تصنيف الحوثي والإخوان جماعة إرهابية

كتب : صلاح عوض

اثار قرار تصنيف منظمة حماس الإخوانية كمنظمة إرهابية من قبل وزارة الداخلية البريطانية ، ويأتي قبلها تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الحوثي باليمن ضمن هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة . اثار استياء واسع لدى أنصار الجماعتين الإرهابيتين والدول “الداعمة” للجماعات الإرهابية كون القرارين صادرين عن دول عظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن .

لكن في الحقيقة تصنيف جماعة الإخوان وجماعة الحوثي الشيعة الاثناء عشرية الصفوية بكل فروعهما في جميع دول العالم المنطوية تحت مسمى الاحزاب او المنظمات او الجمعيات “الخيرية” كذلك التنظيمات التابعة لهما كاداعش والقاعدة المتفرعة من جماعة الإخوان الإرهابية .

كذلك الحشد الشعبي المتفرع من الشيعة هي جماعات إرهابية تنفذ اعمال عدائية تهدف إلى ازهاق الأنفس و”إراقة” الدماء وزعزعة الأمن والأستقرار في العالم وخلق بؤر للفساد والإرهاب ونزع الأمن من كل بلد تحل فيه هذه الجماعات المتطرفة .

ما تقوم به جماعة الإخوان والشيعة باليمن والعراق وسوريا وليبيا من جرائم “إبادة” واهلاك الحرث والنسل وانتهاك للاعراض وترميل للنساء وتيتيم للاطفال وتشريد لأكثر من عشرين مليون لاجيئ وكذلك لهم اعمال من دون ذلك هم لها فاعلون ، أضف الى هذا التاريخ المظلم والاجرامي للجماعتين الضالتين لا يحتاج الى دليل إدانة لوصفها بالإرهاب من قبل الامريكان ووزارة الداخلية البريطانية .

إن تصنيف الحوثيين والإخوان المسلمين جماعات “إرهابية” من قبل الغرب يأتي ليس لدوافع انسانية نابعة عن استشعار مدى المأسي والألم التي خلفها إرهاب الإخوان والروافض “الشيعة” بقدر ماهو قرار سياسي يخدم مصلحة تلك الدول لانها هي من اسهمت وشاركت في صنع وتأسيس هذه البؤر الإرهابية لأجل خدمة اجنداتها السياسية ومصالحها “الدنيوية” باعتراف قادة وروساء هذه الدول .

فكل هذا يتضح للناظر من خلال الإمعان والتغاضي عن الجرائم التي ترتكبها هذه التنظيمات ولكن قد ينقلب احيانا السحر على الساحر حيث تصبح بعض الأطراف المنتمية إلى هذه التنظيمات التي تشكل خطر على دول “الغرب” وعندما يشعرون بذلك يتم تصنيفها إرهابية و تنزع عنها صفة السياسية والحزبية لتكون إرهابية متى ما تريد تلك الدول .

فالرئيس الامريكي السابق ترمب أصدر قرار بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية حيث لم تدم الصفة طويلا حتى يأتي الرئيس بايدن ونزع عنها “صفة” الإرهاب ووضعها ضمن قائمة المنظمات السياسية الساعية للخير وجواز التعامل والتعاطي معها ولا يستبعد ان يأتي رئيس وزراء بريطاني جديد يرفع صفة الإرهاب عن حركة حماس ويجعلها حمامة سلام .

للأسف الشديد كل هذا التلاعب بتوصيف الجماعات الإرهابية في وصفها بالإرهاب تارة وبرفع صفة الإرهاب عنها تارة اخرى متى ما تريد دول الغرب مؤشر على إنها تستخدمها ورقة لتنفيذ اجنداتها السياسية واخضاعها لتوجيهاتها وذلك من دون النظر إلى حقيقة الجماعات وما تركتبه من جرم وابتزاز في حق هذه الشعوب .

للأسف هاتان الجماعتان ستظل إرهابيتان لان أصول نشاءاتهما ومبادئهما الحقيقية الخفية قامت على الإرهاب وسفك الدماء وترويع الناس ويعتبر بقى هذه المنظمات مرهون بوجود الفوضى وكذا الحروب في بيئة تسودها الإنتهاكات التعسفية والقتل والسلب والبطش والاعتقالات والسجون وخراب الديار والعمل على احداث الفتن والفرقة بين أبناء المجتمعات لأجل الفتنة وصدام بعضعهم ببعض .

اصبحت هذه معلومة لكل ذي بصيرة رغم الشعارات الزائفة البراقة التي ترفعها كل جماعة لحفظ الأنفس والاموال والاعراض وتوفير حياة كريمة للناس تليق بالجماعات الإرهابية حيث ترفع عنهم المهانة والذل ، لكنها في واقع الأمر تعمل على الضد منها تماما في ظل وجود شاهد (دول الغرب ) بعدم “الإدانة” وكذلك الشجب والإستنكار إلا إذا اختلفت المصالح في عالم لا تحكمه المبادىء والقيم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى