تقرير خاص | المستشفيات الخاصة بعدن .. المال يسقط الإنسانية

 مواطنون: أصبح هم المستشفيات الخاصة تحصيل المبالغ المالية دون مراعاة ظروف المرضى وتحسين نوعية الخدمة المقدمة لهم  

أغلب المستشفيات الحكومية كارثية باللفظ والمعنى، ولم يبق مرتاد للمشافي الحكومية إلا الفقراء

 عمل الفحوصات الطبية بعضها لازم وبعضها ابتزاز للمريض دون رقيب ولا حسيب

هزاع: الملفات الطبية ضرورة لكل مريض لكنها مغيبة في مستشفيات عدن

– ازدادت مشكلة المواطن مع المستشفيات الخاصة بسبب الوصفات الطبية الخاطئة والتشخيص غير الدقيق للمرضى وأصبحت هما يؤرق الكثيرين

– ابتزاز المواطنين بدفع مبالغ فوق المحدد رسوميا في حالة الاستدعاء للطبيب المختص كارثة يجب محاسبة المتسببين فيها

 

 

عدن24 | عبدالسلام الجلال – حنان يحيى

 

عند مرورك أمام المستشفيات الخاصة في العاصمة عدن، تأخذك العين في نظرة تأملية لتلك الوجوه الشاحبة وهي تتحسس الطريق باحثة عن الصحة والعافية في أروقة وأقسام المستشفيات التي طغت على العاصمة عدن وانتشرت بكثرة مفاقمة بذلك معاناة المواطن في الجنوب.

وكلما تمعنت وبدقة في بعض المستشفيات الخاصة وجدت الإهمال المفرط بالنفس الانسانية هو سيد الموقف.

والأسوأ من ذلك هو غياب الرقابة والضوابط على تلك المستشفيات ، وضعف انتشار الوعي بين أوساط المرضى، وسيطرة الطابع التجاري على بعض المستشفيات والعيادات الخاصة ما أدى إلى استغلال المرضى بممارسات غير مهنية بهدف زيادة دخل المستشفى.

ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد بل ازدادت سوءا بسبب الوصفات الطبية الخاطئة والتشخيص غير الدقيق للمرض وأصبحت هما يؤرق الكثيرين، وقد اشتكى الكثير من المرضى هذه المشكلة فقد تسببت للبعض بالإعاقة او الموت.

وفي مضمون هذا التقرير ننقل لكم صورة واضحة لمعاناة المواطنين في المستشفيات الخاصة ، محاولين بذلك تسليط الضوء عليها ومعرفة اسبابها وطرح المسؤولين في دائرة الاهتمام لمعالجة مثل هذه القضايا .

 

انتشار غير مسبوق

انتشرت المستشفيات الخاصة في العاصمة عدن بكثرة وبطريقة غير مسبوقة وظهرت معها العديد من الاشكاليات التي تقف عائقا أمام المرضى الذين أجبرتهم الظروف على التردد إلى المستشفيات الخاصة بسبب ضعف الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية ليجدوها في الخاصة ولكنها بأغلى الأثمان.

ومن أبرز تلك الإشكاليات ارتفاع اسعار الفحوصات والاجهزة والعمليات وكذا غرف التمديد بالإضافة إلى ارتفاع اسعار العلاجات وكلها يدفع ثمنها المواطن البسيط الذي تقطعت به السبل، وإليكم بعض القصص الواقعية لبعض المواطنين الذين واجهتهم معاناة كبيرة مع بعض المستشفيات الخاصة والمستشفيات العامة على حدٍ سواء.

“عندما يتحول الطب إلى تجارة بمعاناة البشر لغرض الكسب لا شيء دون ذلك فإن الحال يبقى كما هو عليه الآن”. هذا ما بدا به حديثه  م. ع. قائلا : إن المستشفيات الخاصة اصبحت حق فلوس ليس إلا، وهدفهم سلب النقود من المرضى، كما لا يوجد لديهم كادر مؤهل ومعظم الموظفين يتقاضون أقل الأجور، ومع كل هذا تجد هناك عبارات على جدران المستشفيات الخاصة والروشتات الطبية توضح أن الخدمة العلاجية على مدار ٢٤ساعة لكن الواقع يقول عكس ذلك تماما.

فإذا اجبرتك الحالة المرضية على الذهاب إلى أحد المستشفيات الخاصة في وقت متأخر من الليل، ضع في حسبانك أنك أمام مفاجأة  فلا غرابة ولا تغرك اللافتات الموضحة عن اوقات الدوام الا انها تتجاهل تحديد ما يسمى استدعاء طبيب الذي يحتاج إليه معظم الحالات المرضية. ليتم التلاعب بها كما يشاء القائمون على تلك النوبات في المستشفيات.

وأضاف “تعرضت والدتي لوعكة صحية في وقت متأخر من الليل، فقمت بإسعافها إلى مستشفى السلام، حينها لم اجد ما يكتب من وسائل الإيضاح التي تنور المريض أو المرافق بان الخدمة على مدار الساعة، سوى دفع مبلغ وقدره (10) آلاف من أجل احضار الطبيب المختص فدفعتها وتم استدعاء الطبيب، الذي اكد أن الاستدعاء بـ 5 آلاف ريال”

وتصف المواطنة أ . ع . حالة كارثية حدثت امامها في إحدى المستشفيات الخاصة إذ وصلت حالة طارئة إلى المستشفى وكان أحد السائقين قد تعرض لحادث مروري، واصيب بجراح خطير وبليغة، فقد تقطعت أقدامه، ويحتاج إلى عملية سريعة وفورية لأقدامه، لكن موظف الاستقبال رفض ادخاله إلى غرفة العمليات الا باستكمال الاوراق الطبية ودفع تكاليف العملية بالكامل.

 

مقارنة ضائعة

يعد القطاع الخاص في العالم مكملا للقطاع العام على خلاف اليمن التي يدمر فيها القطاع الخاص القطاع العام، ويصف هنا المواطن ج . ك . وضع المستشفيات بالفوبيا، وقال: فوبيا المستشفيات الحكومية والاتجاه للمستشفيات الخاصة، فقد شهدت المستشفيات الحكومية خلال فترة زمنية اهمالا ونقصا في الامكانيات وغياب الضمائر لبعض الاطباء والممرضين الذين يعملون بمستشفيات حكومية، وينصح المريض بالذهاب للمستشفيات الخاصة، ولم يبق مرتاد للمشافي الحكومية الا الفقراء والذين لا يستطيعون الذهاب للخاصة بسبب فحش وغلاء الاسعار فيها.

وأضاف :  المريض بالمشفى الخاص يحتاج لعشرة آلاف ريال لكل يوم تمديد وفحوصات بعضها لازم وبعضها ابتزاز، ويطلب من المريض وضع مبلغ تحت الحساب، لتغطية تكاليف الأجهزة والأدوية التي تصرف عبثا ودون سبب فقط لمجرد استغلال وضع المريض، واضافة لأجرة الطبيب، حيث له نسبة من تكاليف الأجهزة والأدوية والتمديد والعمليات الجراحية، ولا يستطيع المريض الخروج من المستشفى إلا بعد دفع الفاتورة كاملة وخاصة إذا لا سمح الله توفي المريض فلا تسلم جثته إلا بعد دفع الفاتورة عالية الكلفة.

وقال المواطن، لقد مررت شخصيا بوعكة صحية وهي انسداد في المجاري البولية وكدت اموت من شدة الالم وانحباس البول ونظرا لصعوبة حالتي وعدم توفر سيارة للتوجه بي لأقرب مستشفى نقلوني لمجمع القطيع الكائن في مدينة كريتر، وكنت متشائماً وأفضل الذهاب لمستشفى خاص ولكن لسوء حالتي وجدت نفسي بمجمع القطيع والحقيقة أن الامر، أذهلني فقد وجدت دكتوراً محترماً شخص الاسباب وطلب مني عمل فحوصات المتوفرة عندهم بسعر رمزي لا يذكر والباقي خارج المجمع لعدم توفرها داخل المجمع والتي تختص بسلامة الكلى.

ومن ثم غادرت لعمل الفحوصات الخارجية في مختبر يوجد بالقرب من البنك المركزي، ولم اتمكن من السير من المجمع  إلى المختبر لاشتداد الالم عندي فقام المرافق بأخذ تاكسي مخصوص وانا في حال الم واكاد افقد الوعي ونقلني لطوارئ مستشفى الجمهورية وانا ممتعض وغير مطمئن واصرخ “خذني لمشفى  خاص”، ولكني من شدة الالم وجدت نفسي بطوارئ الجمهورية ورغم ضيق المكان وكثرة المرضى وجدت طبيبة (رحمة الله عليها) استحملت تبرمي بصبر وفتحت ملف علاج وشخصت ووجهت بعمل قسطرة، وعندما دخلت الغرفة كانت هناك ست حالات محشورة في غرفة واحدة وكلها حالات اصعب من حالتي منها جلطة وفشل كلوي وغيرها.

ويواصل المواطن القول: وجدت ممرضاً شاباً صغيراً وسط هذا الكم من المرضى يتميز بصبر وتحمل وضمير حي، عمل لي القسطرة وكان يتنقل بيني وبين حالات مرضية اخرى كانت تصرخ والبعض يشتم وهو متحمل ولا يجيب بأكثر من “حاضر واجي لك، طيب الآن”، وهو يتنقل بيننا كالنحلة، وقام بعمل القسطرة لي وفرج الله عني وانقذني من موت وشيك، وغادرت خلال ساعة، بسبب ضيق المكان وكثرة المرضى وحاجتهم للسرير، وعند خروجي سالت من هذا الشاب الطيب فصدمتني الإجابة إنه ممرض متطوع، وغير موظف رسميا ويعمل بمبلغ لا يكاد يكفي لمواصلاته، ساعتها خرجت وانا احمد الله على فرجه، وأدعو لبقية المرضى بالسلامة، ولن انسى ما حييت جهد الطبيبة والممرض وبقية المناوبين، وانا اقول إن اقل واجب أن  يأتي الاعلام لتغطية بطولات مثل هؤلاء الجنود المجهولين وشكرهم واجرهم عند الله اكبر.

وذكر المواطن موقفا آخر مع ابنته، وقال: كانت ابنتي في حالة وضع وكان زوجها ينوي اخذها لمشفى خاص، ولكن الولادة فاجأتنا ووجدنا أنفسنا في الليل ولا تتوفر لدينا سيارة خاصة، ونقلناها لمستشفى الشعب للولادة بجانب البنك المركزي، ودخلنا بعد شرح الحالة للحراسة ومشكورين سمحوا لنا بالدخول.

وأضاف: هناك وجدت جهوداً من أطباء وممرضات لم تكن لتخطر ببالي ومهما شكرتهم فإن اجرهم عند الله أعظم، فقد تمت الولادة بخير وتم تركيب دم لابنتي ولم تغادر إلا في مساء اليوم التالي بسبب اصرار الطبيبة على عدم السماح لنا بالخروج من باب الاحتياط، وعند عودتنا للبيت كان هناك من الاهل من وضعت بمشفى خاص شرحوا لنا تفاصيل وتكلفة الولادة بمشفى خاص وشتان بين الثرى والثريا، وعاهدت نفسي أن انقل الصورتين للأمانة ولإنصاف جهود الجنود المجهولين العاملين بصمت وضمير ولهم الاجر والثواب من رب كريم.

 

المستشفيات الحكومية كارثة

قال المواطن محمد علي: للأسف صارت اغلب المستشفيات الحكومية كارثية باللفظ والمعنى، فالنظافة فيها غير موجودة والتنظيم معدوم واجهزة الفحوصات حدث ولا حرج.

وأضاف: في المقابل المستشفيات الخاصة، وبأسعارها المرتفعة جداً التي لا يقدر عليها المواطن البسيط، تسوء حالة المواطن الصحية دون اي اهتمام او عناية من قِبل المعنيين بالموضوع.

وقال وليد اليافعي، متحدثا إلينا “أصبحت المستشفيات الحكومية لا تمتلك أي مقومات للعلاج حيث أنها فقط باب رزق للمستشفيات الخاصة، فعندما تمرض او يحدث لك شيء تتوجه للمستشفى الحكومي، وهنا دعونا نتكلم عن مستشفى الجمهورية حيث تتوجه للعيادات الخارجية في كرفانات (بيوت جاهزة) منتشرة على مساحة المستشفى وأجلس أبحث عنهم بالإضافة إلى أنه يتم كتابة جهاز أو تخطيط أو حتى كشافة للمريض ويذهب يسويها في مبنى مستشفى الجمهورية ويوقفك الحارس عند البوابة ورده لك “الجهاز خربان”! وترجع تبحث عن مستشفى خاص تعملها فيه”.

واضاف وليد “لقد حدثت لي شخصياً عدة قصص منها: حادثة سقوطي من سقف المنزل وتوجهوا بي إلى الحوادث تم تمديدي في غرفة الرقود وانتظرت الطبيب ليأتي يفحصني ولم يأتِ أحد وانتظرت كثيراً بلا فائدة فقمت وأنا في حالة يرثى لها واتجهت لغرفة الدكاترة ووجدتهم مخزنين وماسكين جوالاتهم صحت فوقهم، قالوا لماذا تدخل قلت لهم قوموا سووا شغلكم.

وتابع: بعدها كتبوا لي تخطيط وكشافة رحت أسوي التخطيط، وجدت البنت التي تعمله ما تعرف إذا هو صالح أو خربان وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا .

وقال وليد (اطلع الدكتور على التخطيط وقال: تمام لكن ممكن تسووه في مكان آخر نتأكد أكثر، وذهبت أعمل الكشافة، وجدت شخصاً نائماً ايقظناه،  لم يكن له دخل  بالجهاز ومع ذلك  سوى الجهاز وطلعت الصور سوداء ونفس القصة اعملوها برع أحسن، وأخذوا عليا مبلغاً كبيراً ولا أدري لماذا؟

وأستطرد بالقول: توجهت لمستشفى خاص أريد أن أعمل جهاز موجات فوق صوتية فقام بإدخالي بسرعة للغرفة وبسرعة حرك الجهاز على بطني بيده اليمين ويتكلم بالتلفون بيده اليسار قلت له “مالك دلا دلا مش ببلاش الجهاز دفعت مبلغاً كبيراً” قال معي مباراة ريال مدريد وبرشلونة! قلت لهذه الدرجة أرواح الناس أصبحت رخيصة.

وواصل وليد، بعدها خرجت أريد أعمل أشعة مقطعية قالوا الجهاز خربان روح للمركز الذي بجانبنا، ذهبت وكان المقابل مبلغاً خيالياً عملته وعرضتهم على الدكتور المناوب في المستشفى الخاص وقال تمام.

واختتم، عدت بعدها للمنزل وانا مذهول من المبالغ الخيالية التي نصرفها ولا نخرج بنتيجة مرضية.

 

إدارة مستشفى البريهي تتحدث لـ(عدن24)

لكثير من الإيضاح حول تساؤلات المرضى عمدنا النزول إلى بعض المستشفيات الخاصة بالعاصمة عدن لعلها بدورها توضح للمواطنين وتزودهم بالاجابات عن التساؤلات التي تتردد في اذهانهم، لكن للأسف وجدنا صعوبات في الوصول إليهم بحجة أن المدير غير موجود وآخرين المدير مشغول في اجتماعات، وكانت هناك وعود بالتواصل معنا وتحديد الوقت، لكن شيئا من ذلك لم يحدث!

إدارة مستشفى البريهي تجاوبت معنا وناقشت بكل شفافية، حيث قال أحمد هزاع المدير الإداري بمستشفى البريهي:

إن هناك معاناة مشتركة بين القطاع الخاص والمواطن، حيث ارتفعت في الفترة الأخيرة أسعار كل مواد التشغيل مثل البنزين والايجارات والمواد الطبية والمحاليل كون ارتفاع الدولار مرتبطة به كل مفاصل التكاليف التشغيلية للمستشفى الخاص، فالكثير من الناس ينظرون للمستشفيات الخاصة بأنها مصدر رعب مالي، كما ارى من خلال عملي كيف أثر ارتفاع العملة على النفقات والمصروفات، اضافة إلى أن المستشفى يجب عليه في ظل هذا الوضع ان يحسن رواتب الموظفين، غير أن الطاقم الطبي مرتبط راتبه بالدولار.

وأضاف” فكل هذا يؤثر تأثيرا كبيرا في ارتفاع الأسعار، فالآن تقريبا ارتفعت الاسعار بثلاثة أضعاف عما كانت عليه في ٢٠١٤ ولو نظرت إلى المستشفيات الخاصة إلى الان لم ترفع اسعارها لثلاثة أضعاف فهي فقط رفعت ضعفاً او نصف الضعف في بعض الخدمات لإنها لم تجد المستهلك قادراً على تحمل هذا الارتفاع”.

وأوضح هزاع “معاناتنا مع بعض مرضى النقد الذين يدفعون على حسابهم، أما بعض الاصناف من المرضى منهم من ينتمي لمؤسسة معينة وبعضهم ينتمي لجبهات الحرب وغيره فهذا يكون اقل احساساً بالكلفة المالية كون المؤسسة التي تدفع هي من تحس بالتكلفة”.

وتابع” اما المريض النقدي فيواجه تكلفة ضعف ما كانت عليه قبل ٢٠١٤ ودخله كما هو لم يزداد وبالتالي نعاني جدا من صعوبات بمدفوعات المرضى، لأننا نحن في مستشفى البريهي نساهم مساهمة كبيرة بالخصومات ولا يوجد مريض يمر علينا الا ويتم عمل خصم له تقريبا بمتوسط عشرين بالمئة من جميع الخدمات.

ونوه إلى أن الطاقم الطبي يتعاطف مع المريض “فالعملية المكلفة ٢٠٠ الفاً تلقائيا ممكن يسعرها ١٥٠ الفاً وهذا تعاطف مع الناس، ورغم هذا كله الوضع الآن نعاني فيه، ومشكلتنا ايضا اذا اردنا التوسع او التميز في الجانب الفندقي او في ادخال خدمات نوعية تحتاج لكادر اجنبي او غيره، نجد قدرة شرائية ضعيفة من قبل المواطن، وبهذه الحالة لا نستطيع مواكبة العصر الطبي الحديث  بسبب ضعف قدرة الناس على الدفع، كما لاحظنا انه أكثر تردداً على المستشفيات الخاصة الحالات الحرجة بمعنى لا أحد يأتي مثلا للاطمئنان على صحته بسبب الظروف المالية فكل من يأتي يكون في حالة حرجة.

 

تزايد العهد والضمانات

وأشار هزاع أثناء حديثه إلى أن حالات العهد والضمانات ارتفعت فالكثير يقوم بطرح ذهب أو سلاح بسبب عدم مقدرته على دفع المبلغ، ويطالب بتقرير طبي من خلاله يمكن أن يجد من فاعلي الخير من يسدد عليه، وفي الفترة الأخيرة ازداد نشاط فاعلي الخير بالدفع ومنها مؤسسة النقيب والمجلس الانتقالي وغيرها حيث أسهمت هذه المؤسسات وكان لها دور فاعل بكثير من الحالات.

 

العجز عن الدفع

وقال هزاع: “لدينا الكثير من المرضى الذين تم معالجتهم واجراء عمليات لهم بسبب حالاتهم الطارئة وهم إلى الآن غير قادرين على الدفع، ولكن نقوم بمعالجة هذا الموضوع من خلال وضع رهنيات او التزامات او ضمانة شخص او نبحث عن فاعلي خير او نخصم نصف التكلفة لأجل يستطيع الدفع وهذا كله حدث خلال الفترة الأخيرة”.

 

حالات اضطرارية

اما بالنسبة للفحوصات الطبية التي تجرى للمريض قال هزاع”: إن الطبيب عادةً ما يبحث على أكثر من سبب وهذا يستدعي إجراء أكثر من فحص, ولكن بعض المرضى يتذمرون من هذا بسبب حاجتهم ويطلب من الطبيب انقاص الفحوصات او الغاء بعض الأجهزة، ولكن الطبيب يفكر بصحة المريض واجراء بعض الخطوات التي تكون عواقبها كارثية على المريض ومن ثم يسائل الطبيب لماذا لم تستكمل فحوصات المريض، واذا اتينا للمقارنة فإن ما يفعله الطبيب للمريض في اليمن قليل، وغالبا ما يأتي مرضى لم يزوروا المستشفى منذ سنوات وليس لديه سيرة ذاتية مرضية فيضطر الطبيب لأجراء الكثير من الفحوصات الطبية من أجل تشخيص حالته اما المرضى الذين لديهم سيرة ذاتية مرضية ومثقف طبيا ويقوم بالفحص الدوري هذا يساعد الطبيب بحيث يقوم بعمل فحص معين فقط في حالته المرضية.

وأضاف” كثير من المرضى الذين يأتون بأعراض بسيطة ولكن وراء هذه الاعراض امراض خطيرة فمثلا يأتي أحد المرضى يشكو من الإمساك وفي الأخير تكتشف إن عنده ورم او يشتكي من صداع لتكتشف انه يعاني أيضا من ورم دماغي.

وكثير من الناس ينظرون للمستشفيات الخاصة بأنها تجارة ولكن الأطباء يمشون بخط طبي وفي الاخير هو انسان وطبيب وهذا مجتمعه وهؤلاء اهله.

 

على مدار 24 ساعة ولكن

وفي هذا الجانب قال هزاع: “إن قسم الطوارئ يعمل على مدار 24 ساعة ويتم استدعاء الطبيب الاختصاصي في الحالات الطارئة”، مضيفا أن أغلب الحالات التي ترقد في الليل بحضور الاختصاصي، فعند قدوم أي حالات طارئة يقوم باللازم وكذلك استدعاء الطبيب المختص، والاستدعاء دائما ما يكون خارج الدوام الرسمي ويستلم عن كل حالة مبلغاً مالياً وهذا من حقه، والحقيقة أن أجور الأطباء في اليمن متدنية بشكل كبير جدا، وهذا كله بسبب عدم قدرة المواطنين على الدفع فمثلا إذا رفعنا اجرة الطبيب في المقابل سترتفع رسوم المعاينة عند الطبيب وغيره”.

 

غياب الملفات الطبية

بالنسبة للملفات الطبية أكد هزاع “ضرورة وجود الملفات الطبية لكل مريض ومن المفترض كل مستشفى يكون لديها نظام طبي او نظام اداري متكامل طبي مالي الكتروني ويقوم بحفظ ملف المريض من اول يوم دخوله المستشفى إلى غاية عشرين سنة، وطبعا للأسف مستشفيات عدن ولا مستشفى مطبق هذا النظام ولا نعلم ما السبب وكل المرضى لديهم ملفات يدوية، وهذه الأنظمة الالكترونية مكلفة وتصل قيمتها الى نصف مليون دولار وإذا درجة ثانية قد يكلف 300 ألف دولار.

يذكر أن بعض المستشفيات في عدن بدأت بتنزيل بعض الأنظمة من شركة يمن سوفت ولكن الطاقم الطبي رافض يتعامل معه او متأقلم على التعامل بالأوراق وهنا يحتاج الى التدريب والى أدارة حازمة تحتم عليه ان يستخدم النظام الالكتروني.

 

أسعار باهضة

واختتم هزاع حديثه قائلاً: “ارتفاع أسعار الفحوصات او الأجهزة او الكشافات مرتبط بالاستيراد كون اليمن بلد مستهلك والاستيراد يكون بالعملة الصعبة والقطاع الطبي الخاص أكثر قطاع مرتبط بالاستيراد وارتفاع الدولار، وتفاوت الأسعار بالفحوصات الطبية من مكان لآخر مرتبط بالتكاليف والمستشفيات تعتبر أكثر تحملا للتكاليف وكذلك التقنية المستخدمة فمثلا بعض المستوصفات لا تستخدم الأجهزة الحديثة او ربما تستخدم المحاليل الرخيصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى