صحيفة دولية: التحالف العربي يحيي “اتفاق الرياض” في إطار استراتيجية جديدة لمواجهة الحوثيين

عدن24|العرب اللندنية


كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” عن تفاهمات بين التحالف العربي بقيادة السعودية وحكومة المناصفة على استئناف العمل باتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية في إطار استراتيجية جديدة لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن.

وقالت المصادر إن اللقاء الذي جرى بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بحضور نائب الرئيس علي محسن الأحمر ورئيس الوزراء معين عبدالملك، تمحور حول دعم الحكومة اليمنية اقتصاديا ونقديا وتحريك عجلة اتفاق الرياض المتعثر بما يمتن جبهة المناوئين للحوثي ويحسن من أداء الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

ووفقا للمصادر من المتوقع أن تصدر خلال الساعات القادمة حزمة من القرارات الرئاسية التي تتضمن تعيين محافظين لعدد من المحافظات الجنوبية بالتوافق مع المجلس الانتقالي كما ينص اتفاق الرياض، إضافة إلى إجراء تغييرات عسكرية ومدنية تنسجم مع جوهر القرار ومع متطلبات المرحلة القادمة.

وأشارت المصادر إلى أن القرارات تشمل تعيين محافظ لمحافظة شبوة بديلا للمحافظ الحالي المثير للجدل محمد صالح بن عديو الذي يتهمه المجلس الانتقالي بالتبعية لتنظيم الاخوان في اليمن واستهداف قيادات وعناصر المجلس والنخبة الشبوانية، إلى جانب تحميله المسؤولية عن سيطرة الحوثيين على ثلاث مديريات غرب شبوة بدون أي مواجهة تذكر وهي بيحان وعين وعسيلان.

وشهدت محافظة شبوة خلال الأسابيع الماضية احتجاجات شعبية وحراك قبلي مطالب بإقالة المحافظ بن عديو الذي تتهمه أطراف يمنية بتوتير الأجواء السياسية بين الانتقالي والحكومة وعرقلة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض الذي ينص على تعيين محافظين جدد للمحافظات الجنوبية بالتشاور مع المجلس الانتقالي الجنوبي في حين يبدي حزب الإصلاح الذي ينتمي إليه بن عديو تمسكا بالمحافظ الحالي، الأمر الذي يعتبره مراقبون أكبر العقبات أم تنفيذ اتفاق الرياض.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” إن دعم الاقتصاد اليمني من قبل السعودية عن طريق تقديم وديعة مالية جديدة للبنك المركزي اليمني لوقف الانهيار النقدي المتسارع، وإعادة إحياء اتفاق الرياض، بالتزامن مع تكثيف العمليات العسكرية على مواقع الحوثيين في صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لهم، كلها تندرج ضمن استراتيجية جديدة أقرها التحالف العربي للتعامل مع ملف الحرب في اليمن.
وبحسب مصادر “العرب” تشمل التحولات التي سيشهدها الملف اليمني، تعيين قيادات عسكرية جديدة، واستيعاب كافة القوى والمكونات المناهضة للحوثي في مؤسسات الحكومة اليمنية المدنية والعسكرية، إضافة إلى تبني مواقف أكثر حزما من الشخصيات القيادية المحسوبة على “الشرعية” والتي دأبت على تأزيم العلاقة بين الحكومة اليمنية وبعض المكونات واستهداف التحالف العربي وتحميله مسؤولية تعثر خيارات الحسم في الملف اليمني وهي المواقف التي تؤكد المصادر انها تتم لصالح دول وأجندات في المنطقة معادية للتحالف العربي وداعمه للحوثيين.

وعلى ذات الصعيد، قال شهود عيان ومصادر محلية في العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية منذ سبتمبر 2014 إن المدينة تعرضت لموجة من اقوى عمليات التحالف العربي الجوية التي استهدفت معسكرات ومواقع يعتقد ان الحوثيين يخزنون داخلها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

وقال شهود عيان ان القصف الجوي الذي تعرضت له صنعاء خلال الساعات الماضية يذكر ببداية عمليات عاصفة الحزم، كما ان القصف استهدف مواقف لم تتعرض للقصف منذ سنوت في مؤشر على حصول التحالف على بنك جديد للأهداف العسكرية من بينها معسكر الأمن المركزي في وسط صنعاء الذي قال الحوثيون في بيان لاحقا انه يضم أكثر من ثلاثة آلاف أسير.

وبعد اسقاطه الحماية عن مطار صنعاء التي قال ان الحوثيين يستخدمونه لإطلاق الطائرات المسيرة، أعلن التحالف العربي، الخميس، عن منح الحوثيين مهلة ست ساعات “لإخراج الأسلحة من ملعب الثورة وإعادة العين المدني لحالته الطبيعية، وإلا فإن التحالف سيسقط الحماية عن الملعب “إذا لم ينصع الحوثيون لأحكام القانون الدولي الإنساني”.

وفي أول رد حوثي على المهلة التي منحها التحالف، قال محمد علي الحوثي في تغريدة على تويتر”جيد اعلان تحالف العدوان مهلة لقصف الملعب المقصوف كما يفعل الكيان بغزة الان أعلن لكم وأتحدى نطالب بفريق اممي كلجنة تنزل الى الملعب وإذا وجدوا فيه طائرات مسيرة او صواريخ كما يدعون وهي التي تخيفهم فنحن نسلمها للأمم المتحدة مباشرة وان كان لا يوجد أي شيء فيلتزموا بالتوقف عن القصف نهائيا”.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها “العرب” في وقت سابق إلى وجود توافق دولي على منح الضوء الأخضر للتحالف العربي بقيادة السعودية لتكثيف الضغط العسكري على الحوثيين بعد فشل كل الجهود الدولية والاممية لإقناع الحوثيين بالموافقة على النسخة الأخيرة من مبادرة السلام التي اقترحها المبعوث الاممي السابق مارتن غريفيث والتي استوعبت كل مطالب الحوثيين ووافق التحالف والحكومة الشرعية عليها قبل أن يتنصل منها الحوثيون ويستمروا في تصعيدهم العسكري سواء على الأراضي السعودية أو باتجاه مدينة مأرب.

وفي رسالة ضغط جديدة من قبل واشنطن التي شهد خطابها السياسي تحولا لافتا بعد اقتحام الحوثيين مبني السفارة الاميركية في صنعاء واحتجاز عشرات من العاملين فيه، أعلن الجيش الأمريكي للمرة الثانية خلال شهر عن ضبط شحنة جديدة من الأسلحة التي كانت في طريقها للحوثيين وهي الطريقة التي دأبت واشنطن على اللجوء إليها في كل مرة ترغب في توجيه رسالة شديدة اللهجة للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وقال الحساب الرسمي للقيادة المركزية الأميركية على تويتر ان سفنا تابعة لـ الأسطول الخامس الأميركي ضبطت حوالي عشرات من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وآلاف من البنادق الهجومية من طراز AK-47 وطلقات الذخيرة، في قارب إيراني المنشأ، شمال بحر العرب.
وفي هذا السياق أكدت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” ان المبعوث السويدي إلى اليمن نقل خلال لقائه الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في مسقط، رسالة أميركية للجماعة تطالبهم فيها بسرعة إطلاق سراح المختطفين في مبنى سفارتها ووقف التصعيد الهجومي والقبول بمبادرة السلام أو ان العواقب قد تكون وخيمة عليهم عسكريا ودبلوماسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى