بعد تحررها من اتفاق ستوكهولم.. القوات المشتركة تفرض واقعا جديدا في الحديدة اليمنية


أحرزت القوات المشتركة تقدما لافتا في الساحل الغربي ولاسيما في جنوب محافظة الحديدة، حيث نجحت الأحد في السيطرة بالكامل على مديرية حيس وعدد من الجبال الاستراتيجية وسط انهيار دفاعات المتمردين الحوثيين.

ويأتي هذا التقدم بعد إعادة انتشار سريع وناجع قامت به القوات المشتركة التي تضم لواء العمالقة والمقاومة التهامية قبل أيام، والذي فك قيود اتفاق ستكهولم المفروضة على تلك القوات ومنحها قدرا كبيرا من المرونة في مواجهة المتمردين.

وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية في بيان مقتضب الأحد “مديرية حيس بالكامل تحت سيطرة أبطال القوات المشتركة (الموالية للحكومة)”.

ويعد هذا أبرز تقدم ميداني للقوات المشتركة في محافظة الحديدة منذ نحو 3 سنوات، وتكتسي مديرية حيس الواقعة جنوب غرب الحديدة أهمية استراتيجية لارتباطها مع مديريات أخرى بمحافظتي تعز وإب.

وتأتي السيطرة على مديرية حيس بعد يوم من نجاح القوات المشتركة في فرض سيطرتها على جمرك سقم ووادي نخلة ووادي المرير ومفرق العدين، وهو طريق حيوي يربط ثلاث محافظات يمنية هي تعز والحديدة وإب، ويبعد نحو 15 كيلومترا إلى الشرق من مركز المديرية.

ومن شأن السيطرة على حيس أن يمنح القوات المشتركة دفعة معنوية قوية في ظل مساعيها لاستعادة السيطرة على مديرية الجراحي جنوب شرقي محافظة الحديدة.

وقال العميد فاروق الخولاني قائد اللواء الأول تهامة إن الهجوم الواسع الذي تنفذه القوات المشتركة يأتي في سياق عملية تصحيح المعركة الوطنية بداية من التحرر من قيود ستوكهولم، مباركا الانتصارات التي تحققت حتى اللحظة بأقل الخسائر.

وأوضح الخولاني في تصريح وزعه الإعلام العسكري للقوات المشتركة أن الهجوم الذي شاركت فيه وحدات نوعية من مختلف تشكيلات القوات المشتركة والمقاومة الوطنية وحراس الجمهورية وأبطال العمالقة والألوية التهامية أحرز انتصارات بحجم الأهمية الاسترتيجية لتلك الجبال والمناطق وعلى رأسها الجبلين والمحجر وسقم وجبال الغازية.

وكبّلت اتفاقية ستوكهولم التي تم التوقيع عليها بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين برعاية أممية في الثالث عشر من ديسمبر 2018 القوات المشتركة المشكّلة في معظمها من عناصر جنوبية، ووضعتها في موقع دفاعي.

وبدا أن هذه الاتفاقية تصب في صالح الحوثيين وبعض أجنحة السلطة الشرعية كجماعة الإخوان المسلمين الذين استغلوا هذا الوضع لتحييد القوات المشتركة وحصرها في مواقع لا تملك فيها القدرة على التحرك خارج إطارها.

وأثار قرار إعادة الانتشار المفاجئ ردود فعل غاضبة لاسيما من جماعة الإخوان التي سارعت إلى شن حملة تشكيك في الخطوة التي أقدمت عليها القوات المشتركة، وذهبت الجماعة إلى حد اتهام تلك القوات بتسليم مناطق في الحديدة مجانا للمتمردين.

ويقول متابعون إن التطورات الأخيرة التي أعقبت إعادة الانتشار شكلت ردا مباشرا على حملات التشكيك، حيث أظهرت أن تلك الخطوة كانت ضرورية لوقف سلسلة من النكسات التي منيت بها السلطة الشرعية في أكثر من جبهة.
ويرى المتابعون أن أصداء ما تحقق في الحديدة بالتأكيد سيكون له أثر معنوي كبير على باقي الجبهات المشتعلة ولاسيما في محافظة مأرب حيث يحاول المتمردون السيطرة عليها، وقد نجحوا بالفعل في وضع أيديهم على معظم مديرياتها باستثناء مديرية وادي مأرب ومركز المدينة.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يعتمدون على الدعم والمساعدات في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة.

وللنزاع امتدادات إقليمية منذ مارس 2015، إذ ينفّذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على عدة محافظات من بينها العاصمة صنعاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى