الحوثيون يتمددون عسكريًّا والشرعية الإخوانية تُجري تحركات في بوصلة مغايرة

في الوقت الذي يتمدّد الحوثيون عسكريًّا في مناطق عدة وفي جبهات مختلفة، فإنّ الشرعية الإخوانية تُجري أيضًا تحركات لكن في بوصلة مغايرة، وِجهتها استهداف الجنوب. فعلى مدار السنوات الماضية، أقدم حزب الإصلاح الإخواني على إنشاء الكثير من الألوية العسكرية، وكان هدفها الرئيسي هو الحشد على أعتاب العاصمة عدن، باعتبار أن إسقاط واحتلال العاصمة هي الغاية التي تُحرك أجندة الشرعية الإخوانية. ميدانيًّا، يلاحظ من تحركات الإخوان العسكرية أنّها تستهدف مناطق الجنوب، وتعمل إلى استحداث نقاط عسكرية قرب خطوط التماس مع القوات المسلحة الجنوبية. وكانت الشرعية الإخوانية قد شيّدت هذه النقاط بين تعز ومناطق الساحل الغربي، لتجد منها منفذًا للتمدّد صوب محافظة لحج كخطوة أولى تستهدف فيما بعد التحرك فيما بعد صوب العاصمة عدن. حدث ذلك تحديدًا عندما أنشأت مليشيا الشرعية ما أطلقت عليه “محور طور الباحة”، شمالي محافظة لحج، وهو محور عسكري ضمّ حزب الإصلاح عناصره إليه، وذلك في خطوة غير رسمية ولا تحظى بأي شرعية قانونية. وضمّ المحور، الذي تشكّل مطلع العام الجاري، من اللواء الرابع مشاة جبلي بقيادة الإخواني أبوبكر الجبولي ولواء الكمب، والقاعدة الجوية في جبل محمية إرف المطلة على الطريق الساحلي الرابطة بين عدن وباب المندب، ويصل ارتفاعها إلى 1500 متر فوق سطح البحر. ومن ناحية شقرة بمحافظة أبين، تعمل الشرعية كذلك على الانتشار عسكريًّا في محاولة للقرب من العاصمة عدن من الجهة الشرقية. في هذه الجبهة، استغلت الشرعية الإخوانية علاقاتها مع تنظيمات إرهابية، وبالأخص تنظيم القاعدة، وعمل حزب الإصلاح على تحشيد أكبر عدد ممكن من هذه العناصر الإرهابية الخطيرة، لتنفّذ جرائمها المعادية للجنوب. تكشف هذه التحركات التي تتبعها الشرعية الإخوانية أنّ أجندتها العدائية موجهة ضد الجنوب واحتلال أراضيه والانقضاض على مساعي شعبه نحو استعادة دولته. هذه الأجندة الإخوانية التآمرية تشهد تنسيقًا وارتباطًا مع المليشيات الحوثية الإرهابية، فالتنسيق القائم بين الطرفين يتخطّى كل الحدود، ويشمل تسليم الشرعية كثيرًا من الجبهات للحوثيين، في محاولة للانقضاض والتكالب على الجنوب من أكثر من جبهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى