المعتصمون الحواشب يناشدون الرئيس الزُبيدي والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لإلزام الشركة الوطنية للأسمنت بإغلاق محطة الفحم الحجري


عدن24|خاص

ناشد المعتصمون الحواشب المرابطين أمام بوابة مصنع الشركة الوطنية للأسمنت اليوم الجمعة، الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي وكافة المنظمات الإنسانية المحلية والدولية سرعة التدخل وإلزام القائمين على الشركة الوطنية للأسمنت بإيقاف عمل محطة الفحم الحجري التابعة للشركة والتي تسببت في نشر الكثير من الأوبئة والأمراض الفتاكة بين أوساط أهالي المديرية نتج عنها العديد من حالات الوفاة بالإضافة الى نفوق الآلاف من رؤوس الماشية واعواد النحل، فضلا عن هلاك وتصحر عشرات الآلاف من الفدانات الزراعية وتلف المحاصيل العينية والنقدية مما كبد المواطنين خسائر كارثية فادحة في الأرواح والأموال والممتلكات.

وحمل المعتصمون، القائمين على الشركة الوطنية للأسمنت المسؤولية القانونية الكاملة عن أي تصعيد او تداعيات قد تنشأ نتيجة أستمرارهم في التعنت والإستخفاف والإستهتار بحياة المواطنين وأرواحهم وممتلكاتهم، وإصرارهم المتعمد على كسر إرادة المعتصمين من خلال الإمعان في تشغيل المصنع عن طريق مادة الفحم الحجري، ضاربين عرض الحائط بكل الأنظمة والشرائع السماوية والقوانين والأعراف الوضعية الإنسانية والأخلاقية والدينية التي تجرم في مجملها إيذاء الناس او الإعتداء على حياتهم وأملاكهم بأي شكل من الأشكال.

ووجه أبناء المسيمير الحواشب الذين يواصلون ولليوم السادس على التوالي اعتصامهم المفتوح أمام بوابة مصنع أسمنت الوطنية استغاثة عاجلة، لفخامة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، واللواء الركن فضل حسن العمري قائد المنطقة العسكرية الرابعة، ولجميع القيادات والمسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين، ناشدوهم فيها بسرعة التدخل لإنصافهم من هذا الظلم الجائر وإلزام القائمين على شركة الأسمنت المسماه بالوطنية وهم أولاد التاجر اليمني الراحل هائل سعيد أنعم بتحكيم لغة العقل والمنطق، والإمثتال لنداء الضمير الإنساني الحي ولمطالب الناس الحقوقية العادلة والمشروعة، والعمل على تشغيل المنشأة بواسطة وسائل أخرى بديلة ومتاحة كمادة الديزل الغير ضارة.

وطالب المعتصمون، كل الغيورين على مصلحة الجنوب وأبنائه، وكافة المنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل لوضع حد للمهزلة والعبث الذي يطال حياة الأبرياء من الناس القاطنين في مديرية المسيمير ذات الكثافة السكانية والمترامية الأطراف الجغرافية، ملوحين بتصعيد وتيرة احتجاجاتهم السلمية واتخاذ الإجراءات والتدابير التي يرونها مناسبة للحفاظ على حياتهم وماتبقى من ممتلكاتهم التي تتعرض للدمار.

وقال المعتصمون في بيان صادر عنهم: ان اختيارنا لطريق النضال السلمي لايعني الخوف وعدم القدرة على الخيارات الأخرى، فالتاريخ خير شاهد على قوتنا وبأسنا الشديد، لكن نحن أتينا الى هذه الساحة ننشد السلام والعدل والرحمة، خرجنا الى هنا ونحن نتحلى بالصبر والحكمة والإيمان بعدالة قضيتنا ومشروعيتها والتي حتما ستنتصر لان الباطل والظلم لن يستمر ومصيره الزوال وان بلغت العربدة والغطرسة ذروتها وحدا لايطاق، لقد اصبحت قضيتنا اليوم تتصدر واجهة الأحداث لما تمتلكه من أهمية وقيمة ترتبط بحياة وبقاء كل المخلوقات، واننا نحذر القائمين على الشركة الوطنية للأسمنت من مغبة التمادي والإستمرار في هذا التغافل والتقاعس واللأمبالاة ونقول لهم كفى استرخاصا واستهتارنا بنا وبحياتنا، كفى هذه الممارسات العنجهية، كفى قتل وتشريد وإرهاب وإجرام، واننا نؤكد من هنا باننا وفي حالة عدم الإستجابة لمطلبنا السلمي بإغلاق المحطة القاتلة سنخلي مسؤوليتنا أمام الله وخلقه فاننا سوف نلجأ الى استخدام طرق وسائل وأساليب أخرى لتحقيق هذا الهدف الإنساني والحقوقي المشروع.

وقال الشاب منيف العصيمي وهو احد المعتصمين في الساحة: اذا لم يذعن أولاد هائل سعيد لمطلبنا وفي حال استمرت وعودهم السرابية الكاذبة ومسلسل التمادي والتماطل والتسويف وعدم الجدية في الأمر، سنسلك الطرق التي نراها مناسبة، وسنتخاطب بعد ذلك معهم باللغة التي يفهموها، لكن نحن الآن ملتزمين بوعد الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لنا بمعالجة وحل القضية.

واضاف: الى ابناء الحواشب الاحرار، الى كل أهلها الصناديد النشامى، نقول بانه مهما طال الظلم والعناد وحاول الباطل ان يفرض وجوده عليكم، فعلى رعاة الظلم ان يفهموا ان الحق المسلوب سياتي طوعا او بالقوة ولن تستطيع أي قوة ان تقف أمام الإعصار الهادر لرجالنا الأشداء، فنحن هنا ملتزمون بمخرجات لقائنا بالرئيس عيدروس الزبيدي ومنضبطون بالطابع السلمي ولانحيد عن هذا المسار إلا اذا تلاشت كل لغات الحوار.

وقال عضو لجنة التفاوض، رئيس الدائرة الزراعية بحركة النضال السلمي المناضل “هيمان محسن رمضان”: نحن نرفض أي حلول جزئية لهذه القضية، فمطلبنا مطلب واحد لاسواه وهو (إغلاق محطة الفحم الحجري)، لما لها من أضرار صحية وبيئية مدمرة ألقت بظلال تأثيراتها على كل جوانب حياتنا، مطلبنا مطلب حقوقي مشروع ومكفول شرعا وقانونا، نحن لم نأتي الى هنا للإبتزاز او لإثارة الشغب والفوضى وافتعال المشاكل او لتعطيل مصالح المستثمرين او للحصول على منافع او مصالح ذاتية او أموال، انما أتينا لتحقيق مطلب يجمع عليه ابناء الحواشب قاطبة وهو إيقاف عمل محطة الفحم الحجري التي سببت لنا الدمار والهلاك، ولن نرتضي بأية حلول ترقيعية لاتلامس هذا المطلب الحقوقي العادل.

واضاف: لن نبرح هذه الساحة حتى يأذن الله لنا بالنصر وتحقيق الهدف المنشود الذي خرجنا لأجله، ونؤكد بان هذا الحشد الجماهيري الغفير الذي تكتظ به الساحة ومن يرابط فيه ولليوم السادس على التوالي متجشما العناء والتعب والسهر لن يترك موقعه إلا بإنتزاع الحق غير منقوص، هذا الحق الذي لن يأتي إلا بالصمود والثبات والتضحية ورص الصفوف وتعزيز وشائج الإخاء والمودة والألفة الحقيقية فيما بيننا، فهذه المعايير والأسس هي الضمانة الأكيدة لتحقيق ما نصبو اليه، وانتي أحيي فيكم ايها الرجال الأشاوس الأبطال روح النخوة، كما ارحب ترحيبا حارا بضيوفنا الذين يشاركوننا مظلوميتنا من مختلف مناطق الجنوب الحبيب، وأحيي رجال الأمن والقوات المسلحة البواسل ابناء المنطقة العسكرية الرابعة الذين كان لهم شرف الحضور والدور الإيحابي الفاعل والملموس والكبير في حماية وتأمين حياة المعتصمين، فلهم منا كل الشكر والتقدير والمحبة والاحترام على ما بذلوه ويبذلوه من جهود جبارة للحفاظ على أرواحنا وعلى ما يمنحوه لنا من حرية كاملة للتعبير السلمي عن قضيتنا الحقوقية المشروعة، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على عمق العلاقة الأخوية الحقيقية الصادقة وأواصر المحبة والقواسم المشتركة التي تجمعنا بهم جميعا.

من جانبه قال المناضل “الكيبل العمري” وهو احد المعتصمين في الساحة منذ اليوم الأول: أتينا الى هنا ونحن مؤمنين إيمانا تاما بعدالة ومشروعية القضية التي خرجنا لأجلها، هذه القضية التي سخرت الشركة الوطنية للأسمنت كل إمكانياتها وقدراتها واشترت الضمائر والذمم لتمريرها وإضفاء الطابع الشرعي والقانوني عليها لقتل الناس وتدمير ممتلكاتهم عنوة ودون وجه حق، هذه القضية التي بذلت الشركة كل ما بوسعها لطمس آثارها الإجرامية المدمرة وللحيلولة دون ظهورها أمام الرأي العام المحلي والعالمي، وهو ما لم تستطع تحقيقه بفضل إرادة هذه الجماهير الواقعة تحت وطأة الظلم والقهر والمعاناة.

وأضاف الكيبل: لقد عقدنا العزم على الإنخراط في طريق النضال السلمي وقدمنا الكثير من التضحيات ونحن نرابط في هذه الساحة على حساب التزاماتنا الأسرية واعمالنا، وإزاء ذلك فاننا نشهد الجميع حتى يكونوا على علم ودرأية بان صبرنا على هذا البلاء لن يطول كثيرا ان أستمر هذا التنصل واللأمبالاة من قبل أولاد هائل سعيد أنعم، لذلك فنحن نخلي مسؤوليتنا عن أي تبعات عن تنشأ جراء هذا الإستخفاف.

واختتم الكيبل العمري حديثه قائلا: لايسعنا في هذا المقام إلا ان نحني رؤوسنا إجلالا وإكبارا لكل المناضلين الشرفاء على امتداد أرض الحواشب الذين هبوا هبة رجل واحد في تصعيد حركة هذا الإحتجاج السلمي المتواصل على مدى ستة أيام، فلهم منا كل الشكر والثناء والعرفان ونتعهد لهم ولجميع المخلصين الأحرار باننا لن نغادر هذه الأماكن إلا بإنجاز الغاية التي خرجنا وبذلنا في سبيلها كل غال ونفيس تلك الغاية التي تتمثل بإغلاق محطة الفحم الحجري القاتلة والمحرم استعمالها على مستوى العالم.

الى ذلك، زار المعتصمين في الساحة وفد من ابناء المناطق المجاورة للمسيمير الحواشب، وعبر الوفد الزائر عن الفخر والإعتزاز بالأبطال الحواشب القابعين في ساحة الإعتصام منذ يوم الأحد الماضي، مشيدا بمعنوياتهم العالية التي يتحلون بها وتضاهي عنان السماء وإيمانهم المطلق بعدالة القضية التي يرابطون لأجلها، موجهين مذكرة عاجلة أعلنوا فيها عن تضامنهم المطلق واللامحدود مع أخوانهم ابناء الحواشب المرابطين بساحة الإعتصام، ووقوفهم الكامل الى جانبهم في مواجهة كل أشكال الظلم والتعسف والغطرسة والإنتهاك الممارس بحقهم من قبل الشركة الوطنية للأسمنت المملوكة لأولاد هائل سعيد أنعم.

وطالب الوفد الزائر، كافة منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية بالوقوف وقفة جادة ومسؤولة مع ابناء مديرية المسيمير الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية شعواء وممنهجة، وإنتهاك صارخ لحقهم في الحياة تقوده شركة أولاد هائل سعيد لإنتاج مادة الأسمنت في صاعم، داعين جميع المنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان لتبني هذه القضية العادلة ومناصرة مطالب ابناء الحواشب الحقوقية المشروعة الداعية لوقف تشغيل محطة الفحم الحجري التي تسببت في إندثار كل مقومات وصور واشكال الحياة وتحويل الى أثر بعد عين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى