تقرير خاص | استهداف الإمارات .. هل يدفع “الحوثيون” الثمن باهظا؟

عدن24 | خاص

أعلنت يوم أمس شرطة أبوظبي اندلاع حريق في منطقة الانشاءات الجديدة بمطار العاصمة.

وقالت شرطة ابوظبي، إنها رصدت أجساماً طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرات بدون طيار “درونز”، وقعتا في المنطقتين قد تكونان تسببتا في الانفجار والحريق.

وعقبها بساعات تبنت جماعة الحوثي العملية، وقالت انها هي من تقف وراء الهجوم.

وبحسب المتحدث الرسمي للجماعة، محمد سريع، فقد تم استهداف المطار بـ5 صواريخ باليستية، وعدد “كبير” من المسيّرات.

وخلف الهجوم ثلاثة قتلى وإصابة سته اخرين، اغلبهم من الجنسيتين الهندية والباكستانية.

وشكك مراقبون بالرواية الحوثية، معتبرين الجماعة ليست سوى مجرد غطاء للعملية، في إشارة إلى أن الاستهداف قد يكون من الأراضي الإيرانية.

دفع الثمن..

ويتوقع مراقبون أن تدفع مليشيا الحوثي ثمنا باهضا، جراء الهجوم، الذي تبنته.

وفي أول رد على استهداف الإمارات، شنت مقاتلات التحالف غارات عنيفة ومكثفة على العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال التحالف العربي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس” : نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إنه “استجابة للتهديد والضرورة العسكرية، بدأنا ضربات جوية في صنعاء”.

وأضاف: “استهدفنا قيادات إرهابية شمال العاصمة صنعاء، ‏‎والموقف العملياتي يتطلب استمرار الضربات استجابة للتهديد”، دون تفاصيل أكثر.

وأكد في بيان اخر”استجابة للتهديد سيتم تنفيذ عملية ردع شاملة لتحييد مصادر التهديد”.

وأضاف أن “القوات الجوية للتحالف تنفذ عمليات جوية على مدار 24 ساعة فوق العاصمة صنعاء والهجمات العدائية على المدنيين بالمملكة والإمارات سيتم محاسبة مرتكبيها”.

وتابع: “الطائرات الهجومية تحضر لعمليات مشتركة والقيادات الإرهابية ضمن الأولويات” كما دعا التحالف “أهل صنعاء إلى الابتعاد عن معسكرات وتجمعات المليشيا الحوثية حرصا على سلامتهم”.

وعلى صعيد التطورات المديدانية كثفت مقاتلات التحالف قصفها على مواقع وتمكرزات مليشيا الحوثي في نحافظة مأرب، وسط تقدم كبير لألوية العمالقة الجنوبية في مديرية حريب جنوب المحافظة.

ويرى مراقبون أن جماعة الحوثي، باستهدافها الأراضي الإماراتية، وضعته نفسها موقف لاتحسد عليه، ستدفعه من المناطق التي سيطرت عليها خلال الفترة الماضية، وستتكبد خسائر فادحة لم تشهدها منذ انطلاق عاصفة الحزم.

إدانة وتنديد..

وأدان وزير خارجية الإمارات استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتيه، الإثنين.

وحسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، أكد وزير الخارجية الإماراتي أن “هذا الاستهداف الآثم لن يمر من دون عقاب”.

وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، أن “دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم”، واصفة الهجمات بأنها “جريمة نكراء أقدمت عليها ميليشيا الحوثي خارج القوانين الدولية والإنسانية”.

وقالت الوزارة إن “هذه الميليشيا الإرهابية تواصل جرائمها دون رادع، في مسعى منها لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، في سبيل تحقيق غاياتها وأهدافها غير المشروعة”.

كما دعت الوزارة المجتمع الدولي إلى “إدانة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضها رفضا تاما”.

ومن جانبها شدد على أن الولايات المتحدة الأميركية يجب أن تلغي على الفور عرضها بتخفيف العقوبات عن الإرهاب.

وتعهّدت الولايات المتحدة، الاثنين، بمحاسبة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم مطار أبوظبي، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين، وإصابة 6 آخرين.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان، إن واشنطن تدين بشدة الهجوم الذي وصفه بأنه “إرهابي” على منشآت مدنية في أبوظبي بالإمارات وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

كما أضاف “سنعمل مع الإمارات والشركاء الدوليين لمحاسبة الحوثيين”، مؤكداً التزام أميركا بأمن دولة الإمارات، ونحن نقف إلى جانب شركائنا الإماراتيين في مواجهة جميع التهديدات التي تتعرض لها أراضيهم.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي مع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، الاثنين، إدانة واستنكار الولايات المتحدة بشدة للهجوم الإرهابي لميليشيا الحوثي الإرهابية على مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية.

وقالت الخارجية الأميركية، في بيان “نجدد التزامنا الراسخ بأمن الإمارات ونقف متحدين مع شركائنا الإماراتيين”.

وقال وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، الثلاثاء، إن الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يقول عنهم الرئيس جو بايدن إنهم ليسوا إرهابيين، قاموا بشن ضربة إرهابية صاروخية على نقطتي نقل عالميتين في أبوظبي.

وأضاف في تغريدة على حسابه في “تويتر”، أن الإماراتيين والأميركيين الذين يقيمون هناك معرضون للخطر.

وأدان البرلمان الروسي “مجلس الدوما” بشدة هجوم الميليشيات الحوثية الذي تعرضت منشآت مدنية في الإمارات أمس.

وقال ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي في مداخلة عبر شاشة إن “RT” إن البرلمان الروسي يدين وبشدة الهجوم الذي تعرضت له أبوظبي وتبنّته مليشيا الحوثي والذي تم تنفيذه بطائرات مسيرة وأسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين”.

وأضاف أن الأمر الأكثر إثارة للامتعاض هو أن الهجوم جاء في الوقت الذي تمارس فيه أبوظبي سياسة متسقة تهدف إلى صون السلام والاستقرار في منطقة الخليج ومعالجة الخلافات الإقليمية الداخلية، وتقدم مساعدات إنسانية لا يستهان بها لعدد من الدول وتشارك في مشاريع إعادة إعمار اليمن.

وأكد البرلماني الروسي أن هذه الهجمات الوقحة لا تخرق قواعد القانون الإنساني الدولي فحسب، بل تقوض آفاق التسوية السلمية في اليمن على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والقرارات المتخذة ضمن صيغة الحوار اليمني اليمني، وتظهر الحد الأقصى من عدم المسؤولية، مشيرا الى أنه عوضا عن بذل الجهود لإزالة التوتر، راهن مدبّرو الهجمات على المواجهة، بعيداً عن التفكير في التبعات الإنسانية لمغامرتهم بالنسبة لليمن.