تقارير حقوقية توثق انتهاكات مليشيا الحوثي بحق المدنيين في مأرب اليمنية

عدن24|متابعات

في وقت يواجه فيه آلاف المدنيين المهجرين قسراً في جنوب مأرب اليمنية أوضاعاً مأساوية بعد أن شردتهم الهجمات الحوثية، كشف تقرير حقوقي صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، عن تسجيل عشرات الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات المدعومة إيرانياً، بحق السكان والممتلكات الخاصة في منطقة العمود بمديرية الجوبة في المحافظة نفسها خلال الأسبوع الماضي.

وأوضح التقرير الذي حمل اسم «ويستمر القتل والحصار» أن الميليشيا الحوثية قصفت عشوائياً المناطق الآهلة بالسكان بمديرية العبدية، بالصواريخ الباليستية والطيران المسير، ومدافع الهاون والهوزر وقذائف الدبابات، والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والتي تسببت في مقتل 20 مدنياً بينهم وإصابة 30 آخرين بينهم نساء وأطفال.

وبحسب التقرير فإن القصف الصاروخي لميليشيات الحوثي تسبب في تدمير وتضرر تسعة منازل بين ضرر جزئي وكلي، وتضرر أكثر من 10 مركبات مختلفة الأنواع تابعة للمواطنين وتدمير مسجد السلفيين بمنطقة العمود في مديرية الجوبة، مع فرض الجماعة الحصار على أكثر من 21 ألف نسمة في مديرية الجوبة.

وأشارت الشبكة الحقوقية إلى أن القصف المكثف للميليشيات الحوثية، تسبب في نزوح وتهجير أكثر من 10 آلاف أسرة إضافة إلى تهجير 1500 طالب من مركز دار الحديث السلفي مع عائلاتهم بعد استهداف الميليشيات الحوثي للمركز الواقع في منطقة العمود بصاروخين، إلى جانب إغلاق تام لجميع المرافق التعليمية في مديرية الجوبة، وحرمان نحو ستة آلاف طالب وطالبة من مواصلة تعليمهم، في حين باتت المديرية تعاني عجزاً ونقصاً كبيراً في جميع المتطلبات الأساسية وفي مقدمتها مواد الغذاء والدواء، وذلك جراء حصار الميليشيا الخانق.

ودعت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، كافة المنظمات الدولية والمحلية والمجتمع الدولي إلى ممارسة كافة وسائل الضغط لفك الحصار الخانق على أبناء مديرية العبدية ونزع الألغام التي قامت بزراعتها ميليشيات الحوثي في مداخل ومخارج المديرية.

كما طالبت الشبكة، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن والصليب الأحمر الدولي بإدانة هذا الحصار وكافة الجرائم التي تقوم به الميليشيا بحق المدنيين، والعمل على فك الحصار المفروض وتسيير قافلة إغاثية مستعجلة لكسر الحصار المفروض على قرى مديرية العبدية وإسعاف الجرحى وإدخال المساعدات اللازمة للأسر التي باتت بلا مأوى، مؤكدة أن هذه الجرائم التي ترتكبها الميليشيات بحق أبناء مديرية العبدية ترتقي لجرائم حرب ضد الإنسانية، وتصل حد جرائم الإبادة الجماعية.

في غضون ذلك يواجه عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا من القتال جراء تصعيد ميليشيات الحوثي في جنوب محافظة مأرب وضعاً مأساوياً وخذلاناً من المنظمات الإغاثية حيث يفتقر غالبيتهم إلى المأوى والمياه والرعاية الصحية فيما 70‎ في المائة منهم لا يحصلون على الطعام، وهو أمر جعل الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة تعبر عن خيبة أملها من محدودية الاستجابة من قبل المنظمات الإغاثية الأممية.

ووفق تقرير وزعته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في وقت سابق فإن 54.502 شخص نزحوا حديثاً في المحافظة جراء الهجمات العدائية التي تستهدفهم من قبل ميليشيات الحوثي، في حين أن الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات الأممية والدولية تجاه هؤلاء النازحين محبطة للغاية».

وبحسب التقرير أدى التصعيد والعنف الوحشي المستمر لميليشيات الحوثي تجاه سكان المديريات الجنوبية لمحافظة مأرب، واستهداف التجمعات السكانية بالصواريخ الباليسـتية والقذائف فـي أطراف مديريــة الجوبة التي ما زالــت تشهد تصعيداً متواصلاً حتى الآن وقبلها اجتياح مديرية حريب ومركـز مديرية رحبـة كل ذلك أدى إلى نزوح أكثر من 54 ألف شخص فيما لا تزال آلاف الأسر عالقـة بسبب قطع الطرقـات وتقييد حركـة النقل وتعريـض المدنيين للخطر واستهداف المارة.

وأفاد التقرير بأن 93 في المائة من النازحين الجدد لم يحصلوا على المأوى، و96 في المائة منهم لم يحصلوا على مياه الشرب أو المياه الصالحة للاستخدام، كما أن 70 في المائة منهم لم يحصلوا على الطعام، وما نسبته 98 في المائة منهم لم يحصلوا على خزانات مياه أو حمامات أو صفوف دراسية.

إلى ذلك جددت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين نداءها ودعوتها المتكــررة للحكومة والمجتمــع الدولــي والــوكالات الأمميــة والمنظمــات «لتحمل مسؤوليتهم الإنسانية فــي حمايــة المدنييــن والنازحيــن والاستجابة العاجلــة والطارئــة لاحتياجاتهــم الضروريــة والمنقــذة للحيــاة فــي كافة المجالات».

وطالبت من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ممارسة ضغوط فعلية على الحوثيين لوقف هجماتهم على مأرب، كما طالبت من المنظمات الأممية والدولية والمحلية ومنســقي الكتــل الوطنية والفرعيــة وجميع الشــركاء الإنسانيين العاملين في اليمن التحرك العاجل لتقديــم الاستجابة الطارئة والعاجلة للنازحين الجدد وســرعة الوصول إلى الأسر المتضررة للتخفيف من معاناتهم بتوفير الاحتياجـات الإنسانية الأساسية مـن الغذاء والإيواء وغيرها خصوصاً مع قدوم فصل الشتاء.

كما دعت وحدة النازحين مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) ومنسقي الكتل الوطنية والفرعية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية الفاعلة بإعادة النظر في البيانات والمعايير التي يعتمد عليها في إعداد خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022 بما يتناسب مع الوضع الاستثنائي والتطورات الإنسانية الأخيرة واستمرار موجات النزوح الجديد في محافظة مأرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى