تقرير خاص | إحاطة المبعوث الأممي جروندبيرغ تكشف تعقيدات المشهد اليمني

عدن24 | تقرير خاص

قدم يوم أمس الخميس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، السيد هانس جروندبرغ إحاطته حول تطورات الأوضاع في اليمن أمام جلسة مجلس الأمن الدولي.

واستعرض السيد جروندبيرغ في احاطته المشاورات مع جهات فاعلة يمنية وإقليمية ودولية، وحول كيفية السير قدماً نحو حل سياسي مستدام لإنهاء النِّزاع.

وقال جروندبيرغ في إحاطته: عبّر اليمنيون الذين التقيت بهم رجالاً ونساءً عن مخاوفهم إزاء العواقب البعيدة الأمد التي يخلفها النِّزاع. فهم يرون تآكلاً ممنهجاً لحقوقهم الأساسية ولمؤسسات دولتهم، يعتريهم القلق من ظهور جيل من الأطفال في حالة من الصدمة النفسية بسبب الحرب، محرومين من التعليم الأساسي. فمنذ اندلاع النِّزاع، طال الضرر البنى التحتية المدنية وقد يحتاج إصلاحها إلى عقود من الزمن. ولذلك، لم يعد إنهاء الحرب هو الخطوة الأولى المطلوبة فحسب، بل أصبح الخطوة الأساسية في عملية النهوض الطويلة التي تتضمن التئام الجروح المجتمعية التي تزداد عمقاً مع كل يوم يستمر فيه النِّزاع.

وقال إنه أخبر الأطراف، “أنَّه لا بد من إحراز التقدم المرحلي في الشؤون الاقتصادية والإنسانية العاجلة، لا يمكن تحقيق حل مستدام إلا من خلال تسوية سياسية شاملة قائمة على التفاوض. وقد كنت في منتهى الوضوح في كل مشاركاتي بأنَّه لا ينبغي أن يكون هناك شروط مسبَّقة لإجراء هذه المحادثات السياسية العاجلة. ولا ينبغي استخدام التدابير الإنسانية كورقة ضغط سياسية، وأنَّ الحوار والتنازل هما السبيل الوحيد المستدام للمضي قدماً. ومن جهتي، أضع نفسي تحت تصرف كل من يرغب في المشاركة في ذلك الحوار”.

كما أكد أن التصعيد العسكري على الأرض يشكل منعطفاً خطيراً. فما زالت مأرب ومحيطها بما فيها شبوة والبيضاء بؤرة الحرب.

وكشفت إحاطة السيد جروندبيرغ، وبحسب مراقبين عن أزمة وتعقيدات المشهد اليمني، ومدى صعوبة الوصول إلى حل وتسوية ترضي جميع الأطراف، حيث أشار جروندبيرغ إلى حدة الاختلافات بين اليمنيين الذي تحاور معهم، مؤكدا أن فجوة الثقة بين الأطراف كبيرة وآخذة في الاتساع، وشدد على مسألة اتباع نهج متسلسل من الخطوات المرحلية المحتملة للوصول إلى البدء في نقاش عوامل التوصّل إلى تسوية سياسية عامَّة للنزاع.

وخلت إحاطته من أي تهديدات أو أوامر تلزم الأطراف بالتهدئة ووقف التصعيد العسكري، بقدر ماركز ت على التحذير من خطورة الأوضاع على الأرض.

وتأتي إحاطة المبعوث الأممي وسط تصعيد عسكري من قبل جماعة الحوثي.

حيث صعد الحوثيون ومنذ أسبوع عملياتهم العسكرية في محافظة مأرب اليمنية، التي يتقاسمونها مع جماعة الإخوان المسلمين.

وبحسب آخر الأخبار الميدانية – لحظة كتابة هذا التقرير- تمكن الحوثيون من السيطرة على مديرية العبدية جنوب محافظة مأرب، في طريقهم للسيطرة الكاملة على المحافظة.

كما سيطر الحوثيون على مناطق في محافظة شبوة، بعد تسليمها لهم من قبل مليشيا الإخوان المسيطرة على المحافظة، كما اقتربوا من قطع الطريق الاستراتيجي الرابط بين بيحان وعتق ونصاب.

ويأتي تقدم الحوثيون في شبوة، وسط دعوات جنوبية لتحرير المحافظة من مليشيا الإخوان والحوثي وعودة قوات النخبة الشبوانية لتأمين المحافظة.

وتلعب جميع الاطراف على الخيار العسكري، لفرض حضورها في المشاورات السياسية.

جملة من التعقيدات أمام المبعوث الأممي السيد جروندبيرغ، وسط تصعيد ميداني غير مسبوق، فهل في ينجح في مهمته…؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى