تقرير خاص | الجنوب .. أوضاع اقتصادية صعبة على أبواب رمضان

عدن24 | خاص

يقف العم أحمد البالغ من العمر، اثنان وستون عاما، في طابور طويل يمتد لأكثر من مائة وخمسين مترا، من اجل الحصول على “دبة غاز” في منطقة بروسلي، بمدرية التواهي، في العاصمة عدن.
وعلى بعد أيام قليلة من رمضان، تعيش العاصمة عدن والجنوب، أزمة أزمة غاز حادة، منذ أشهر، إثر تخفيض سلطات مأرب لحصة الجنوب من الغاز، وكذلك عقب القرار المحافظ أحمد لملس، الذي وجه باغلاق المحطات الخاصة في العاصمة.
ويشكو العم أحمد من طول الانتظار لساعات طويلة، اجل الحصول على حصته من الغاز، التي ينتظرها لأيام بعد تسجيل اسمه في الكشوفات الخاصة بمنطقته.
ولا تقف معاناة المواطنين في العاصمة عدن، والجنوب، على أزمة الغاز فحسب، بل تشمل كل مناحي الحياة.
وفي ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وانقطاع الرواتب، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس، من أن اليمن الذي مزقته الصراعات يتجه “نحو كارثة” بسبب نضوب التمويل الإنساني.
وقال المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي، في ختام زيارة لليمن استغرقت يومين، إن البرنامج بات مضطرا لتقليص المساعدات الغذائية الضرورية لملايين الأسر الجائعة.
وأضاف في بيان، “ليس لدينا خيار سوى أخذ الطعام من الجياع لإطعام المتضورين جوعا”.
وتابع المسؤول الأممي قائلا: “مالم نحصل على تمويل فوري، سنخاطر في غضون أسابيع قليلة حتى بعدم قدرتنا على إطعام المتضورين جوعا.. سيكون هذا هو الجحيم على الأرض.”
ومن جانب آخر، وقفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعها المنعقد اليوم الإثنين، برئاسة الأمين العام لهيئة الرئاسة، محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، أمام مستجدات الأوضاع الاقتصادية وتردي الخدمات في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب وفي مقدمتها الأزمات المفتعلة من قبل الأطراف التي تستميت لعرقلة جهود حكومة المناصفة في مسعى لإفشالها.
وناقشت الهيئة مسببات أزمة المشتقات النفطية، وانعدام مادة الغاز المنزلي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث استمعت إلى تقارير مفصلة قدمها وزراء المجلس في الحكومة لخصت أهم مسببات تلك الأزمات التي تمسُّ حياة المواطن والتي يتم افتعالها من قبل أطراف في السلطة كعقاب جماعي لإخضاع الشعب الجنوبي الرافض لسياسات التجويع الرامية لإخضاعه وتزوير إرادته.
وجددت الهيئة مطالبتها لحكومة المناصفة القيام بكامل مسؤولياتها الوطنية تجاه المواطن وفي مقدمتها توفير الخدمات وصرف المرتبات بانتظام، وإنعاش الوضع الاقتصادي المتردي، واتخاذ التدابير العاجلة لإيقاف الانهيار الحاصل في العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وفقا لمقتضيات اتفاق الرياض.
كما طالبتها بتحمل مسؤولياتها في معالجة ملف الكهرباء والإسراع في تأمين الطاقة الكافية لمواجهة الصيف القادم، مؤكدة أن معالجة ملف الكهرباء يقع على عاتق الحكومة وعليها معالجته دون مماطلة أو تسويف.
وناشد مواطنون دول التحالف العربي، القيام بدورها الانساني في الحد من معاناة المواطنين، في ظل الغياب التام لحكومة الشرعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى