قائد لواء بارشيد نزاهة في زمن الفاسدين

كتب / يسلم بارجاش

في الوقت الذي استغل فيه كثير من القيادات أوضاع الحرب وغياب الرقابة والمحاسبة،كفرصة للتكسب،والتملك وجني الأموال وبناء العقارات،وتكديس الأرصدة في البنوك،كان العميد الركن عبد الدائم الشعيبي قائد لواء بارشيد مشغولاً ببناء اللواء،وتأسيسه على أسس وقواعد عسكرية علمية،مؤكداً في كل مناسبة أن بناء جيش جنوبي محترف،هو السبيل الوحيد لتحرير الجنوب،والضمان القوي لتأسيس دولة تحكمها الأنظمة والقوانين،ويحميها جيش موحد يعرف دوره وواجباته،بعيداً عن تحكم المليشيات المنفلته،وحكم العصابات التي تظهر كنتائج للحرب والدمار،وغياب القوة القادرة على السيطرة على الأمور،وفرض سلطة الدولة.

لأجل ذلك كان العميد الشعيبي واحداً من قلة قليلة من القادة العسكريين الذين اولوا هذا الجانب جل اهتمامهم،فعمل على تجهيز اللواء من الصفر،وبمتابعة دائمة لدى قوات التحالف العربي،استطاع تجهيز البنية التحتية في اللواء،من مكاتب ومستودعات وهناجر وميدان للتدريب،وسكن للضباط والجنود،وعيادة طبية متكاملة.*
*كما عمل على عقد دورات التأهيل والتدريب لمنتسبي اللواء في مختلف الفنون القتالية والعسكرية،فشاهدنا لواء بارشيد كنموذج في تنفيذ المهام بكل دقة وحرفية
ونتيجة لهذا الانضباط العالي فقد استطاع لواء بارشيد بقيادة العميد الشعيبي ومساندة قوات النخبة الحضرمية،تحرير وادي المسيني،ودحر عناصر الشر والإرهاب،بعد أن ظلوا يسرحون ويمرحون في الوادي لسنوات طويلة.
ما يميز العميد الشعيبي هو تقديره للجميع،وتواصله مع الناس حيث استطاع وخلال فترة وجيزة بناء علاقات ودية وقوية مع مشائخ ومواطني المناطق المحيطة بمعسكرات لواء بارشيد،ليتعاونوا مع اللواء في ضبط الأمن والإستقرار،وتعقب كل العناصر الإرهابية.
ما أود أن أشير إليه أن العميد الركن عبد الدائم الشعيبي لا يمتلك حتى منزل يليق به كقائد لواحد من أكبر الألوية الجنوبية في الوقت الذي نشاهد فيه بعض القيادات التي ظهرت في ظل الحرب يتنافسون في بناء الفلل والعمارات وتكديس الأموال،وإرسال أولادهم واقاربهم للدراسة أو العلاج في الخارج في عمليات فساد يشيب لهولها الرؤوس.
تحية للعميد الشعيبي،الذي ضرب اروع مثال في الشرف والنزاهة،وجعل من لواء بارشيد نموذج مشرف للجيش الجنوبي وتحية أخرى كل الشرفاء الذين جعلوا الوطن همهم الاول،ولم تغرهم الأموال والمناصب،ليجعلوا منها سلماً نحو الثراء السريع عبر نهب أموال الشعب الجنوبي الذي يعاني الأمرين في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى