الضالع في صورة تحمل ألف معنى
كتب/ جمال حيدرة
الكتابة في هذا المقام أشبه بصلاة مشروطة بالخشوع، وعلينا أن نخشع ونحن نكتب عن الشهداء، ونرتل اسمائهم إلى آخر جد.
يطالع ابنه بشموخ، ويقف في محيط عينيه بتواضع، ويسجل الصمت حوارية حاشدة بمشاعر حب الأرض والأنتماء لكل ذرة من ترابها الطاهر، السماء وعلى وسعها صغيرة في نظر الأب مقارنة بمساحة فخره واعتزازه بتضحيات ابنه.
جاء بهندامه الريفي المتواضع، مما يشي بأنه لم يذهب باتجاه المكاسب والمناصب، بل يمم وجهه اتجاه ابنه، وجاء وفي قلبه الكثير من الأحاديث، والذكريات، والمواقف التي جمعتهما، وقيم غرسها في وجدانه، فنمَت معه وتسامقت بمبادئ أصيلة ..جاء وكله فخر بشبل قارع الطغيان والجبروت، وانطلق، كطلق ناري أضاء عتمة الظلم والغطرسة.
الصورة لشهيد ضالعي اعتلت عمودا في طريق عام، وهذا ابوه وقد دخل معه في صورة أخرى أكثر مهابة، وتحمل ألف معنى، ربما اعتاد على زيارة ابنه بين فينة وأخرى ليخبره عن زروع ثورة رواها بدمه، وعن أرض منحها نبضه لتعيش بعده حرة وكريمة وطاهرة.
والرسالة بأن لا معنى لحبنا للأوطان، إن لم يكن الشهداء وذووهم أولوية أهتمامنا ومحل احترامنا وتقديرنا، وتاجاً نضعه على رؤوسنا كل العمر.