العمالقة الجنوبية تقترب من السيطرة مركز مديرية بيحان


اقتربت ألوية العمالقة الجنوبية، من تحرير مدينة العليا، حاضرة مديرية بيحان شمالي غرب محافظة شبوة وذلك في سادس أيام عملية إعصار الجنوب.

ومن المتوقع أن تتوج ألوية العمالقة الجنوبية انتصاراتها لهذا اليوم بالهجوم على معسكر “اللواء 19 مشاة”، ومدينة العليا، المركز الإداري لمديرية بيحان، وفي محور آخر التوجه صوب مدينة عين لتطهير آخر معاقل الحوثيين في شبوة على حدود محافظتي مأرب والبيضاء.

وتكمن أهمية السيطرة على مديرية “عين” أقصى شمال غرب شبوة (جنوب) بكونها تفك الحصار كليا عن جنوب مأرب (شرق)، أما السيطرة على مدينة العليا في بيحان فيفتح جبهات جديدة صوب محافظة البيضاء (وسط)”.

معركة معسكر اللواء 163
ووفق ما رصدته “العين الإخبارية”، حفل اليوم الـ5 من معركة التحرير التي تشكل قوات العمالقة الجنوبية رأس حربة فيها بانتصارات مهمة كان أبرزها تطهير أهم القواعد العسكرية من قبضة مليشيات الحوثي كآخر معقل للانقلابيين أمام الألوية المتقدمة صوب مدينة “العليا” على حدود شبوة والبيضاء.

وبحسب ألوية العمالقة الجنوبية فإن وحداتها الهجومية سيطرت على معسكر “اللواء 163 مشاة” ، أحد أهم القواعد العسكرية في بيحان وذلك بعيد تطويقه من كل الجهات ما أدى إلى تهاوي دفاعات مليشيات الحوثي.

ويعد معسكر اللواء 163 مشاة واحدا من 4 ألوية قتالية كانت تابعة لمحور بيحان قي الجيش اليمني قبل أن يسيطر عليها الحوثيون في سبتمبر/أيلول الماضي بتواطؤ مخزي من الإخوان وذلك بجانب “اللواء 19 مشاة” الواقع على أطراف مدينة العليا بيحان، ويعتبر هدفا قادما لألوية العمالقة”.

كما شهد اليوم الـ5 لعملية “إعصار الجنوب” تحرير مرتفعات “الصفراء” و”السليم” و”العلم”، الاستراتيجية وهي سلسلة جبلية تمتد لأكثر من 10 كليومترات وكانت حصونا منيعة لمليشيات الحوثي وقد نجحت قوات العمالقة بتطويقها وقطع خطوط إمدادها قبل إسقاطها.

وجاء هذا التقدم المتسارع تتويجا لانتصارات اليوم الـ4، والتهاوي الكبير بصفوف مليشيات الحوثي، حيث استطاعت العمالقة قطع خطوط إمداد رئيسية وهامة للمليشيات الانقلابية منها تتجه صوب مأرب وأخرى صوب جبهات بيحان.

معركة النقوب
وطهرت العمالقة في اليوم الـ4 العديد من البلدات منها “الحجوف” ومدينة “النقوب” و”المزارب” و”الحمى” و”مفرق الحمى”، و”جبل آل سبيعان” الاستراتجي وقرية “الهجير” وقريتي “العطف” و”لسيود” ومفرق “السعدي”.

وكانت معركة مدينة النقوب التي كانت تتخذها مليشيات الحوثي معقلا متقدما في إدارة أنشطتها الإرهابية هي الأصعب والأكثر شراسة لكن هجوم العمالقة المباغت والالتفاف، وقف بشكل كبير خلف الانهيارات الحوثية.

وتقع الحمى ومدينة النقوب ومفرق السعدي بالتوالي على خط شبوة ومأرب، حيث تشكل السيطرة عليها ضربة موجعة للحوثيين لكونها تقطع خطوط إمداد مهمة للمليشيات صوب جبهات بيحان وجنوب مأرب.

أما اليوم الـ2 والـ3 ضمن المرحلة الثانية من عملية “إعصار الجنوب” فقد تكللت بتأمين مدينة عسيلان وشن هجوم عمودي عبر أكثر من محور قتالي صوب بلدة “هجر كحلان” و”طوال السادة” على بعد 3 كيلومترات.

وهجر كحلان هي الموطن الأصلي لآثار مدينة “تمنع” عاصمة مملكة “قتبان”، أحد حضارات اليمن القديمة التي ترجع للقرن الـ5 قبل الميلاد، والتي تم اكتشافها بين 1895 و1950 من قبل البعثات الدولية المتعاقبة.

المرحلة الأولى
وكانت شرارة “إعصار الجنوب” قد انطلقت فجر السبت 1 يناير/كانون الثاني الجاري وبدأت بهجوم ثابت عبر العديد من المحاور القتالية انطلاقا من صحراء رملة السبعتين وتوجت بتحرير مركز مدينة عسيلان وجبل “بن عقيل” الاستراتيجي المطل عليها.

وتعد السيطرة على مدينة عسيلان وجبل “بن عقيل” هي المرحلة الأولى من عملية “إعصار الجنوب”، وفقا لقائد ألوية العمالقة أبو زرعة المحرمي.

وتأوي مدينة عسيلان أكثر من 22 ألف نسمة من السكان غالبيتهم ينحدرون من قبيلة بلحارث التي تستوطن مختلف قرى ومراكز المديرية الغنية بالنفط.

وتقدر المساحة الكلية لمديريات (عين، وعسيلان، وبيحان) التابعة لشبوة بنحو 4 آلاف و672 كليو متر مربع، وعقب تحرير عسيلان بالكامل وبعض المواقع من بيحان بات أمام قوات العمالقة نحو ألف و300 كيلومتر مربع.

وبحسب مصدر عسكري لـ”العين الإخبارية”، فإن ما تبقى أمام العمالقة من مساحة تقديرية بشبوة تعد هي المرحلة الأكثر صعوبة إثر المرتفعات الجبلية التي تحتويها مدريتي “بيحان” و”عين” كآخر معاقل للحوثي هناك.

أهمية شبوة
تكتسب محافظة شبوة (جنوب اليمن) أهميةً جيوعسكرية كبيرة؛ عطفًا على موقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية من البلاد.

فهي تمثل منفذ جنوب اليمن وشماله نحو شرق البلاد، حضرموت والمهرة، كما أنها تتاخم محافظات أبين من الجنوب والغرب، ومحافظة البيضاء من الغرب، ومأرب من الشمال الغربي.

وكانت مليشيات الحوثي قد سيطرت على مديريات، عين، وبيحان، ثم عسيلان تباعًا، خلال سبتمبر/أيلول، وأكتوبر/تشرين الأول، بتواطؤ من تنظيم الإخوان الإرهابي.

وتعد معركة 2022 تكرارا لسيناريو عام 2015، حين استماتت مليشيات الحوثي للبقاء في بيحان تحديدًا، رغم انكسارها في محافظات جنوب اليمن التي تحررت بفضل تدخل التحالف العربي لإسناد القوات اليمنية.

وظلت المليشيات الحوثية مدركة لضروريات بقاءها في بيحان، وتتمسك بهذا الوجود، حتى تم دحرها 2016، بعد تدخل القوات اليمنية مسنودةً بالتحالف العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى