الإرهاب الحوثي ضد السعودية يستدعي حضورًا أمريكيًّا فاعلًا

وسَّعت الولايات المتحدة من نطاق تنسيقها في إطار مكافحة الإرهاب الحوثي المسعور في الفترة الماضية، لتشمل إلى جانب دولة الإمارات كذلك المملكة العربية السعودية.

ففي أعقاب هجوم حوثي إرهابي على مطار أبها يُضاف إلى سجل المليشيات في استهداف الأعيان المدنية، صدر موقف حاسم من قِبل الإدارة الأمريكية لم يتوقف عند مجرد الإدانة، لكن الأمر تضمّن لهجة أكثر قوة.

الولايات المتحدة الأمريكية أدانت بشدة الهجوم الإرهابي الذي شنته مليشيا الحوثي بطائرة مسيرة مفخخة على مدينة أبها جنوبي السعودية.

وقال البيت الأبيض، في بيان: “ندين بشدة الهجوم الإرهابي على أبها بالسعودية الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، وملتزمون بدعم السعودية في الدفاع عن شعبها وأراضيها من هذه الهجمات”.

وأضاف البيان: “سنتعاون مع السعوديين وشركائنا الدوليين لمحاسبة الحوثيين على شن هذه الهجمات”.

البيان الأمريكي وبخاصة في آخر فقراته، يفتح الباب للحديث عن الآليات التي يمكن تشهرها الولايات المتحدة لمواجهة الإرهاب الحوثي، وكيفية الانخراط في شراكة دولية حقيقية تضع حدًا للإرهاب الحوثي الذي تخطّى كل الخطوط الحمر.

اللغة نفسها أو بالأحرى التنسيق نفسه وربما أكثر زخمًا اتبعته الإدارة الأمريكية في أعقاب الهجمات الحوثية الإرهابية على الإمارات، وهو توجه يعكس على ما يبدو محاولات أمريكية مستمرة لطي صفحة من تاريخها القريب عندما تساهلت مع المليشيات، وذلك عندما استهلّ الرئيس جو بايدن حقبته الرئاسية بإلغاء تصنيف الحوثيين تنظيمًا إرهابيًّا وهو القرار الذي كان قد اتخذه سلفه دونالد ترامب.

ويبدو من التعامل الأمريكي أن هناك توجُّهًا أمريكيًّا لإعادة تصنيف المليشيات تنظيمًا إرهابيًّا، لا سيّما في ظل تزايد الحديث في الداخل الأمريكي الذي لم يعد يقتصر على مهاجمة الحوثي ومن ورائه إيران، بل بدأ الحديث عن انتقاد لواشنطن بأنها تساهلت في التعامل مع المليشيات.

وثمة عمليات إرهابية ارتكبها الحوثيون حرّكت كل هذا الغضب الأمريكي، مثل محاولات تعطيل الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتهديد السفن التجارية، والقرصنة على السفن والاعتداء الحوثي على مبنى السفارة الأمريكية بصنعاء في نوفمبر الماضي واقتحامه ونهب محتوياته واحتجاز عدد من العاملين اليمنيين الذين ظلوا يترددون عليه منذ تجميد السفارة لأنشطتها عام 2015، وصولًا إلى شن هجوم إرهابي على قاعدة الظفرة الإماراتية أين تتمركز قوات أمريكية.

هذه الهجمات الإرهابية الحوثية مثّلت انتحارًا من قِبل المليشيات التي حشرت نفسها في بوتقة من تشكيل جبهة دولية قوية وصارمة، تردع إرهاب المليشيات.

وفيما من المتوقع أن تُقدِم واشنطن على تصنيف الحوثيين تنظيمًا إرهابيًّا، فإنّ الجانب الأكثر أهمية يبقى هو الضغط العسكري على المليشيات المدعومة من إيران، لكبح إرهابها، وهو أمرٌ بدأ يتضح في حجم التنسيق بين الولايات المتحدة والإمارات لردع الإرهاب الحوثي.

وسيكون هذا التنسيق العسكري بمثابة الرصاصة الأخيرة التي تُطلق في وجه المليشيات الحوثية، وذلك بعدما أفشلت الكثير من الجهود التي سعت إلى إحلال السلام، وأصرّت على إطالة أمد الحرب، وهو ما خلّف أزمات إنسانية مخيفة، إلى جانب تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة وكذا المصالح التجارية في الإقليمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى