انتصارات العمالقة الجنوبية في شبوة هل تجبر الحوثيين على التسوية السياسية ؟


انتصارات تلو انتصارات تشهدها محافظة شبوة من أكثر من أسبوع على يد قوات العمالقة المدعومة من تحالف دعم الشرعية في اليمن ، انتصارات يومية دفعت الميليشيات الحوثية إلى الجنون خصوصا بعد مكابرتها ومراهنتها على استخدام الحرب كورقة ابتزاز لتحقيق أجندة تخريبية تخدم المشروع الإيراني في المنطقة.

اليوم باتت مديرية بيحان أخر معاقل الحوثيين في شبوة قاب قوسين من التحرير على يد قوات عسكرية وصلت إلى شبوة قبل أيام وتحقق انتصارات عجزت عن تحقيقها لسنوات القوات العسكرية الإخوانية التي كانت تتمركز في ذات المناطق التي جرى جرى تحريرها من قبل ألوية العمالقة.

خلال أقل من أسبوع تمكنت ألوية العمالقة من استعادة الكثير من المناطق الاستراتيجية الهامة في مديريات بيحان الفاصلة بين ثلاث محافظات ( شبوة ـ مأرب ـ البيضاء) ،انتصارات سريعة وغير متوقعة ستعكس على سير المعارك خلال الأيام القادمة في محافظة مأرب والبيضاء وستعمل على تغيير مجريات المواجهات مع هذه الميليشيات التي لا تؤمن الحلول السلمية وتنتهج الحرب كأسلوب للتفاهم.

مع كل إعلانات الحكومة الشرعية والتحالف العربي المساند لها عن رغبتها بالجنوح للسلم كانت الميليشيات إلى سبتمبر الماضي وهي تكابر عبر الخيار العسكري رافضة كل مبادرات ومقترحات السلام ، غرورها دفعها بمساندة الإخوان في عدة مناطق يمنية إلى السيطرة على محافظات بينها محافظة البيضاء والجوف واجتياح مديريات في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز وصولاً إلى السيطرة على مديريات بيحان في شبوة.

رغم التحذيرات المتكررة التي يطلقها المجتمع الدولي من مغبة اجتياح مأرب إلا أن تلك التحذيرات كانت ترمى بعرض الحائط دون أن توقف عملية تقدمها العسكري صوب مدينة مأرب مركز المحافظة.

تعنت الحوثيين ورفضهم لكل مقترحات السلام التي قدمت من الأمم المتحدة ومن المملكة العربية السعودية وعبر الولايات المتحدة الأمريكية والاشقاء في سلطنة عمان ، فرض على الشرعية والتحالف العربي الداعم لها تغيير معادلة المواجهة، وهو ما تم فعليا بدء من عملية إعادة تموضع في الساحل الغربي للتعامل مع هذا التصعيد والبدء بتطهير وتحرير الكثير من المناطق الخارجة عن أطار اتفاق استوكهولم الذي تماطل الميليشيات في تنفيذه ، وصولاً إلى الدفع بعدد من ألوية العمالقة إلى جبهات القتال في محافظة شبوة.

التحركات العسكرية على الأرض رافقها تكثيف للغارات الجوية التي عادت من جديد ولكن بفاعلية بدء من تحديد الأهداف ورصدها واستهدافها ، وهذا ما كشفت عنه نتائج الضربات الجوية الدقيقة التي تعرضت لها معسكرات ومواقع تابعة للميليشيات الحوثية في صنعاء وبعض المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

الانتصارات الساحقة التي تقوم بها ألوية العمالقة تمثل ضربة قاسمة للميليشيات الحوثية وعرت حقيقة القوة الزائفة التي تروج لها هذه الميليشيات المدعومة من إيران داخل اليمن ، التقدم الكبير لألوية العمالقة في شبوة ساعد كثير للقوات الوطنية المدافعة عن مأرب منذ أكثر من سنة ، حيث ساعدت الانتصارات تلك القوات على  على أرض الميدان في شبوة التقدم نحو مواقع ميليشيا الحوثي في سلسلة جبل البلق الشرقية واستعادت عدداً من المواقع، كما أدى هذا الضغط إلى تراجع مستوى هجمات ميليشيا الحوثي على جنوب مأرب بعد أن كانت تروج أنها على أعتاب مدينة مأرب.

كما أن انتصارات العمالقة كان دافع كبير للقوات المتواجد على الحدود السعودية من جهة محافظة الجوف للتحرك واستعادة المناطق التي خسرتها مؤخرا عقب خيانات إخوانية مفضوحة، حيث حررت تلك القوات معسكر طيبة الاستراتيجي شمال الجوف والذي اصبح نقطة عمليات موسعة للبدء بعملية تحرير الجوف مره أخرى.

كل التحركات والانتصارات التي تسطرها قوات ألوية العمالقة منذ تشكيلها قبل عدة سنوات بدعم التحالف تمثل ورقة رئيسية في إرغام الميلشييات الحوثية ودفعها صوب إيقاف التصعيد والبدء بوضع مقترحات لوقف النار.

أيقنت الميليشيات الحوثية ان دخول ألوية العمالقة خط المواجهة في شبوة سيقلب ميزان المعركة بعد أن عاشو أشهر عسل في ظل ضيافة القوات العسكرية الإخوانية التي كانت سلمتهم المعسكرات والعتاد الذي كان بحوزتهم دون قتال، واليوم هاهي تتحقق مخاوف الميليشيات الحوثي وباتت ألوية العمالقة على مقربة من تحرير بيحان وطهير شبوة من التواجد الحوثي بالكامل.

خلال الساعات الماضية خرجت الدعم الرئيسي للميليشيات الحوثية النظام الإيراني بتصريحات عاجلة على لسان قيادات بارزة فيه تلمح إلى العودة للحوار وتهدئة الأوضاع في اليمن من خلال مخاطبة السعودية ، رسائل مفضوحة تكشف الأزمة التي تعيشها الميليشيات الحوثية عسكرياً في الوقت الراهن والتي تنذر بنهايتها في حال استمر تصعيد القوات العسكرية في جبهات القتال بإسناد ودعم من قبل قوات التحالف العربي.

التحرك الإيراني لإنقاذ الحوثيين يكشف الكثير من الحقائق حول أن صنع القرار يأتي من طهران وليس من العاصمة صنعاء أو صعدة ، الدعوة الإيرانية للجلوس والحوار بين السعودية والحوثيين يؤكد حقيقة أن تشكيل الميليشيات الحوثية في اليمن كان هدفه أبتزاز الاشقاء في المملكة وكذا تهديد الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر وهذا أكدته عملية القرصنة الأخيرة ضد السفينة روابي.

ما حدث في الحديدة عام 2018 يعود مجددا في شبوة ، حينها كانت ألوية العمالقة على بعد كيلومترات بسيطة من تحرير كامل أراضي المحافظة وتأمين موانيها التي تستخدم اليوم للإرهاب ، لحظتها وبعد الهزيمة الساحقة على يد العمالقة سارعت الميليشيات لإعلان موافقتها على الدعوات الأممية التي كانت تفرضها بشكل علني والتوجه إلى السويد للجلوس في طاولة المباحثات من أجل الابتعاد عن الهزيمة وإستعادة الحديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى