تصاعد حدة الصراع داخل جماعة الإخوان بمصر


تصاعدت حدة الصراع داخل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بين ما يعرف بمجموعة لندن التي يقودوها القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، ومجموعة إسطنبول التي يقودها الأمين العام المعزول محمود حسين.

وفيما قرر منير إحالة مجموعة قيادات إسطنبول للتحقيق الداخلي، قررت مجموعة إسطنبول عزل منير، في سابقة لم تحدث طوال تاريخ التنظيم الذي تأسس عام 1928.

وأعلن طلعت فهمي المتحدث الرسمي باسم الجماعة، المحسوب على مجموعة إسطنبول، مساء الأربعاء، عزل القائم بأعمال المرشد.
وقال في كلمة متلفزة بثتها مجموعة من النوافذ الإعلامية التابعة للجماعة، إنه ”تنفيذا لقرارات مجلس شورى الجماعة تم إعفاء إبراهيم منير من موقعه كنائب للمرشد وقائم بأعماله، على أن يستمر في أداء مهامه الموكلة إليه في الخارج“.

وجاء قرار مجموعة إسطنبول الذي وصفه عدد من أعضاء وقيادات الجماعة بالانقلاب، بعد خطاب صادر عن منير أعلن فيه ”عدم صحة“ الإجراءات التي اتخذتها هذه المجموعة والتي تمثلت في الدعوة لعقد مجلس شورى، كون هذه الدعوة والقرارات الصادرة عنها جاءت من أشخاص ”غير ذي صفة“، واصفا إياهم بأنهم ”خارجون عن الجماعة“.

وأحال منير بصفته القائم بأعمال المرشد، 6 من قيادات إسطنبول، للتحقيق، وهم: محمود حسين الذي سبق أن عزله من منصبه كأمين عام، ومدحت الحداد مسؤول مكتب الإخوان المصريين في تركيا، ومحمد عبدالوهاب، وهمام علي يوسف، ورجب البنا، وممدوح مبروك.

كما أوقف منير عضويتهم في الجماعة بدعوى ”إقدامهم على تصرفات من شأنها شق صفوف الجماعة وصرفها عن مهمتها الرئيسة“.

وقال منير في كلمة مسجلة، مساء الأربعاء ”تم الإعلان للجميع عن فتح صفحة جديدة لأننا ندرك أن ما حدث خلال السنوات الماضية كان صعبا، لكن للأسف حاول بعض الإخوة تجاوز لوائح الجماعة بغير ضرورة وبغير فهم للوائح الجماعة“.

وأضاف أن هذا الأمر ”استوجب إصدار قرار بوقف بعضهم“.

وتكمن صعوبة المأزق والانقسام الجديد داخل الجماعة، في كونه داخل صفوف من يعرفون بـ“القيادات التاريخية“ التي تمثل ”الكتلة الصلبة“ داخل التنظيم، حيث تستحوذ مجموعة إسطنبول على مصادر تمويل الجماعة وتفرض سيطرتها الكاملة على استثمارات التنظيم، في حين تسيطر مجموعة لندن على العلاقات مع عدد من العواصم الأوروبية.

وكانت الأزمة تفجرت في أعقاب إلقاء الأجهزة الأمنية المصرية القبض على القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان محمود عزت بعد نحو 7 سنوات من الملاحقة، بعدها آلت صلاحياته لإبراهيم منير الذي قرر على الفور الإطاحة بحسين من منصبه كأمين عام للجماعة وتشكيل قيادة جديدة بمثابة مكتب إرشاد لإخوان مصر ضمت بعض الشخصيات التي توصف بالإصلاحية داخل التنظيم كان منهم حلمي الجزار، وهو القرار الذي رفضته مجموعة إسطنبول، متمسكة بكل الملفات التي بين يديها وعلى رأسها الملف المالي.

بعد ذلك دعا منير لانتخابات داخلية جديدة لا يتم فيها ترشح القيادات التي تولت مناصب بالجماعة خلال السنوات السبع الماضية، في محاولة لكسر شوكة محمود حسين ومجموعته.

وفي أعقاب ذلك أعلن منير عن إفراز الانتخابات لقيادة جديدة لإخوان مصر ضمت محمد شرف الأستاذ الجامعي في جامعة القاهرة، وأحمد الحاج، ومحمود السعدين، لتعلن بعد ذلك مجموعة إسطنبول ”انقلابها“ على مجموعة لندن بشكل معلن والإطاحة بمنير.

وتمتلك الجماعة مجموعة من الاستثمارات في تركيا تتمثل في جامعة إسلامية، وعدد كبير من المدارس، وشركات الاستثمار العقاري، والمشروعات السكنية.

وشهدت الجماعة في عام 2016 انشقاقا، بعدما أعلنت ما يعرف بجبهة القيادات الشبابية، تأسيس جماعة جديدة باسم المكتب العام لإخوان مصر.

#ثوره_14اكتوبر_تتجدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى