الجنوب والتحالف العربي .. شراكة ممهورة بالدم لحفظ الأمن القومي العربي

عدن24 | خاص

كانت الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وصالح علامة مفصلية في تاريخ الجنوب، وكانت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية نقطة تحول مهمة في التاريخ الجنوبي.

ففي الوقت الذي  كانت  فيه مليشيات الحوثي وصالح تسيطر على اغلب المحافظات الجنوبية وهروب قيادات الشرعية وتركت المواطنين في هذه المحافظات يواجهون مصيرهم امام الآلة القمعية للمليشيات بأسلحة الدولة التي نهبتها، مثلت عاصفة الحزم التي اطلقتها المملكة العربية السعودية وبمشاركة دول التحالف العربي على رأسها دولة الامارات العربية المتحدة نقطة أمل لأبناء الجنوب وومضة ضوء في النفق المظلم الذي كان يحيط بهم.

يذكر أنه قبل أن تتقدم مليشيات الحوثي وصالح نحو العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية كان ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان قد أعلن في لقائه مع نجل الرئيس الراحل “احمد علي عبدالله صالح” في مدينة الرياض ان عدن والمحافظات الجنوبية خط أحمر.

وذكرت قناة العربية في حينها أن نجل الرئيس الراحل قدم إلى السعودية ليقدم لهم عرضا من والده مقابل استعداده لشن حرب شاملة على الحوثيين وتدميرهم وطردهم.

وقالت القناة إن العرض حمل عدة مطالب أهمها تأمين حياته وحياة والده صالح ورفع العقوبات الدولية عنه التي تضمنت منعه من السفر وتجميد أمواله مقابل أن يحشد خمسة آلاف مقاتل من الحرس الخاصة ومئة ألف من الحرس الجمهوري للانقلاب على جماعة الحوثي.

وقالت العربية أن الرد السعودي كان حاسما حيث رفض وزير الدفاع السعودي بالمطلق ما تضمنه عرض نجل صالح وأكد على شرعية هادي والمبادرة الخليجية محذراً من أن “المساس أو الاقتراب من عدن خط أحمر”.

واستطاع التدخل العربي عبر عاصفة الحزم من انقاذ الجنوب من أن تقع تحت السيطرة والهيمنة الحوثية.

علاقة النصر

من خلال العلاقة ودعم التحالف العربي تمكنت المقاومة الجنوبية من تحقيق النصر وهزيمة الحوثيين في ظرف قصير في المحافظات الجنوبية.

هذا النصر الذي تحقق في الجنوب يعكس مدى العلاقة الصادقة بين الطرفين، كما أن هذه العلاقة قد امتزجت وامتهرت بالدم من خلال شهداء الأخوة في دول التحالف العربي الذين سقطوا في المحافظات الجنوبية إلى جانب إخوانهم المقاتلين الجنوبيين في سبيل تحريرها.

هذه العلاقة التي امتزجت بالدم تمثل مهرا للأمن القومي العربي، حيث يمثل الجنوب منطقة استراتيجية هامة في المنطقة وتأمينه هو تأمين للأمن القومي العربي.

بناء القوات الجنوبية ومحاربة الإرهاب

ومن أبرز نتائج علاقة التحالف العربي بالجنوب هو إعادة وبناء القوات الجنوبية وتنظيمها وبنائها على الشكل الصحيح الذي يسهم في تمكين هذه القوات من تأمين المحافظات الجنوبية ومحارب الإرهاب فيها.

وبعد الدور الكبير الذي قامت به دول التحالف العربي وبالذات دولة الإمارات العربية المتحدة في إعادة تأهيل وتدريب القوات الجنوبية وتأهيل اقسام الشرطة ودعمها بكل مايلزم، تمكنت من تأمين العاصمة عدن وحضرموت وشبوة وأبين التي تحولت إلى مرتع لتنظيم القاعدة الذي استغل ظروف الحرب وبسط سيطرته على أجزاء واسعة من هذه المحافظات.

ولعبت قوات الحزام الأمني وأمن عدن وبدعم من التحالف العربي دورا كبيرا في تامين العاصمة عدن وتطهيرها من الجماعات الإرهابية التي كانت تتمركز في مديرية المنصورة بالذات، وفي سبيل ذلك تم تقديم العشرات من الشهداء، كذلك تم تطهير محافظتي أبين ولحج بقوات الحزام الأمني الذي أشرفت على دعمه وتأهيله دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك الوضع في محافظتي حضرموت وشبوة حيث تمكنت قوات النخبة الحضرمية والشبوانية من تطهير المحافظتين من عناصر تنظيم القاعدة الذ كان يسيطر على المحافظتين الغنيتين بالنفط والموارد.

ويشهد المواطن اليوم في المحافظات الجنوبية التحسن الأمني الكبير الذي كان للتكاتف والتكامل في العلاقة بين أبناء الجنوب والتحالف العربي دور فيه.

الإخوان المسلمون ومحاولة ضرب علاقة التحالف بالجنوب

ففي الوقت الذي مثلت علاقة التحالف بالجنوب علاقة فارقة منذ قديم الزمن، لاتزال المحافظات الشمالية قابعة تحت السيطرة الحوثية ، وشكلت هذه العلاقة هاجسا لدى الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” ولذلك حاولوا وعبر دعم إعلامي كبير من الجماعة الأم والإعلام الإيراني والقطري على ضرب هذه العلاقة بين أبناء الجنوب ودول التحالف بهدف خلق فجوة بين الطرفين والتأثير على التحالف العربي بما يخدم الحوثيين والمشروع الإيراني.

وبحسب مراقبين فإن الإعلام الإخواني الدولي ومنذ سنتين يشتغل ويضخ المئات من الاشاعات ضد التحالف العربي وذلك لتأليب الرأي العام الجنوبي ضد التحالف العربي، والذي يرى انه إذا استطاع التأثير على الرأي في الجنوب بإمكانه اختراق أو حتى هزيمته وافشال اهداف عاصفة الحزم بمايخدم المشروع الإيراني.

ولذلك كان الخطاب الإعلامي للمجلس الانتقالي الجنوبي واضحا ومهما في التأكيد على أهمية العلاقة مع التحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة ومحاربة الإرهاب وتنظيم الإخوان المسلمين الداعم للجماعات الإرهابية.

وفي لقاء رئيس مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الأستاذ أحمد عمر بن فريد في قناة ابوظبي عبر برنامج “اليمن في أسبوع” يوم الجمعة الماضية أكد على التزام المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه بأهداف عاصمة الحزم الاستراتيجية والمتمثلة بدحر المشروع الايراني في جنوب شبه الجزيرة العربية الذي يهدد الأمن القومي العربي.

وأشار بن فريد إلى أن الانتقالي يعول على دعم الأشقاء وبالذات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة كون الجنوب يمثل منطقة استراتيجية مهمة للأمن القومي العربي، موضحا أن الانتقالي لايريد ان يصطدم مع التحالف العربي وهو الهدف الذي تسعى إليه الجماعات المناهضة للانتقالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى