مسؤول إمارتي يفند مزاعم الخلافات السعودية الإماراتية


فند الدكتور علي النعيمي رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي المزاعم التي ترددت عن خلاف سعودي إماراتي.

خطوط عريضة ترتبط بالسياسات الخارجية للإمارات كشفها الدكتور النعيمي خلال حواره مع برنامج ديوان الملا مع الإعلامي محمد الملا.
وحملت الحلقة التي شارك فيها رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي عبر الفيديوكونفرانس عوان: (الخلاف السعودي الإماراتي والديمقراطية في العالم).

الخلافات السعودية الإماراتية
ونفى الدكتور النعيمي صحة ما تردد عن خلافات بين الإمارات والسعودية بسبب المنافسة الاقتصادية السياحية، قائلا: “مبدئيا المنافسة بين الدول وبعضها أو حتى بين المدن داخل الدولة الواحدة هي ظاهرة صحية”.

وتابع: “ومع ذلك فإن المنافسة ليست بين السعودية والإمارات فقط بل منافسة لكنها مفتوحة مع الجميع وعلى سبيل المثال هناك طيران الإمارات و الاتحاد والمنافسة بينهما من جهة ومع الشركات العالمية في هذا القطاع”.

لكن المشكلة الرئيسية في المنطقة العربية هي البحث دائما عن أزمة في كل شيء، بحسب الدكتور النعيمي.

وأضاف: “على سبيل المثال فكرة الاتحاد بين المدن الإماراتية جعلت بينها منافسة على تقديم خدمات أفضل للوطن والمواطن”، مؤكدا أن الإنجازات المحققة على أرض الدولة نتاج للمنافسة المفتوحة هذه.

“ببساطة لا توجد أزمة من الأساس كما يحاول البعض توظيفه.. استقرار الأوطان وازدهارها خط أحمر.. ونجاح السعودية هو نجاح للإمارات.. ونجاح قطر نحاج للجميع”، وفقا رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي.

واعتبر أن جولة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان “تعطي رسالة (نحن أسرة واحدة في منطقة الخليج العربي) خاصة أننا نعيش في منطقة بها تحديات واستهداف بقدر ما فيها فرص”.

وشدد على أن التواصل بين القيادات ضمن مفهوم الأسرة الخليجية أمر مهم جدا بداية من التنسيق المتواصل وصولا إلى إيصال رسالة للمواطن الخليجي وهي أن هناك قيادات تتواصل وحريصة على أمن واستقرار المنطقة.

الجولة الخليجية
وقدم الدكتور على النعيمي مجموعة من الرسائل التي بعثت بها جولة الأمير محمد بن سلمان آل عبدالعزيز إلى دول الخليج، وخاصة الاتفاقات التي أبرمت مع الإمارات.

أما أبرز تلك الرسائل فهي “التنسيق المستمر بين القيادتين وهذه الزيارة تتويج للتنسيق الخليجي الذي تم، وهي أيضًا نوع من أنواع التأييد الحقيقي للقمة الخليجية الـ42 وأضفت الزيارة بعدا أكثر عمقا فيما يرتبط بالإعداد والتواصل لهذه القمة”.

ولفت إلى أنه “في كل دولة خلجية وقعت السعودية اتفاقيات تكمل بعضها بعضا ووجود الأمير محمد بن سلمان في الإمارات أعطى مباركة لمواصلة التواصل والتشاور السعودي الإماراتي أكثر.

ونبه إلى زيارة ولي العهد السعودي لـ”إكسبو” والتي أعطت صورة أكبر لهذا المنجز الإماراتي وكذلك تقدم السعودية لاستضافة إكسبو 2030 الذي دعمه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بأن الإمارات ستسخر كل خبراتها تحت إمرة المملكة.

التعايش السلمي
وفي حديثه عن ثقافة التعايش السلمي التي تؤمن بها الإمارات، قال النعيمي: “العالم يعيش وسط تعددية في القرن الواحد والعشرين ولن تجد دولة عربية أو إسلامية يحكمها دين واحد فقط”.

وأضاف: “المجتمعات لن يتحقق لها الأمن والاستقرار إلا في ظل تقبل جميع الفئات فتهميش فئة أو إقصائها سيحدث خللا ولذلك نركز على التعايش وهو أمر من ديننا”.

وتابع: “أصبحنا نتعامل مع جيل ناشء يحتك بالعالم كله وليس مغلقا داخل غرفته أو بلده ومن هنا يجب منحه الثقة بتعليمه التعددية”.

الديمقراطية العربية
يرى الدكتور علي النعيمي أنه لا يوجد مفهوم أو قالب واحد للديمقراطية حتى في الدول الغربية، قائلا: “بكل صراحة نحن في دول الخليج نعيش مع أسر حاكمة أقل أسرة صار لها في الحكم 250 سنة وبعضها 300 سنة”.

وأشار إلى أن “هذه الأسر اكتسبت شرعية ولولا رضا ء الشعوب عن تلك الأسر ما تستمر 300 سنة بل إن هناك نماذج عن أسر عندما تم إخراجها أعادها الناس”.

وقال: “في الخليج نتكلم بكل ثقة واستعداد لحماية هذه المنظومة التي جعلتنا نحقق إنجازات ليست بالمادة فقط بل بفضل القيادة التي وضعت أصولا للحكم جعلتنا قبلة للعالم العربي والعالم بأسره.. صحيح لدينا أخطاء لكن نعالجها في إطارنا”.

وأضاف: “لا نقبل أن أحد يأتي لينظر لنا نظاما للحكم موجود لديه.. وفي حديث مع مسؤولة أوروبية أخبرتها بأن استخدام مفهوم حقوق الإنسان يكون للابتزاز السياسي لكن لدينا حقوق الإنسان لتعزيزه”.

وضرب مثالا بقوله: “في كثير من المدن الغربية هناك مشردين في الشوارع بلا مأوى وهذا أمر مرفوض لدينا”.

الانتخابات في الخليج
وعن تخوف مجتمعات الخليج العربي من خوض تجربة انتخاب لرئيس للوزراء، أكد: “ليس لدينا أي تخوف من وجود رئيس وزراء منتخب أو أحزاب سياسية لكننا لدينا تجربة أكثر ضمانا وتصنع لنا فرصا أفضل من المجتمع الغربي”.

وطرح مثالا بقوله: “في سنة 2002 استقبلت وفدا من الكونجرس الأمريكي قلت لهم: لو أن الشيخ زايد آل نهيان (رحمه الله) ترشح أمامه أحد الأشخاص هل تتخيلون أن هناك مواطنا إماراتيا واحدا لا يعطيه صوته”.

وأضاف: “كذلك تجربة الحكم الإماراتية جعلت من الشفافية عنصرا مهما فالشيخ محمد زايد كان أول من تحدث عن أزمة كورونا وبعث رسائل طمأنة للمواطنين”.

وحذر ممن يتزايدون على الإمارات فهم “يبحثون عن أجندات شخصية في وقت نتحدث عن أجندة وطنية”.

الإرهاب السيبراني والديمقراطية
واعتبر أن الإرهاب السيبراني أصبح مؤثرا في السياسية والاقتصاد فبعد اتهامات بالتدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2016 تم التوافق على التعامل معه بجدية ليس فقط فيما يرتبط بالديمقراطية بل الاقتصاد والأمن.

وروى أنه “قبل شهور تم استهداف خطوط الطاقة الأمريكية وتم دفع فدية للمخترقين”.

وعبر عن آماله في تحقيق الأمن وأساليب الردع في هذا الصدد ويجب ألا ننتظر الآخرون لتقديم حلول بل نبادر بأنفسنا”.

سوريا وتركيا وإيران
وفيما يرتبط بتغير البوصلة السياسية الإماراتية، أكد أن بلاده ذهبت إلى علاقات مباشرة مع دول هناك خلافات عديدة معها على مدار عقود”.

وأضاف: “لقد ذهبنا إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل.. فكرنا وقلنا: على مدار 7 عقود من الأزمات في المنطقة لم يتم تحقيق أي جديد.. لذا كان علينا التفكير بشكل مختلف بعد أن عاشت المنطقة صراعات فترة طويلة”.

وتابع: “فكرنا في أن نكون جزءا من الحل بدلا من أن نكون جزءا من الأزمة .. وتساءلنا لماذا لا نبني جسور من الثقة والحوار مع الآخر ولمصالح مشتركة؟”

وقال: “لك أن تتخيل أن عدد الإسرائيليين الذين زاروا الإمارات في سنة ونصف أكثر من 200 ألف وهذا رقم لم يسجل لأي دولة”.

وذكر: “أما سوريا فهي تمهنا والشعب السوري ضحية.. ولابد من العمل على التهدئة لأن كل طرف في حالة الأزمة يعمل على ما يحمي مصالحه فقط بعيدا عن المصالح المشتركة.. نحن نفتح الآفاق مع الجميع لبناء جسور تجعل الآخر يمطئن لك ويشعر أنك تسعى لحلول للأزمات”.

وأضاف: “أحد الصحفيين الإسرائيليين سألني عن ضمانات التزام الحكومة الإسرائيلية بقبول حلول مع الفلسطينين.. قلت: “الشعب الإسرائيلي فنحن عندما فتحنا العلاقات لم تكن مع السياسيين فقط بل مع الجميع”.

ومضى في حديثه: “الآن نحن نفتح خطوط تواصل مع تركيا وإيران تجعل كل طرف يستمع للآخر .. نحن نعيش في منطقة لن نستطيع أن نقصي تركيا أو إيران أو سوريا أو إسرائيل والعكس صحيح لكننا نتعايش مع الاختلاف”.

وعن انتقاد بعض الاطراف الفلسطينية للسلام مع إسرائيل باعتباره خيانة للقضية الفلسطينية، قال: “التقيت بيقادات فلسطينية لكن ما يقولنه في الإعلام غير ما يقولونه أمامنا.. ومشكلة القيادة الفلسطينية أنها ألفت خطابا سياسا محددا على مدى عقود من الزمان وأصبحت رهينة له ولم تستطع تجاوزه”.

وقال: “نحن نحتاج لوحدة الصف الفلسطيني ووقفنا مع الفلسطينيين في القضايا الصعبة .. لا توجد قيادة موحدة للشعب تقنع العالم بخطابها الموحد.. لو جاءت قيادة فلسطينية موحدة للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي ستجد العالم وفي مقدمته الإمارات يقف معهم لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها لقدس الشرقية”.

قرارات غريبة!!
وبشأن تغيير عطلة الأسبوع، قال النعيمي: “الإمارات تفكر في المستقبل وليس اليوم .. وجدنا أننا يمكننا إيصال الشرق بالغرب عن طريق الخدمات وناقشنا هذا الموضوع لأكثر من سنة.. فمن يريد السفر من أوروبا لأمريكا الجنوبية الآن يأتي إلى دبي أولا”.

وشدد على استهداف الإمارات بناء اقتصاد قوي على مدار الـ50 عاما المقبلة؛ حيث تحتاج الإمارات لمراعاة النظام المالي العالمي والتجارة والتعامل مع النظم المالية فرصة لا تقتنص إلا بقرارات.

ونبه إلى أن هناك مجموعة اعتادت “شيطنة الإمارات” في كل شيء، قائلا: “ماليزيا وتركيا وتونس والمغرب وموريتنانيا تعتمد يوم الجمعة يوم عمل ولا أحد يتكلم.. فالمشكلة أن نجاحات الإمارات تخلق قلق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى