آبار النفط واتفاق الرياض

كتب / باسم فضل الشعبي :

عاد وفد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى عدن قادمًا من العاصمة السعودية الرياض بعد أن قضى نحو ما يزيد على أربعة أشهر هناك؛ أملا في تحريك المياه الراكدة لتنفيذ ما تبقى من بنود في اتفاق الرياض.

بذل الوفد الانتقالي كل ما بوسعه لتحريك الاتفاق، إلا أنه ظل طوال كل هذه المدة يصطدم بتعجرف الطرف الآخر المتمثل في السلطة الشرعية، وحزب الإصلاح، الذين يرفضون التعاطي مع الاتفاق، وتنفيذ ما تبقى منه، إن كان ذلك سينزع منهم مصالحهم المتراكمة في الجنوب، وفي المقدمة آبار النفط في وادي حضرموت، الذين ما زالوا يسيطرون عليها بالقوة العسكرية الغاشمة.

في اتفاق الرياض بنود تنص على ضرورة مغادرة القوات العسكرية التابعة لمراكز القوى في الشمال أرض الجنوب، وفي مقدمة هذه القوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، فضلا عن تسليم كامل الجنوب عسكريا ومدنيا لأهله لإدارته، بعيدا عن قوى الاحتلال والوصاية، وهذا ما ترفضه الشرعية وحزب الإصلاح تماما؛ لأن ذلك ينزع عنهم مصالحهم غير المشروعة في التصرف بالثروة النفطية، وغيرها من الثروات في الجنوب، لا سيما في حضرموت، تلك البقرة الحلوب التي يُنهب نفطها ويُصدر للخارج، وتعود عائداته لجيوب الفاسدين ومراكز السلطة الشرعية المنحطة.

عاد وفد المجلس الانتقالي بعدما قدم كل الجهود متحليا بالصبر، أملا في تنفيذ ما تبقى من الاتفاق، لكن الرفض الذي يأتي من داخل الشرعية، وحزب الإصلاح، ليس هناك من مبررات له غير الحفاظ على المصالح غير المشروعة في الجنوب، والتي إذا لم تنتزع بالحوار والسلم، فقد تنتزع بالسلاح فيما بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى