“إعصار الجنوب”.. ألوية العمالقة تقتلع الحوثيين والإخوان من شبوة

عدن|العين


استجابة لنداء أهالي محافظة شبوة اليمنية لنجدتهم من بطش مليشيات الحوثي، وقبل نهاية 2021، حشدت ألوية “العمالقة” الجنوبية لـ”معركة إعصار الجنوب”.

ففي يوم الإثنين الماضي، الموافق 27 ديسمبر/كانون الأول دفعت قوات ألوية العمالقة الجنوبية العاملة ضمن القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، بقوات عسكرية ضخمة إلى محافظة شبوة، جنوبي البلاد.

هذا التحرك العسكري جاء كإعادة انتشار لقوات العمالقة، القوة العسكرية الضاربة، لتأمين الساحل الشرقي لليمن، وتحرير مديريات شبوة الـ3: “بيحان”، “عسيلان” و”عين” من قبضة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

ويعتبر تحرير محافظة شبوة، بوابة لإنقاذ مأرب من الحصار والبطش الحوثي الذي طال المدنيين بالصواريخ الباليستية إيرانية الصنع، وأسقطت العشرات من الضحايا، في مجازر ترقى لـ”جرائم حرب”.

وحتى سبتمبر/أيلول 2021، لم تكن لمليشيات الحوثي الانقلابية أي سلطة على شبوة، حتى سلمتها قوات تابعة لحزب الإصلاح الإخواني، دون قتال، ما سبب لجبهات مأرب طعنة مؤلمة.

البداية

في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، احتشد آلاف الجنوبيين، في تجمع قبلي غير مسبوق بشبوة، جنوبي البلاد، تنديدا بتسليم الإخوان 3 مديريات في المحافظة لمليشيات الحوثي.

هذا التجمع القبلي، أكد ما كان تم فضحه سابقا، من تواطؤ جماعة الإخوان عبر ذراعها حزب الإصلاح، مع الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا.

وجاء هذا التجمع القبلي تلبية لدعوة الزعيم القبلي محمد عوض الوزير، وهو برلماني يمني يتزعم قبائل العوالق اليمنية، ومستشار الرئيس اليمني.

وفي 26 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، جاءت أول خطوة لتحرير شبوة، عبر تعيين الوزير محافظا لها، في قرار أطاح بالقيادي الإخواني محمد صالح بن عديو.

في اليوم التالي، أي 27 ديسمبر/كانون الأول أصدرت “ألوية العمالقة” بيانا مقتضبا، أعلنت فيه أن “عديد الألوية القتالية من قوات الاحتياط توجهت من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي في شبوة”.

وأوضحت أن قوات من العمالقة برئاسة العميد أبو زرعة المحرمي، سوف تتولى عملية تحرير مديريات شبوة الثلاث، التي سقطت بيد مليشيات الحوثي في المحافظة.

كما أكدت بقاء قواتها في جبهات الساحل الغربي في مواجهة مليشيات الحوثي، فيما يأتي الانتشار الأخير ضمن ترتيبات عسكرية واسعة النطاق.

الاستعداد الميداني

في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وصلت قوات “ألوية العمالقة” إلى شبوة، وخرج أهالي في مدينة عزان بمديرية ميفعة، جنوبي المحافظة، مستقبلين العربات العسكرية وجنود الألوية القادمة من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي، لتحرير المديريات من الإخوان والحوثيين.

هذا التحرك، كان بمثابة تمهيد لإعلان ساعة الصفر لتحرير مديريات شبوة الـ3 من الانقلاب الحوثي، بداية لفك حصار مأرب وتحرير أهلها من بطش الانقلاب.

ولم يستغرق وصول قوات العمالقة إلى حدود مديرية بيحان، سوى ساعات قليلة، حيث وصلت في 29 ديسمبر/كانون الأول حدود المديرية الخاضعة للحوثيين إلى الجهة الشمالية الغربية من محافظة شبوة.

وقال مصدر عسكري ، إن قوات العمالقة استكملت إعادة انتشارها العسكري في “عتق” واتجهت صوب مديرية بيحان تمهيدا للدخول في خط المعركة مع مليشيات الحوثي.

بدء المعركة

وفي 31 ديسمبر/كانون الأول دخلت قوات ألوية العمالقة على خط المعركة مع مليشيات الحوثي في شبوة، بعد وصولها للعاصمة عتق خلال 24 ساعة.

وقال مصدر عسكري، إن قوات العمالقة نشرت وحدات عسكرية مزودة بالمدافع الثقيلة، في مواجهة مليشيات الحوثي في جبهة “الصفراء” إلى الجهة الجنوبية من مديرية عسيلان ضمن إعادة انتشار على خطوط التماس.

وبحسب المصدر فقد بدأت وحدات المدفعية الثقيلة للعمالقة بالفعل في توجيه سلسلة ضربات مدروسة على مواقع مليشيات الحوثي في “الصفراء”، تمهيدا لعملية برية عسكرية لتحرير كامل المناطق من الانقلابيين.

من ناحية أخرى، قالت مصادر عسكرية لـ”العين الإخبارية”، إن مليشيات الحوثي لجأت لزراعة آلاف الألغام والعبوات المضادة للدروع ضمن تكتيكاتها لمنع أي توغل بري للعمالقة في مديريات بيحان الـ3 والتي تضم واحدا من أهم الممرات التي تسلكها للوصول إلى جبهات مأرب الجنوبية.

كما أدخلت معظم سلاحها في المعركة بما فيه الطائرات بدون طيار القاذفة للقنابل والصواريخ الباليستية، حيث شنت سلسلة من الهجمات الاستباقية في مسعى لمنع أي عملية عسكرية لألوية العمالقة.

وبحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي سارعت إلى تعزيز وجودها في بيحان وسحب الكثير من عناصرها من تخوم مأرب لتأمين خطوط إمداداتها عبر مفرق “السعدي” في مديرية عين، والتي تتخذه لتعزيز جبهاتها جنوب مأرب.

وطبقا للمصادر ذاتها فإن تعزيزات مليشيات الحوثي وصلت إلى جبهة الصفراء، حيث ترابط ألوية العمالقة الجنوبية.

بالتزامن نفذت مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ضربات جوية، استهدفت تعزيزات الحوثيين القادمة صوب جبهات شبوة، بما فيها ضربات دمرت 5 آليات في “وادي النحر” ببيحان وبلدة “السليم” بعسيلان من المحافظة النفطية.

ساعة الصفر

ومع بداية عام 2022، وتحديدا في 1 يناير/ كانون الثاني، حققت قوات ألوية العمالقة، انتصارات ميدانية مهمة في مديرية عسيلان بالجهة الشمالية الغربية من محافظة شبوة، جنوبي اليمن.

وقال مصدر عسكري لـ”العين الإخبارية”، إن قوات العمالقة حررت “مركز مديرية عسيلان” وتوجهت صوب بلدة “النقوب” في مديرية “عين” التي تتحصن فيها مليشيات الحوثي.

ووفقا للمصدر فقد أحكمت العمالقة السيطرة على المواقع المتقدمة الشرقية في عسيلان شرق السوق و”المحكمة” و”العكدة”.

كما سيطرت على موقع “حيد بن عقيل” الجبلي في مديرية عسيلان ويعتبر من أهم المواقع الاستراتيجية، وفقا للمصدر.

وشنت قوات العمالقة هجوما خاطفا على مواقع مليشيات الحوثي في مديرية عسيلان وبيحان وعين ضمن عملية عسكرية تستهدف تحريرها بالكامل وفك الحصار عن مأرب.

ودخلت قوات جديدة في شبوة، على خط المعركة لتأمين المحافظة واستكمال تحريرها إلى جانب قوات ألوية العمالقة.

ونشر القيادي في المجلس الانتقالي سالم ثابت العولقي على صفحته في فيسبوك، صورا لقوات دفاع شبوة التي وصلت المحافظة اليوم من معسكرات التدريب التي أعدت مسبقا في المحافظة.

على صعيد متصل، أعلن محافظ شبوة رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة، أمس السبت، فرض حالة الطوارئ ومنع التجوال في مديريات بيحان الثلاث التي تشهد عمليات عسكرية لتحريرها من مليشيات الحوثي الانقلابية.

وجاء إعلان حالة الطوارئ في مديريات بيحان وعسيلان وعين، كونها التي باتت مسرحا للعمليات والمعارك الحربية التي تخوضها ألوية العمالقة في مواجهة المليشيات الحوثية من أجل تحريرها من فلول المليشيات.

ووجه محافظ شبوة الفرق الهندسية المختصة بتصفية المواقع التي تم استعادتها بمديرية عسيلان، من مخلفات الحرب والألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية.

وتمكنت قوات الجيش والعمالقة من طرد مليشيات الحوثي من عسيلان الواقعة على بعد نحو 300 كم من صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيات المدعومة إيرانيا.

وقتلت قوات الجيش اليمني وألوية العمالقة والضربات الجوية لطائرات تحالف دعم الشرعية، عشرات الحوثيين، واستهدفت عربات وأطقما قتالية خلال الاشتباكات.

وتعتبر عسيلان ومديريات بيحان وعين، ذات أهمية كبيرة، إذ تقع على طريق رئيسي يربط محافظتي شبوة ومأرب التي تحتل مليشيات الحوثي جزءا منها، ما قد يمهد لتحرير مديريات شبوة، وتخفيف الضغط على تلك المحافظة الغنية بالنفط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى