تقرير خاص | عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن.. هل تنجح في حلحلة الملف الاقتصادي..؟

عدن24 | تقرير خاص

لايرى المواطن محمد، وهو عامل بالأجر اليومي في الشيخ عثمان، أي تفاؤل بعودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن.
يقول محمد أن التجارب كثيرة، وأصبح المواطن يائس من الحكومة والشرعية والتحالف من القيام بأي اصلاحات اقتصادية أو بالمساهمة ولو بالحد الأدنى في التخفيف من معاناة المواطنين.
ويضيف: دائمًا نسمع تصريحات اعلامية من المسؤولين عن تحسن في الأوضاع، ولكن الحقيقة هي أن الذي يتحسن هي أوضاعهم وأوضاع أسرهم فقط، أما نحن المواطنين فلا حول لنا ولا قوة، وأوضاعنا تزداد سوءا”.
ويتهم محمد الحكومة بالفساد ويحملها والتحالف ما آلت إليه الأوضاع في المناطق المحررة.

ووصل رئيس حكومة المناصفة الدكتور، معين عبدالملك يوم أمس إلى العاصمة عدن، قادما من محافظة حضرموت.
ومن المتوقع وصول بقية الوزراء في الأيام القادمة.
ولم يصدر رئيس الوزراء، معين، منذ وصوله إلى العاصمة عدن وحتى لحظة كتابة هذا التقرير أي تصريح صحفي.

المجلس الانتقالي الجنوبي، رحب عبر متحدثه الرسمي، الاستاذ علي الكثيري، بعودة الحكومة إلى العاصمة عدن.
وقال الكثيري في تصريح صحفي، عبر حسابه بتويتر: نرحب بعودة رئيس حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال إلى العاصمة عدن، ولقد بات لزاماً أن تقوم هذه الحكومة بمهامها وتتحمل مسؤولياتها التي شُكلت من أجلها وفي طليعة ذلك معالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية ودفع المرتبات بشكل فوري، وهي المطالب التي ظلّ المجلس الانتقالي الجنوبي يعبر عنها خلال الأشهر الماضية لغياب الحكومة غير المبرر.

وبدوره علق نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أ فضل الجعدي على عودة الحكومة إلى العاصمة عدن، في تغريدة له على تويتر: “نتمنى أن تكون عودة الحكومة بداية صفحة جديدة من صدق النوايا لحل كثير من الملفات العالقة التي يأتي في مقدمتها توفير الخدمات ومعالجة انهيار العملة ووضع حدا لغلاء الأسعار وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، والعمل على مواجهة اخطار الحوثي ومحاربة الارهاب”.

ومن المهام الرئيسية على عاتق الحكومة، هو الملف الاقتصادي، ووقف الانيهار المتسارع للعملة، وصرف الرواتب.
ووصل سعر الريال إلى 310 أمام الريال السعودي، فيما قفز فوق الألف أمام الدولار.
وكانت جمعية الصرافين بالعاصمة عدن قد اعلنت عن اغلاق جميع محال الصرافة خلال الأيام الماضية قبل أن تعاود فتحها اليوم.

وتأتي عودة الحكومة وترحيب الانتقالي، بالتزامن مع إعلان  البنك المركزي  في عدن إفراج بنك إنجلترا المركزي عن أرصدته، التي كانت مجمدة منذ بدء الحرب في البلاد قبل نحو سبع سنوات.

وقال المركزي، إنه تلقى بلاغا رسميا من بنك إنجلترا يؤكد موافقته على تحرير أرصدة المركزي اليمني المحتجزة في لندن.
وأشار إلى أن ذلك يأتي “بعد عدة سنوات من الجهود الحثيثة التي بذلها البنك المركزي عقب نقل مقره الرئيسي إلى العاصمة عدن، واستمراره في التواصل مع كافة البنوك في الخارج”.
وشدد المركزي على أن “إطلاق تلك الأموال سيعزز من موقف الاحتياطي الخارجي للبنك المركزي، والذي سيسهم بدوره في تخفيف الضغط على الطلب للعملة الأجنبية”.

وفي ذات السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن في بيان إن “هناك ضرورة عاجلة لدعم ‎الاقتصاد اليمني، للحفاظ على استقرار ‎العملة، ومعالجة بعض الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي”.
ودعا المكتب إلى ضرورة الدعم العاجل “لمنع الانهيار التام للأنظمة المؤسسية، بما في ذلك مرافق الخدمات الأساسية ونظم الحماية الاجتماعية”.
ويرى مراقبون أن هناك توجه لحل ملف الأزمة في اليمن، وعودة حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب، تأتي في هذا الإطار.
ويتوقع مراقبون أن تساهم عودة الحكومة في وقف تدهور العملة المحلية وخاصة مع الافراج عن بعض أموال البنك المركزي المجمدة في الخارج، وكذلك من خلال التوجه الدولي لوقف الانهيار المتصاعد للاقتصاد في البلاد.
وقال المراقبون أنه يجب أن تكون الحكومة صادقة مع نفسها وشعبها، وتستغل هذا الدعم الدولي حتى تنجح في تعزيز الاقتصاد ووقف انهيار العملة وصرف الرواتب.

وعلى الرغم من التفاؤل الحذر بعودة الحكومة إلى العاصمة عدن، إلا أن الشارع على عكس ذلك تماما، بحيث لايرى أي بصيص امل أو أي انفراجة في الأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى