حزب الإصلاح ورقصة الوداع الأخيرة في الجنوب

كتب / أحمد راشد الصبيحي :

أجزم أن أيديولوجية الإصلاح تتماشى مع نظام الحوثي الموالي للخميني أكثر مما تتماشى مع أهداف التحالف، من خلال المنشورات والتغريدات المسيئة لدول التحالف العربي، وخصوصا الإمارات، والتي تتهمها تلك الأبواق الإلكترونية للإخوان بالتعامل والتنسيق مع مليشيات الحوثي، وهي اتهامات باطلة لخلط الأوراق وغض النظر عن خيانتهم وتعاملهم مع الحوثي، فإن هذا الحزب لا يختلف مع أحزاب الإخوان المسلمين الذين عُرفوا بفسادهم وسوء إدارتهم في جميع البلدان التي وصلوا فيها إلى السلطة.

فإذا جئنا نتكلم على فساد حزب الإصلاح منذ سيطرته على كل شيء من نهب النفط والغاز وبيعه ووضع العائدات في بنوك خارج اليمن، رغم كل ما يتحدث به عبر وسائل إعلامه عن الإصلاحات التي سيقوم بها، حتى انهارت العملة ووصل الدولار إلى 1700، هذا الارتفاع أثر على الحياة المعيشية للمواطن، حيث وصل الأمر ببعض الأسر أن تأكل من القمامة، وهي أيديولوجية يسير عليها حزب الإصلاح بفساده الظاهر للعيان، رغم أن هذا ما هو إلا نقطه في بحر فساده!

إن هذا الحزب لا يستطيع أن يخوض معارك ضد الحوثي لفك الحصار عن مأرب، حيث تقاتل القبائل التي قتل من شبابها الكثير، وهو فقط يصرح في الإعلام ويتشدق بالانتصارات.

نقولها: إن من لم ينصر صنعاء لا يمكن له أن ينصر مأرب، كما أن حزب الإصلاح غير مكترث لرفع الحصار عن تعز، وإلا لكان ذلك حدث منذ زمن بعيد.

إن فساد هذا الحزب الذي كان يسيطر على مناطق استراتيجية، حيث يتواجد النفط والغاز في الجنوب، قد استغل هذه السيطرة في تهريبها إلى الحوثيين، كما يتم تقاسمها بين الفاسدين ولا يتم تقاسم الفوائد المالية مع عامة الشعب.

هذا هو حزب الإصلاح وفساده ونهبه لموارد الدولة التي يجب أن توزع على المواطنين، وكذلك فساده في مؤسسات الدولة التي جعل أنصاره يحلون مكان الكوادر التي كانت تدير المؤسسات.

إن حزب الإصلاح الآن في النفس الأخير، أو ميت سريريا، بسبب فساده في كل مؤسسات الدولة والضربات القاضية التي تلقاها من المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزبيدي وتحرير شبوة من رجس الإخوان والهبة الحضرمية التي وصل صداها إلى إخوان اليمن في تركيا. 

إن ما قام به المجلس الانتقالي بقيادة الزبيدي مع الرئيس هادي بتغيير محافظ شبوة الإخواني بن عديو حارس علي محسن، الذي حل  مكانه ابن الوزير – يعد  نصرا  مبينا يحسب للمجلس الانتقالي الذي أصبح رقماً صعباً لا يستطيع تجاوزه من أي تعيينات أو مفاوضات، ويحق لنا أن نقول اليوم: وداعا لحزب الإصلاح الإخواني من أرض الجنوب، مع  رقصة الوداع الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى