محافظ العاصمة عدن (لملس) يُشهر سلاح الحزم والحسم “تقرير”

عدن /غازي العلــــــوي :

“الجريمة الإرهابية لن تنال منا ولا من عزائمنا بل زادتنا إصرارا على المضي نحو إعادة وجه عدن المشرق” بهذه العبارة علق محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس على جريمة استهداف موكبه ووزير الزراعة سالم السقطري والتي نجا منها بأعجوبة وسقط خلالها ستة شهداء وسبعة جرحى.

لملس وعد فأوفى، وها هو اليوم وبعد حوالي عشرة أيام فقط يقلب الطاولة على قوى الإرهاب والنفوذ بحزمة من الإجراءات العملية التي من شأنها التخفيف من معاناة المواطنين وتوجيه صفعة قوية لتلك القوى ومن تقف خلفها من الأدوات.

من حاول قتل لملس؟ ولماذا؟

أحد عشر يوما مرت من محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها المحافظ لملس، وتحديدا في العاشر من أكتوبر الجاري، وما زال السؤال قائما ويتردد على ألسنة الكثير من الناس: من حاول اغتيال المحافظ لملس؟ ولماذا؟

وعلى الرغم من جملة الشواهد والقرائن التي تكشف الجهات التي تقف خلف محاولة اغتيال المحافظ لملس والهدف من تنفيذها إلا  أن ذلك لا يعطي الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخبارية الكشف وبصورة رسمية عن الجهة أو الأشخاص المتورطين بارتكاب الجريمة، على اعتبار أن الجريمة تندرج ضمن قائمة الجرائم السياسية التي استهدفت قيادات جنوبية أمنية وعسكرية ومدنية والتي تقف خلفها جهات منظمة تمتلك من الإمكانيات ما يمكنها من تنفيذ جرائمها بدقة وعناية فائقة لثقتها أن لديها من الحصانة ما يكفيها للإفلات من العقاب، وهو أمر بات مفرغا منه خصوصا بعد هذه الجريمة وما تبعها من أحداث وتداعيات كشفت الوجه الخفي لقوى الإرهاب المتربصة بالجنوب وأمنه واستقراره.

ويرى مراقبون وسياسيون في تصريحات لـ”الأمناء” أن الهجوم الإرهابي الذي تعرض له موكب لملس لا يمكن فصله عن عديد الأحداث التي وقعت في الجنوب على مدار الفترات الماضية.

وأكدوا بأن الهجوم الإرهابي وثّق بشكل واضح للعيان حجم المؤامرة التي يتعرض لها الجنوب، والتي تنفّذها قوى الشر الإرهابية سواء مليشيا الشرعية الإخوانية أو المليشيات الحوثية.

من الجهة المستفيدة من اغتيال لملس؟

“شرعية الإخوان هي المستفيدة من تنفيذ جريمة محاولة اغتيال المحافظ لملس” بهذه الكلمات تحدث أحد المواطنين بعفوية وتلقائية لصحيفة “الأمناء”. وأضاف بالقول: “كل ما يحصل في عدن والجنوب يقف خلفه حزب الإصلاح الإرهابي المسيطر على مفاصل الشرعية اليمنية، فهو المستفيد الأول والأخير من أي فوضى في الجنوب، والقضاء على القيادات والكوادر الجنوبية لكي يتسنى له الانقضاض لاحتلال العاصمة عدن والجنوب مرة أخرى، ولكن هيهات له هذا فكلنا مشاريع شهادة وسنقف خلف قيادتنا الجنوبية والمجلس الانتقالي لخوض غمار حرب نرى بأنها تلوح بالأفق”.

وأرجعت مصادر سياسية محاولة استهداف المحافظ وقيادات الانتقالي إلى النجاحات التي حققتها مؤخرا خصوصا بالجانب الأمني. مصادر سياسية أضافت في سياق حديثها لـ”الأمناء” بالقول: ” من المتوقع أنّه كلما زادت القيادة السياسية الجنوبية – المتمثلة في المجلس الانتقالي – من نجاحاتها الاستراتيجية، وبالأخص على الصعيد الأمني، فإنّ الأمر سيكون مردودًا عليه من مليشيا الشرعية بتوسّعها في العمليات الإرهابية التي تستهدف الجنوب”.

وتحاول الشرعية إعادة الجنوب إلى مربع الفوضى، بغية هدم أي استقرار تحقق أو إنجاز تم التوصّل إليه، ولا تجد المليشيات الإخوانية سبيلًا أمامها إلا إثارة الجنوب بأزمات متعددة الأوجه.

لملس يشهر سلاح الحزم والعزم لمواجهة التحديات

اتخذ أحمد حامد لملس – محافظ عدن – جملة من الإجراءات الاقتصادية والمالية المهمة خلال اليومين الماضيين استهدفت بالأساس وقف انهيارات العملة المحلية وضبط الأسعار التي تشهد ارتفاعًا متواصلا منذ أن قررت الشرعية الإخوانية شن “حروب الدولار” ضد أبناء الجنوب.

وتسعى الشرعية لإثارة المواطنين في العاصمة عدن ومحاولة إرباك المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يواجه حرب قوى الشمال على جبهات مختلفة، وتستهدف خلق أزمات معيشية في عاصمة الجنوب تساعدها على تنفيذ مخططاتها الساعية لإغراق عدن في الفوضى وإيجاد مبررات منطقية من الممكن أن تستند إليها في حال قررت ترحيل وزرائها مرة أخرى، تحديدا وأنها ما زالت تُصر على عدم عودتهم بشكل كامل لاستئناف أعمالهم.

تجد الشرعية الإخوانية- ومن خلفها جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر الذي يتورط في القدر الأكبر من الجرائم المرتكبة في الجنوب- أن إشهار سلاح الاغتيالات والإرهاب لم يأتِ بنتائجه المرجوة، بعد أن نجا المحافظ أحمد حامد لملس ووزير الزراعة سالم السقطري من عملية غادرة الأسبوع قبل الماضي، وقد تواجه بغضب دولي متصاعد في حال قررت ارتكاب جرائم إرهابية أخرى في الوقت الحالي بعد أن حاصرتها قوى إقليمية عديدة بمطالبها الحثيثة على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض.

وكذلك فإن ورقة الخلايا النائمة التي استخدمتها شرعية الإخوان مؤخرا ستجد صعوبات في تحركها مجددا بالوقت الحالي بفعل القبضة الأمنية القوية للأجهزة الأمنية، وبالتالي فإنها لم تجد بديلا عن إشهار سلاح العملة المحلية لتأليب المواطنين على المجلس الانتقالي الجنوبي، غير أن وعي أبناء عدن بطبيعة المؤامرات التي تحاك ضدهم تجعلهم يرفضون الانجرار لما تصبو إليه الشرعية.

وفي المقابل فإن محافظ عدن أحمد حامد لملس اتخذ جملة من الإجراءات التي هدفت لوقف تدهور العملة، إذ تراجع سعر صرف الدولار في العاصمة عدن، بينما أوقفت شركات الصرافة عمليات البيع.

كما حظر أحمد حامد لملس التعاملات والإيجارات السكنية والتجارية بالعملات الأجنبية والعربية، وكلف في قرار يوم الأحد، بوضع خطة عمل لإخضاع جميع التعاملات والعقود إلى العملة المحلية، وسريانها في غضون أسبوع.

ومنع لملس بيع وتداول عبوات المياه المعدنية الواردة من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، ووجه مصانع مياه الشرب المعدنية في أنحاء العاصمة ببيع قنينة المياه سعة 750 مل بـ150 ريالا، وسعة لترين بـ 150 ريالا، وسعة 20 لترا بسعر 300 ريال، وقرر سريان التعليمات الجديدة، بدءا من يوم 25 أكتوبر الجاري، لملاحقة المخالفين بتدابير قانونية.

وكذلك كلف أحمد حامد لملس الأجهزة التنفيذية بشن حملة رقابة على أسواق بيع اللحوم ، وشدد على مطابقة أسعار البيع بالتسعيرة المعلنة من مؤسسة المسالخ في العاصمة عدن، ومعاقبة المحال المخالفة بإغلاقها وتغريم أصحابها.

وتتزامن الحملة مع جهود تنظيمية ورقابية على محال بيع الأسماك في السوق المحلية بالعاصمة، لضمان التزامها بالتسعيرة.

وأصدر المحافظ لملس أمس الأول قرارا بتأسيس إدارة للجان المجتمعية العامة ضمن الأجهزة التنفيذية.

وعين – بموجب القرار- علي أحمد النمري مديرًا لإدارة اللجان المجتمعية العامة، وعبدالرحمن عبدالله الشعوي نائبًا له.

ضرب الانتقالي أحد أهداف محاولة اغتيال لملس

هدفت الشرعية الإخوانية وراء محاولتها الإرهابية الغاشمة في العاصمة عدن أن تنال من المكاسب العديدة التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال السنوات الماضية، بعد أن أضحى ممثلا عن قضية الجنوب العادلة ويحظى باعتراف وتقدير واحترام المجتمع الدولي، وهو ما دفعها لاستهداف ممثلي الانتقالي ضمن الشق السياسي لاتفاق الرياض في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الخلف.

واستطاع الانتقالي أن يحدث تناغمًا بين جهوده السياسية والدبلوماسية وبين حفاظه على المكتسبات التي حققها على الأرض وهو ما يدفع الشرعية للجوء إلى استخدام العنف وإشهار سلاح الاغتيالات بحق كوادره السياسية المهمة، غير أن تلك المحاولات تضع الشرعية أمام المجتمع الدولي في صورة الطرف الإرهابي الذي يرتكب نفس الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها المليشيات الحوثية لإفشال السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى