ضرورة إعادة ضبط البوصلة في محاربة الحوثي

كتب/ صالح الدويل
ان علاقة المجلس الانتقالي مع القوى الشمالية تضبطها جزئية محاربة عدو مشترك وهي نقطة اجماع شمالا وجنوبا ولا تعني حمل المشروع السياسي والوطني الشمالي وهذا الفرق بين علاقة قوى الشرعية من الجنوبيين بالشمال وعلاقة الانتقالي به فالتيار الجنوبي في الشرعية يحمل المشروع اليمني ويقاتل عنه نيابة الشماليين وسيحرق الاخضر واليابس في الجنوب -لو استطاع- لفرضه وفرض اجندة قواه وحزابه مهما كانت الهزائم والانسحابات المذلة طيلة سبع سنوات في الشمال فيلجأون لطارق بدل ان تحلل ادوات ومروجي شرعية الفشل اسباب هزائمها وكيف انها بالكأد تدافع عن مارب بعد ان زرعت الوهم بقادمين ياصنعاء وسنرفع العلم في “مران”!!.

يلجأون لنمطية “ال عفاش” وما تحمله لهم الذاكرة الجنوبية من مخزون ارتبط باجتياح الجنوب ونهبه في محاولات لاستثارة الشارع الجنوبي بان لا تشارك في المعركة اي قوة لا شمالية ولا جنوبية الا بمواصفاتهم فتكرر ابواقهم ان طارق سيعيد احتلال الجنوب!! ، وانه ومؤتمره سياخذ الشمال ويحتل الجنوب!! وكأن حربهم في الجنوب لاجل استقلاله.
سخر من ضجيجهم كاتب جنوبي قائلا : ( من يتعذرون بالسفاح طارق ، فهو في صحاري المخاء والحديده يلفح ترابا هناك متوجها الى صنعاء و”قعوه” باتجاه الجنوب ، يحشوه الجنوبيين والتحالف لزيادة انطلاقه نحو صنعاء ومن يريد مغالطة نفسه ، على قول البدوي ” توّه ، امطريق قدامه “…) انتهى الاقتباس.
لن يعود مؤتمر عفاش حتى في اكثر الاحلام سوداوية فداخله من الصراعات والانشقاقات ما يمنع عودته وجذوره الجنوبية انتهت فهي ليست عقائدية وليس امامها الا الجنوب اما طارق فطالب ثأر خذل اسرته كل من صنعهم ال عفاش واعطوهم السلطة والنفوذ وقدموا لهم الجنوب ب”الوحدة او الموت” واثبت الحوثي انهم لا شيئ !!!.
ان طارق والاقليم والعالم يعلمون ان حكم الجنوب بالقوة انتهى الى غير رجعة والموافقة على مبادرته ليست الا ترجمة لاتفاق الرياض بوحدة البندقية ضد الانقلاب ، الاتفاق الذي تنصلت عنه شرعية لتمكين الاخواني الا بدخول عدن بحدهم وحديدهم.
ان الموافقة لا تعني المشاركة فالموافقة مبدا والمشاركة تفاصيل للمبدأ فيها شروط وحدود للمشاركة واين تتواجد واين لا تتواجد فلم يعد الجنوب جغرافيا لتنصيب الطرفيات بل مشروع وقوة على الارض.
لن يستعاد ضبط البوصلة فالجميع في فوهة المدفع الا بتحويل نسق المعركة من هزائم متكررة امام الحوثي الى هجوم يعيد الهجوم الذي فُقِدَ خلال سنوات الحرب بشرعية التمكين الاخواني واصبح الانهزام سمتها مايوجب ضرورة صناعة اصطفاف متنوع وطنيا والقبول بتعدد مشاريع مادون هذا الاصطفاف لمواجهة المليشيا الحوثية وازاحة ادوات الفشل التي اثبتت فشلها وضعف حيلها قلة حيلتها فهي الطرف المنهزم طيلة الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى