علاقة ما يحدث في شبوة بجبهات مأرب

كتب / عبدالقادر القاضي :

سقوط مديرية العبدية بمحافظة مأرب في قبضة مليشيات الحوثي بعد محاصرتها وقطع الإمداد عن القوات الشرعية المتواجدة هناك، يؤكد هذا السقوط الدراماتيكي بما لا يدع مجالاً للشك أن ما يحدثه الحوثيون في بيحان وعسيلان من اقتحامات عسكرية له علاقة مباشرة بهجومهم على مأرب، فقد واصلت المليشيات تقدمها بعد مديرية العبدية لتتقدم نحو سلسلة الجبال المطلة على مديرية الجوبة وهي المديرية القريبة من مركز المدينة في مأرب، كما يمكنها اليوم بعد سيطرتها على مديرية العبدية الالتفاف شمالاً لعزل وقطع طرق الامداد على جبل مراد كما سبق وحدث مع مديرية العبدية وبموجب هذا الحصار يكون بحكم الساقط عسكريا، مما يؤمن اندفاع الحوثيين من محورين متجهين نحو مركز المدينة في مأرب ومن بعدها نحو حقول النفط والغاز في صافر وبسقوط العبدية اليوم تتضح الصورة بأن ما يحدث في أطراف شبوة فأنه في هذه الحالة يكون تدخل الحوثيين في بيحان وعسيلان ثم الالتفاف شمالاً باتجاه مديرية  حريب بمأرب ،، تدخل الحوثيين من اتجاه بيحان كان بمثابة تأمين الحوثيين لجبهتهم الجنوبية التي يهجمون من خلالها بزخم كبير من القوات باتجاه مركز محافظة مأرب وهم بذلك التدخل يضمنون عدم وصول أي تعزيزات قادمة من عتق باتجاه مأرب وذلك  بقطع الطريق الرابط بينهم او على الاقل أن يكون ذلك الطريق بين عتق ومأرب تحت تهديد ناري مباشر من قبل الحوثيين لضمان عدم قدوم اي قوات دعم تعيق زخم الهجوم من تلك الجبهة التي استطاعوا اليوم من خلالها أن يسقطوا مديرية العبدية التابعة لمحافظة مأرب وبأسقاطها ستفتح مليشيات الحوثي خيارات متعددة لمعاركها نحو التقدم إلى مركز المدينة في مأرب ومن بعدها صافر،، وقد تنجح في ذلك لأنها هي من اصبحت تختار ساحة المعركة وهي من تحدد وقت المعركة، وهذا كله ليس وليد اللحظة بل هو نتاج واقعي لكل سياسات الفساد المالي والغباء الإداري وعدم إيكال الأمر لأهله والتعصب للحزب على حساب الوطن، ولن يتوقف الأمر عند العبدية، فعلى ما يبدو أن الانهيارات ستستمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى