إجماع أممي على إدانة الاعتداءات الإرهابية للحوثيين على الإمارات

ندد أعضاء مجلس الأمن الدولي “بأشد العبارات بالاعتداءات الإرهابية الشائنة” التي شنها المتمردون الحوثيون على أبوظبي، وذلك في بيان صدر الجمعة بإجماع نادرا ما يحصل داخل المجلس.

جاء ذلك في مستهل اجتماع طارئ كانت دعت إليه الإمارات، العضو غير الدائم في مجلس الأمن منذ الأول من يناير الجاري، للنظر في التطورات الأخيرة.

وتمت الموافقة على البيان الذي أعدته الإمارات ويؤكد أن هذه “الاعتداءات الإرهابية” على مدنيين “ارتكبها وتبناها الحوثيون”.

وحسب دبلوماسيين لم تبد روسيا خلال التفاوض على البيان، حماسة حيال نص يشير إلى “الإرهاب”، فيما يبدو لتجنب أي حرج مع إيران، لكنها انضمت في نهاية المطاف إلى موقف الغالبية في المجلس والتي طالبت بنص شديد اللهجة.

وشدد المجلس في بيانه على “ضرورة تحميل المنفذين والمدبرين والممولين والمخططين مسؤولية هذه الأعمال الإرهابية وإحالتهم على القضاء”، الأمر الذي قد يضع إيران في مواجهة جديدة مع المجتمع الدولي في ظل وجود معطيات تفيد بتورطها بشكل مباشر في الهجوم الدامي.

وحضّ البيان “جميع الدول، انسجاما مع التزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، على التعاون بشكل كثيف مع حكومة الإمارات العربية المتحدة وكل السلطات المعنية في هذا الصدد”.

ودعت الإمارات الأربعاء الولايات المتحدة إلى دعم إعادة تصنيف المتمردين اليمنيين “منظمة إرهابية”، غداة الاعتداء الدامي على أبوظبي والذي تم خلاله استخدام صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.

وزار رئيس جهاز المخابرات الإماراتي علي بن حماد الشامسي واشنطن والتقى بمسؤولين أميركيين، مما يشير إلى أنه يحمل تفاصيل وأدلة على ضلوع إيران في الهجوم سواء بتوفير الصواريخ والمسيرات، أو عبر الدعم الفني من خلال الخبراء في الحرس الثوري أو حزب الله اللبناني.

وأدى الهجوم إلى اندلاع حريق في صهاريج نقل محروقات بترولية قرب خزانات “أدنوك”، شركة أبوظبي النفطية، بالإضافة إلى حريق في منطقة الإنشاءات في مطار أبوظبي، وتسبب في مقتل ثلاثة أشخاص.

وهدد الحوثيون الموالون لإيران بتنفيذ هجمات أخرى على الإمارات، داعين المدنيين إلى الابتعاد عن “المنشآت الحيوية”.

ويرى خبراء أن الاعتداء والأسلحة التي استخدمت خلاله يعكس تورط طهران، حيث لا يمكن للمتمردين وحدهم شن هجوم بهذا الحجم.

وتحتاج الصواريخ والطائرات المسيرة الموصولة بالقنابل (إذا أطلقت من معقل الحوثيين في شمال اليمن) إلى قطع مسافة تصل إلى 1800 كيلومتر للوصول إلى أهداف في أبوظبي.

ويقول الخبراء إن الهجوم الضخم وغير المسبوق على الإمارات، يدشن لمرحلة جديدة من الصراع الدائر منذ نحو ثماني سنوات في اليمن.

وكثّف التحالف العربي بقيادة السعودية غاراته ليل الخميس الجمعة على مناطق تحت سيطرة المتمردين في اليمن موقعا قتلى وجرحى ودمارا، فيما انقطعت الإنترنت عن معظم أنحاء البلاد.

واتهم الحوثيون طيران التحالف بقصف مقر “السجن الاحتياطي” في صعدة، ولكن التحالف لم يشر في بيان له إلى أي قصف على المدينة التي تعد معقل المتمردين، لكنه تحدث عن استهداف محافظة الحديدة الساحلية.

وأعلن البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية “توجيه ضربات جوية دقيقة لتدمير قدرات الميليشيا الحوثية بالحديدة” الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، واستهداف “أحد أوكار عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة بالحديدة”.

وقالت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين إن “العدوان” استهدف “مبنى اتصالات” في المدينة.

وصرحت سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن أن “التحالف في اليمن يعتمد ردا متكافئا في كل عملياته العسكرية”.

وكان المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة الإماراتية أنور قرقاش أكد مساء الخميس، أن “الإمارات تمتلك الحق القانوني والأخلاقي للدفاع عن أراضيها وسكانها وسيادتها، وستمارس هذا الحق للدفاع عن نفسها ومنع الأعمال الإرهابية التي تنتهجها جماعة الحوثي التي ترفض كل دعوات وقف إطلاق النار والانخراط في الحل السياسي للأزمة”.

ودعا قرقاش خلال اتصال مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى “موقف قوي وحازم من المجتمع الدولي تجاه تعنت وتوسع الأعمال الإرهابية للميليشيات الحوثية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى