مشروعنا مشروع لبوزة وعبود ومدرم


كتب/ العميد نبيل المشوشي


أربعة وخمسون عاماً منذٍ الاستقلال الأول للجنوب، أكثرُ من نصف قرن منذُ نيل ترابنا الجنوبي حريته واستقلاله، ردح من الزمن والمشروع الجنوبي يقاوم كل المؤامرات والدسائس.. تجاربُ كبيرةٌ ومعاركُ أكبر ومشاريعُ وطنيةٌ وقومية دخل معتركها الجنوب، وفي مقدمتها مشروع الوحدة الفاشل وما تلاها من حروب غزو واحتلال تُوجت أخيرا بالنصر لقواتنا المسلحة الجنوبية وإعلانها للعالم أجمع أن مشروعنا هو مشروع استعادة دولة واستقلال ناجز لا يقبل الانتقاص ولن يساوم أو يفاوض أو يقاتل على ماهو أقل من التحرير واستعادة السيادة.

في هذه المناسبة العظيمة وفي هذا اليوم الأغر، 30 نوفمبر، نجدد التأكيد على أن مشروعنا هو ذلك المشروع نفسه الذي انطلق من جبال ردفان وأن خطّنا هو خط غالب بن راجح لبوزة، وسبيل قواتنا المسلحة هو سبيل مدرم وعبود وكل أولائك الفدائيين الذين رووا بدمائهم تراب الجنوب طلبا للاستقلال ورفضا لمشاريع التبعية والاستعمار.. نؤكد أننا ضباطا وأفرادا لن نكون إلا مشاريع شهادة على درب التحرير والاستقلال وانتزاع السيادة من براثن المحتلين أيا كانت مسمياتهم، ولن نكون إلا في صف شعبنا الجنوبي لتقرير مستقبله السياسي بعيدا عن الوصاية من أي طرف أو مكون أو حزب يحاول الاستئثار بثوابت ومبادئ شعبنا التي لا تقبل القسمة أو المساومة.

نذكّر في هذه المناسبة بالمواقف المشرفة لأشقائنا في التحالف العربي التي مكنتنا من استعادة السيطرة على أرضنا وهزيمة القوات الغازية وكسر مخططات فارس التي تصدرها إيران عبر أدواتها وأذرعها الخفية في الجنوب واليمن، ونأمل من التحالف والشقيقتين، السعودية والإمارات، تفهماً أكبرَ لتطلعات شعب الجنوب والنظر إلى الواقع على أرض الجنوب اليوم بما يمثله هذا الواقع من أبعادٍ سياسية وعسكرية أثبتتْ استحالة إقحام الجنوب في دوامة الصراع الشمالي متعدد الأطراف ومتشعب الولاءات والارتباطات الإقليمة، نرجو من الشقيقتين احترام رغبات شعبنا وفقاً لمواثيق الأمم المتحدة وانطلاقا من حقنا في استعادة دولتنا، لنتمكنَ من الاستمرار عضوا فاعلا في التحالف العربي نتخندقُ معهم لحماية الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب بكل أشكالة، وهذا عهد الرجال للرجال. كما لا يسعنا هنا إلا أن نشكرَ جهود المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، الذي يسير بقضية شعبنا في طريق يؤمّن لنا نصرا سياسيا يلبي آمال الجنوبيين قاطبة.

نعيد ونكرر أننا في اللواء الثالث دعم وإسناد قيادة وضباطا وأفرادا جنود داعمين وحامين ومقاتلين في صف أي مشروع سياسي ينطلق من هدف شعبنا نحو الاستقلال واستعادة الدولة، وأننا نار حمراء ستحرق كل من يحاول الانتقاص من تضحيات الشهداء أو الاستهتار بالهدف الذي خطته دماؤهم.

نهنئ شعبنا الجنوبي العظيم وقيادته السياسية ممثلةً بالرئيس القائد اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، بهذة المناسبة متمنين أن تعيد علينا ونحن في دولة مستقلة كاملة السيادة وشعب الجنوب ينعم بالأمن والخير والرخاء.

الرحمة والخلود للشهداء والشفاء للجرحى
عاش الجنوب حرا أبيا مستقلا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى