الرئيس الزبيدي يتحرّك برسائل خالدة لاستعادة الدولة الجنوبية والعالم يفتح أبوابه مناصرة وتأييدا

 

 

قضّ مضاجع الشرعية المترهلة بخطاب تاريخي أمام البرلمان البريطاني ..

الرئيس الزبيدي  يتحرّك برسائل خالدة لاستعادة الدولة الجنوبية والعالم يفتح أبوابه  مناصرة  وتأييدا

تمسك الشعب الجنوبي بحقه في تقرير مصيره  وبناء دولته الجنوبية الاتحادية الفيدرالية  لا يمثل اعتداءً على حق أحد

  • الرئيس الزبيدي : من أسباب فشل الوحدة اليمنية إنعدام الظروف الموضوعية والذاتية ونزعة التمييز العنصري والطائفي لنظام صنعاء وأطماعه التوسعية
  • إرادة شعب الجنوب تحطم مؤامرات أرباب تحالف الشر الإخونجي الموجه من قطر وتركيا وإيران
  • المجلس الانتقالي اصبح اليوم واقعا على الأرض لا ينازعه في ذلك منازع فالشعب الذي اختاره هو منه و إليه
  • يجب أن يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة في مناصرة شعب الجنوب لاستعادة استحقاقاته ودولته الجنوبية على كامل أرضها
  • المجلس الانتقالي يشكل اليوم رقما قياسيا في المعادلة ومن المستحيل تجاهله في أي حل سياسي للقضية الجنوبية العادلة

 

عدن24| أحمد ربيع

 

أثبت شعب الجنوب بصلابة إرادته الحرة الأبية مواجهة التحديات الماثلة أمامه والتي أراد من خلالها أعداء حرية وكرامة الشعب الانقضاض على قضيته العادلة فقد ارتطمت كل مؤامرات أعداء الوطن  بصخرة الشعب وتهاوت فتمكن الشعب بقيادة ممثله الوحيد المجلس الانتقالي من إيصال الصوت إلى أرجاء العالم ففي هذه المرة من تحت قبة البرلمان البريطاني يفصح شعب الجنوب عن خياره الوحيد باستعادة دولته الجنوبية المختطفة من قبل أبالسة النظام السابق .

الرئيس القائد عيدروس قاسم عبدالعزيز الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في كلمته السياسية الهامة في مجلس العموم البريطاني شرح رؤية وجهود الانتقالي لحل الأزمة في اليمن وحل قضية الجنوب.

واستهلها بالتأكيد على تمسك شعب الجنوب باستعادة حقه في تقرير المصير وبناء دولته الجنوبية الجديدة وقال ان ذلك لا يمثل اعتداءً على حق أحد وإنما هو تأكيد على فشل محاولة التوحيد معلنا تمسك الشعب بقرارات الأمم المتحدة وخصوصا قراري مجلس الأمن رقمي 924، و 931 في العام 1994م .

لقد باتت الرسالة واضحة وضوح الشمس بأنه لا بديل ولا خيار ولاتراجع عن الدولة الجنوبية فهي حق لابد وأن يسترد لأصحابه فلن يستطيع أحد أو كائن كان أن يحرم شعب الجنوب من هذا الحق الذي سنته شريعة الله وكل السنن الكونية والقوانين الوضعية فليعطى لكل ذي حق حقه فلا ينفع التسويف أو المراوغة بالحقوق الثابتة ولقد تضمنت كلمة الأخ الرئيس رسائل عدة واضحة تؤكد هذا الحق رغم أنف الحاقدين والمرجفين والمتزلفين وعلى رأسهم الإخوان الذين عاثوا الفساد في الجنوب وأرادوا بوحشيتهم أن يهلكوا الحرث والنسل من خلال عملياتهم الإرهابية  بأوجهها الوحشية المختلفة فالإخوان يفرخون كل يوم أشكالا مختلفة من الإرهابيين من داعش إلى القاعدة ومسميات أخرى مختلفة وهدفها في الأخير وأد الجنوب والانقضاض على مقدرات شعبه لكن هيهات لأن إرادة الشعب مع مرور تحطم مؤامرات أرباب تحالف الشر فهي أقوى من أن يتصورها أي اخواني متزلف ماكر.

في الكلمة التي ألقاها الرئيس القائد في ندوة الأزمة اليمنية والقضية الجنوبية التي نظمها البرلمان البريطاني بالتنسيق مع مركز السياسات الدولية، استعرض جذور القضية الجنوبية، مؤكداً أن مشروع الوحدة اليمنية كان محاولة فاشلة.

وبين أبرز أسباب الفشل بالقول إن عدم نضج الظروف الموضوعية والذاتية لنجاح محاولة الوحدة بين الدولتين، ووجود نزعة التمييز العنصري لدى نظام صنعاء، والأسباب الأخرى التي يطول شرحها، قد أدت بالنهاية إلى شن الحرب على الجنوب واحتلال الأراضي الجنوبية منذ العام 1994م وبذلك تحول الجنوب من دولة شريك في مشروع الوحدة بين الدولتين إلى أرض محتلة وشعب يعاني من ويلات الاحتلال.

واستطرد قائلا إن هذه المحاولة فشلت بسبب الاختلاف السياسي والاقتصادي والثقافي وتباين المستوى المدني والفكري بين النظامين والبلدين والشعبين، وعلى وجه الخصوص بسبب نزعة التمييز العنصري والطائفي وكذلك الاطماع التوسعية لنظام صنعاء.

رسالة واضحة تماما في ما ورد في كلمة الرئيس القائد وتحمل في طياتها استغراباً من أولئك الذين مازالوا يتحدثون عن وحدة قد ماتت ولم يعد لها وجود في حياتنا نحن الجنوبيين فعن أي وحدة يتحدثون اليوم فقد فشلت وذهبت إلى أدراج الرياح ودمرها الشماليون بدباباتهم وصواريخهم عندما اجتاحوا الجنوب وأرادوا فرضها بقوة السلاح للتحول إلى احتلال واضح المعالم بكل ماتحمله الكلمة من معنى اذ تحولت إلى نهب وفساد وقتل واعتقال لمن يرفع الصوت عاليا مناديا باستعادة الدولة التي اختطفها نظام صنعاء باحتلاله الجنوب وبالقوة.

لقد أكدت النخب السياسية الجنوبية الحرة اننا اليوم نقف على مفترق طريقين.. طريق الأمل أوطريق الضياع، ولذا علينا ان نجعل من مخرجات “عاصفة الحزم” بكل آلامها آخر الحروب والمآسي لننبذ “الأنا” بظلماته ومظالمه واحترام الآخر بفسحة العيش في جوار آمن وسلام اقليمي مستتب تُحترم فيه ارادة الشعوب وخياراتها.

من اجل هذا الهدف النبيل انطلقت “عاصفة الحزم” لتنتهي إلى نتيجة “إعادة الأمل” تعيد الثقة والتفاؤل واليقين بأننا سنعيش في خير وسلام ورخاء إذا اغتنمنا هذه الفرصة للاتفاق بشجاعة الفارس وثقة المؤمن وصدق الأمين على الحلول الضامنة لمستقبل زاهر ومستقر.

لذلك لابد أن تحترم إرادة الجنوبيين باستعادة دولتهم وليتحمل المجتمع الدولي المسؤولية كاملة في مناصرة شعب الجنوب لاستعادة استحقاقاته في الدولة الجنوبية .

الرئيس القائد من على منبر البرلمان البريطاني استعرض مراحل نضال شعب الجنوب من أجل انهاء هذا الاحتلال وصولا إلى استعادة الدولة الجنوبية وقال في هذا الصدد : لقد خاض الشعب الجنوبي نضالا سلميا طويلا بدأ منذ العام ١٩٩٤م واستمر حتى اندلاع ثورة الحراك السلمي الجنوبي في العام 2007م، كل ذلك كان رفضا لنتائج تلك الحرب الظالمة وواجهتهم أجهزة علي عبد الله صالح وحلفائه بالقوة المسلحة والقمع الذي أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى من المحتجين المدنيين في انتهاكٍ صارخ لأبسط معايير حقوق الإنسان، وقدمت للمحاكمة الصورية المئات من القادة المدنيين الجنوبيين لكن شعبنا لم يستسلم ولم يخضع لتلك السياسات القمعية والإرهابية وظل متمسكا بنضاله السلمي للتعبير عن قضيته العادلة.

المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل وحید للشعب الجنوبي يعلنها مدوية اليوم أمام الملأ وأولئك الذين قد خبروا الجنوب جيدا ويدركون أحقية الشعب بأرضه ويقرون كذلك بأن ما أخذ عنهم عنوة لابد من أن يسترد لهم فالبريطانيون اليوم باتوا على يقين بأن الجنوبيين هم أولى بحقهم فقد جاء من يمثلهم لاستلام هذا الحق وتسليمه للشعب فالمجلس الانتقالي من حقه بعد اليوم أن يتفاوض من أجل استرداد الحق بالدولة الجنوبية فهو الذي قد ولد من رحم الثورة وتأسس بإرادةً شعبیةً  قویة ویتحرك اليوم حاملا على عاتقة مشروع وطن وأمة وشعب وسیدرك كل مواطن في الشمال والجنوب وفي الخلیج و العالم بأن إرادة الشعوب لاتقهر.

حملت أيضا كلمة الرئيس القائد في طي رسائلها مدلولات ومعاني نضالات شعب الجنوب الحر الذي یدافع عن قضیته وهو على يقين بأنه  سوف یستعید الاستقلال ، انها ثورة شعب الجنوب التي لن تقهر فالله سبحانه وتعالى دوما مع الحق وبالتالي فهو شعب الجنوب، فيقين ارادته تؤكد للعالم أجمع بأن استقلال الجنوب آت آت.

سهام الشعب توجه اليوم إلى صدور اعدائه الذي یحاربونه من أجل الاستمرار في نهب ثرواته ومحاولة وأد قضيته ، وبعد اليوم لن تنفع مكائدين الكائدين ولا مؤامراتهم وفي المقدمة منهم الإخوان الذين ليس لديهم طريق سوى الارتماء إلى الجحيم فهو مأواهم فبئس مأوى الطغاة البغاة الذين يتقدمهم علي محسن الأحمر وأمثاله ومن يتماهى معه متدثرا رداء الشرعية ، والشعب الجنوبي لم تعد تنطلي عليه اليوم اسطواناتهم المشروخة بما تحمله أحزابهم من أفكار هدامة ، فقد حاولوا مرارا وتكرارا اجهاض نضال الشعب ومجلسه الانتقالي لكن محاولاتهم تلك باءت بالفشل الذريع فانكسروا في كل محطة يتآمرون فيها على الوطن والشعب .

ان الحقيقة التي ينبغي أن لاتغيب عنهم وأن يتذكروها جليا ويتأكدوا منها هي أن المجلس الانتقالي اصبح اليوم واقعا على الأرض لاينازعه في ذلك منازع فالشعب الذي اختاره فهو منه وإليه .

خلال فترة النضال السلمي تبلورت فكرة قيام الكيان السياسي الجنوبي للتعبير عن جوهر القضية الجنوبية ونقلها إلى المستوى الذي تستحقه، وقد جاء قيام المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017م كتتويج لمسيرة طويلة من العمل الميداني المعبر عن معاناة شعبنا وإيصال صوته إلى شركائنا الإقليميين والدوليين وهذا ما أكده الرئيس القائد الذي تطرق خلال كلمته  إلى الأزمة اليمنية والحرب الدائرة حاليا والتي باتت تهدد عشرات الملايين من المواطنين وانعكاساتها الكبيرة بل والخطير على  السلام والاستقرار في المنطقة والإقليم والعالم.

اذ أن إطالة أمد الحرب  ومضاعفة آثارها المدمرة على كل الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية صارت تهدد حياة عشرات الملايين من المواطنين وبالذات الفئات الضعيفة كالأطفال والنساء وكبار السن، في الجنوب وكذلك في الشمال اليمني، وتحولت إلى عامل تهديد للسلام والاستقرار ليس فقط في المنطقة والإقليم، بل وعلى الصعيد العالمي نظرا للأهمية الجيوسياسية التي تمثلها المنطقة وارتباطها بالعديد من المصالح العالمية.

معلوم أن الحرب خلفت في عدن دمارا كبيرا في البنى التحتية إلى جانب أعداد كبيرة من الضحايا بين قتلى وجرحى، فالأمر والأدهى من ذلك هو أنها تؤثر سلبا بل وتشكل خطرا على القضية الجنوبية ومستقبل شعب الجنوب ولذلك لابد أن تنتهي الحرب وتضع أوزارها من أجل اتاحة المجال لحل القضية الجنوبية .

إن الحروب لا تسبب سوى الهلاك والدمار ولا يمكن أن تنجلي في وجودها أية حلول الا اذا توقفت وانتهت تماما، وبما أن المجلس الانتقالي يشكل اليوم رقما قياسيا في المعادلة  يكون من المستحيل تجاهله في أي حل سياسي للقضية الجنوبية العادلة، ونبه منذ وقت مبكر إلى ضرورة إيجاد حل عادل لهذه القضية وكان فيما مضى قد طالب  بمعالجة الآثار الناجمة عن الحرب، فالقضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل أزمات اليمن الكبيرة والمزمنة، وهذه القناعة جسدها مؤتمر الحوار الوطني، الذي اعترف لأول مرة بأنها مفتاح الحل ، لكنه اتضح في الأخير بأنه مؤتمر حوار اخواني بعدما تكشفت كل الأقنعة الزائفة فقط الاخونجيون حاولوا ذر الرماد على العيون مع أنه حقا القضية الجنوبية هي المفتاح الحقيقي للحل غير أن الاخونجيين استحبوا التلاعب بالألفاظ  واعتقدوا أنهم سيتمكنون من أن يخدعوا الجنوبيين ويحققوا مآربهم لكنهم تناسوا أن الجنوبيين كانوا على دراية بهم فقد خبروهم جيدا ويعلمون يقينا انما هم يخادعون أنفسهم.

واليوم لا بد من ملامسة المعالجات المنطقية والحقيقية، فالجهود السياسية الرامية إلى حل الأزمة اليمنية بحاجة إلى مزيد من البحث وإعادة النظر في المسببات الرئيسية لهذه الأزمة وفي مقدمتها عدم حل القضية الجنوبية أما استبعاد الجنوب والقضية الجنوبية من المشاورات والمفاوضات والاتجاه بها إلى مسارات خاطئة، فلن يكتب لها النجاح طالما بقي الجنوب خارج المعادلة وبعيدا عن التمثيل العادل فيها، وهذا ما أكده كذلك الرئيس القائد الذي أوضح  أن الأزمة الراهنة ليست وليدة العام 2014م (عام الانقلاب على حكومة الرئيس هادي) ولا حتى العام 2007م، (عام انطلاق ثورة الحراك الجنوبي السلمية) بل إن جذورها تعود إلى العام 1990م عندما جرت محاولة إقامة وحدة يمنية بين الدولتين المعروفتين حينها في جنوب اليمن وشماله (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية) حيث كانت هذه المحاولة تهدف إلى بناء دولة مدنية حديثة تطلَّع اليها اليمنيون آنذاك، والتي اعتقدوا حينها أنه يمكن فيها تحقيق المواطنة المتساوية وإقامة دولة النظام والقانون التي تحمي الحقوق والحريات وتوفر عوامل الاستقرار والنهوض الاقتصادي والمعيشي للناس، وتساهم في حماية الأمن الإقليمي والدولي.

لقد كان الجنوب فيما مضى من الأوقات يعيش وبالتحديد ماقبل الوحدة المشؤومة وضعا أفضل بكثير مما كان عليه بعد احتلال نظام صنعاء بل كانت لديه نظم قانونية حضارية استمدت منذ عهد الوجود البريطاني وكانت تعد  مراحل ذهبية حضارية .

الرئيس القائد أعاد ذلك  إلى الأذهان شارحا معرفة  الجنوب والجنوبيين للنظم القانونية والمدنية منذ زمن يمتد إلى عهد الوجود البريطاني، واستطاعوا تحقيق نجاحات عديدة في مجال محو الأمية وتوفير التعليم والرعاية الصحية المجانية، وبناء منظومة الإدارة، والقضاء على الفقر والبطالة، وإشراك المرأة في الحياة الاقتصادية والسياسية ومنحها دورها الكامل في المجتمع، وتحريم حيازة السلاح أو استخدامه من قبل المدنيين، وإيصال كل هذه النجاحات إلى كل مدن وأرياف الجنوب، في حين كانت معظم هذه المزايا والقيم والممارسات منعدمة بل ويعد بعضها من المحرمات في الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة.

فالمتتبع لتاريخ الجنوب يدرك جيدا أن نظام صنعاء جاء لمحو هوية الجنوب التي بنيت منذ مئات السنين فكيف لاينتفض شعب الجنوب اليوم في وجه أولئك الذين أرادوا مسخ هويته ووجوده وينهبون ثرواته وينقضون على قضيته، يحق للجنوبيين اليوم أن يستمروا في رفع أصواتهم إلى أرجاء العالم ويطرقوا كل باب من اجل استعادة حقهم المنشود في الدولة الجنوبية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى