته كشف البرلماني والمفكر السياسي الكويتي، الدكتور عبدالله النفيسي، عن خيانة وزير دفاع حكومة هادي، وذلك خلال توجيهه إتهامات صريحة، بالتواطؤ مع مليشيا الحوثي المصنفة كيان إرهابي.ووجه النائب السابق في برلمان الكويت الدكتور عبدالله النفيسي، الإتهام لقيادات في الحكومة المعترف بها دوليا، وعلى رأسهم وزير الدفاع محمد المقدشي بالتآمر مع مليشيات الحوثي المسيطرة على صنعاء، وتمكينهم من مضاعفة قوتهم عسكريا وامتلاك الدبابات الحديثة والمدفعية الثقيلة التي تحصل عليها الجيش من التحالف العربي وتم لاحقا تسلميها للحوثيين بمسرحيات انسحاب وتسليم لمواقع عسكرية بما تحتويه من أسلحة وعتاد.وأوضح الدكتور النفيسي إلى أن مخطط تلك القيادات في حكومة الشرعية اليمنية هو تعزيز قدرات الحوثيين بما يمكنهم من تنفيذ اجتياح شمالي ثاني للجنوب، موضحا بأن ذلك يمثل خطأ فادح من قبل قيادات وقوى الشمال كون الحوثي يدرك بأن استمرار بقاءه سيتحقق من خلال احكام قبضته على الشمال بكامل رقعته الجغرافية وعدم التقدم إلى الجنوب.وقال النفيسي: “وزير الدفاع اليمني موقفه مشبوه جدا، يقال انه هو الذي يساند الحوثي ويهيء له الفرص، والمال الإيراني يلعب دوره الخطير في اليمن والخيانة مشكلة”.وأضاف السياسي الكويتي البارز: “يدور همس في صنعاء حول من أين حصل الحوثيين على هذه المدفعية الثقيلة وهذه الدبابات التي سلمت له بهدف اضعاف جنوب اليمن السني؟ ومن أمر وحدات من الجيش بترك مواقعها وترك أسلحتها للحوثيين”.وأختتم قائلا: “مخطأ من يدعم الحوثيين ظنا منه أن اللعبة ستتوقف عند هذا الحد، فحركة الحوثي تستهدف كامل الشمال أساسا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى