من الطرف المتورط بالأزمة الاقتصادية التي يعيشها الجنوب؟

كتب/ عادل العبيدي:

لا خير في أي سياسة محلية أو إقليمية أو دولية تصاغ أو يكون توجهها يهدف إلى تجويع شعب وإبادته في معيشته، فأكثر حكومات العالم تسير سياساتها في سبيل الدفع ببلدانهم وشعوبهم نحو حياة الرقي والعيش بعزة وكرامة، وهذا من حق كل حكومات العالم، لكن ليس ذلك على حساب تجويع شعوب أخرى، عندما نرى ونلتمس في حياتنا اليومية سياسات قد بلغت ذروتها في الضرر بمعيشتنا ومعاشاتنا وتجويعنا إلى حد الموت البطيء، يجب أن نصرخ ونرفع صراخنا الشعبي ضد تلك السياسات.

الجنوب اليوم ومنذ فترة يعيش أزمات اقتصادية طاحنة في ظل تقاطع سياسات مختلفة أطرافها التحالف العربي وحكومة الشرعية اليمنية والانتقالي.

ما تسمى حكومة الشرعية اليمنية المسيطر عليها هوامير تنظيم الإخوان ذات الأجنحة المتعددة (السياسي والعسكري والإرهابي والاقتصادي والإعلامي والقبلي) كل هذه الأجنحة الإخوانية تعمل معا وفق قرار سياسي موحد للاستمرار في الإمساك بتلك السلطة في المنفى، وذلك من أجل استمرارها الإضرار بالشعب الجنوبي والتنكيل به.

خلفت عهدها في توقيعها على اتفاق الرياض، وعطلت العمل بحكومة المناصفة بين الشمال والجنوب، وألزمت وزراءها العمل بسلطة شرعيتها السابقة ووفق سياساتها التخريبية ضد الجنوب، فشلت عسكريا في السيطرة على العاصمة الجنوبية عدن، كما فشلت أمنيا في جعلها بفوضى أمنية دائمة، لكنها وإلى حد ما في استغلالها الخدمات وتدهور العملة وإيقاف الرواتب تكون قد وصلت في جرائمها الجماعية ضد الشعب الجنوبي إلى حد لا يطاق الصبر عليها.

تفتعل كل جرائم الأزمات الاقتصادية ضد الشعب الجنوبي ظنا منها أنها تستطيع قلب الطاولة على الانتقالي الجنوبي شعبيا، لن تستطيع ذلك، لكن استمرار الاعتراف في تمسكها بصلاحيات سلطتها التخريبية الفوضوية الانتقامية قد تجر الشعب الجنوبي إلى ما لا يحمد عقباه.

لن يتوقف عبث وإجرام هذه السلطة الإخوانية جنوبا نهائيا، وخاصة في جانب تدهور عملة الريال اليمني إلاّ بإصدار عملة جنوبية جديدة، وببتر يد تلك الشرعية الإخوانية عن انفرادها في التحكم بإصدار القرار السياسي والاقتصادي.

كان بمقدور السعودية إلزام الأطراف الموقعة على اتفاق الرياض على تنفيذ جميع بنوده فور التوقيع عليه لتفادي وصول محافظات الجنوب المحررة إلى ما آلت إليه اليوم من أوضاع اقتصادية مزرية جعلت المجاعة تطرق باب كل بيت جنوبي، إلا أنه لسبب سياسي أو لآخر تغاضت السعودية عن جماعة الشرعية الإخوانية المتهربة والممتنعة عن تنفيذ بنود الاتفاق.

هذا التغاضي من جانب السعودية جعل شعب الجنوب ينظر إليها وكأنها طرف مسبب إلى جانب طرف الشرعية الإخوانية فيما وصل إليه حالهم المعيشي من تدهور فضيع، على أثره يوشك الشعب الجنوبي أن يفقد السيطرة ويولد ثورة شعبية عارمة ضد أعداءه والمتسببين في قطع خدماته وإيقاف رواتبه واصطناع أزماته.

الشعب الجنوبي يعلم يقينا أن الانتقالي الجنوبي مازال كيانا نضاليا يسعى جاهدا نحو استعادة دولتنا الجنوبية في ظل وضع سياسي وعسكري واقتصادي صعب جدا يتكالب عليه الأعداء من كل حدب وصوب، وبما أنه على دراية كاملة بمن هو المفتعل الحقيقي لأزماته المعيشية، وإلى ماذا يهدف هذا المفتعل الحقير من وراء تحريضاته في الخروج ضد وضع هو من صنعه، جعل الشعب الجنوبي في وعي وإدراك قوي مما يراد به من وراء ذلك، كل هذا جعله أكثر ثباتا وتمسكا بالانتقالي الجنوبي وبسياسته النضالية.

لكن هذا لا يعني تبرير صمت الانتقالي إلى وقت غير معلوم على كل صنوف القهر والتعذيب والجوع والتنكيل الذي يعيشه الشعب الجنوبي من قبل أعدائه، وإعفائه عما يجب أن يقوم به من خطوات شجاعة للخروج من مستنقع توالي الأزمات المعيشية.

الانتقالي الجنوبي وأمام شعب جنوبي متمسك بخياراته النضالية ورافض سياسة التجويع والإذلال، وللخروج من تحت براثن سلطة الاحتلال الشمالي منتصرا، ومن أطماع بعض دول الجوار وعلى أرضه محافظا، وكما يبدو أن اتفاق الرياض وبعد طول مدة تجميده أنه لم يخلق للتنفيذ بتاتا، ليس على الانتقالي الجنوبي غير إعلان إدارة ذاتية جنوبية، أو الإعداد المسبق في احتواء الغضب الشعبي الجنوبي الذي لن يطول صبره، وتنظيم ذلك الغضب الجنوبي ومن ثم قيادته، ومن على أرض الواقع إعلان قرارات الانتصار لإرادته النضالية والوطنية والسياسية والاقتصادية، والسير به نحو عهد جنوبي جديد ذات سيادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى