دراسة ميدانية في غيل باوزير.. تشيد بالأمن وتحذّر من المخدرات وتكشف بقاء الخوف من الإرهاب

نفذت مؤسسة الجيلاني، بتمويل من دار المعارف للبحوث والإحصاء، دراسة واستطلاع رأي عن غيل باوزير من الإرهاب إلى الأمان شارك فيه 406 مواطنين من الفئات العمرية المختلفة، وشكل الإناث 63 % من إجمالي العينة المستهدفة.

وهدفت الدراسة لقراءة شعور واتجاهات الناس حول الوضع الأمني ومحدداته بعد حقبة استثنائية من توطن الإرهاب شهدتها مدينة غيل باوزير خلال الفترة من عام 2011م إلى 24/4/2016م. ولرصد التحول من حقبة الإرهاب إلى فترة الأمان واستعادة الحياة المدنية والعلمية التي تتميز بها مدينة غيل باوزير بعد 3 سنوات من تحريرها.

وكشفت الدراسة أن الأغلبية يشعرون بأن الأوضاع الأمنية في غيل باوزير مستقرة بشكل عام وبنسبة 70,4%، حيث اعتبر 81,5% بأن ظاهرة إطلاق النار بشكل عشوائي أصبحت قليلة جداً خصوصاً خلال الأعراس، في حين نصف المشاركين 51,5% يشعرون بأن أقسام الشرطة تعمل بشكل مستمر وفعال.

وأشارت النتائج إلى أنه ما زال تأثير الفترة التي شهدت حوادث إرهابية منذ عام 2011م إلى 24 /4/2016م تسيطر على مخاوف الناس، حيث سجل المشاركون نسبة أقل في التفاؤل بانخفاض الحوادث الأمنية، وكانت أكبر نسبة رضا لصالح انخفاض حوادث اختطاف الأفراد، وهي 70% وانتهاء ظاهرة الاغتيالات 61,6%، بينما أقل نسبة رضا كانت لاختفاء ظاهرة سرقة الدراجات النارية 35% وانتهاء ظاهرتي السطو على الأراضي 18% مما يوحي بأن المواطن ينتظر حلاً لسرقة الدراجات النارية والسطو على الأراضي.

وكشفت الدراسة عن وجود فروق ذي دلالة إحصائية عزتة للفئة العمرية، حيث إن كبار السن أكثر تفاؤلا بأن الإجراءات الأمنية المتخذة قد قللت من تكرار الحوادث الأمنية.

وحول السلوكيات الضارة أبانت الدراسة مخاوف المواطنين في مدينة غيل باوزير من انتشار متعاطيي المخدرات بنسبة 56% ومروجي المخدرات بنسبة 50%، في حين أشار 56.2% إلى أن إجراءات مكافحة مروجي ومتعاطيي المخدرات غير فعالة، واعتبرت الدراسة هذه النتيجة إنذاراً للمجتمع والسلطة المحلية بتفشي هذه الظاهرة وآثارها الاجتماعية والسلوكية والتنموية، إن لم تتخذ إجراءات جادة للحد منها.

وفيما يخص رأي أفراد العينة حول إجراءات مكافحة الإرهاب يشعر المواطنون بالارتياح من دور الأمن في الحد من الأعمال الإرهابية، وهو ما عبرت عنه أغلبية أفراد عينة الدراسة بنسبة 65%، كما كان للنقاط الأمنية المنتشرة في داخل وحول المدينة دور إيجابي في الحد من حدوث أعمال إرهابية بنسبة 57% الأمر الذي يتطلب اليقظة المستمرة وعدم الركون للنتائج المطمئنة.

ولم يحدد 25% رأيهم من إجراءات مكافحة الإرهاب، بينما 13,6% لا يوافقون الرأي بأنه لم تحدث أعمال إرهابية خلال الثلاثة الأشهر التي سبقت هذه الدراسة، إلا أن هذه المؤشرات أقل بكثير عن مستوى رضا المواطنين في محافظة شبوة تجاه إجراءات مكافحة الإرهاب مما يدل أن تأثير الأعمال الإرهابية التي شهدتها المدينة خلال الفترة من عام 2011م إلى 24/4/2016م ما زالت حاضرة في وجدان المواطنين مما يتطلب جهوداً أكبر لطمأنة الناس، خصوصاً أن الإناث أقل رضا عن إجراءات مكافحة الإرهاب بنسبة 45.7% عن الذكور 58,7%.

وخلصت الدراسة إلى جملة استنتاجات أهمها أن نسبة رضا مرتفعة للوضع الأمني بشكل عام خصوصاً انخفاض إطلاق النار العشوائي، بينما ينتظر الكثير من الناس زيادة فاعلية أقسام الشرطة إلى الأفضل، في حين ما زال تأثير الفترة التي شهدت حوادث إرهابية منذ عام 2011م إلى 24 /4 /2016م تسيطر على مخاوف الناس، حيث سجل المشاركون نسبة أقل في التفاؤل بانخفاض الحوادث الأمنية.

وسجلت أكبر نسبة رضا لصالح انخفاض حوادث اختطاف الأفراد 70% وانتهاء ظاهرة الاغتيالات 61,6%، بينما أقل نسبة رضا كانت لاختفاء ظاهرة سرقة الدراجات النارية 35% وانتهاء ظاهرتي السطو على الأراضي 18%.

ويعتبر كبار السن أكثر تفاؤلاً بأن الإجراءات الأمنية المتخذة قد قللت من تكرار الحوادث الأمنية، كما يشعر المواطنون بشكل واضح انتشار ظاهرة مضغ القات كسلوك اجتماعي مقبول إلا إنه من غير المقبول هو تنامي الشعور بانتشار المخدرات تعاطيا وترويجا وعدم كفاية الإجراءات الحالية لمكافحتها وأن المخدرات ستكون مشكلة اجتماعية وجنائية وتنموية في المستقبل القريب إن لم تتخذ إجراءات جادة لكبح تمدد هذه الظاهرة السلوكية غير المحمودة.

وأوصت الدراسة بتنفيذ حملة توعية بدور الأمن في صنع الاستقرار لتعزيز ثقة الناس بالواقع الأمني وانتهاء فترة الإرهاب التي عانت منها غيل باوزير ودعم الأنشطة الثقافية والرياضية والمدرسية التي تعزز ثقة الناس بالاستقرار وتزيل المخاوف من تكرار حقبة الإرهاب.

وشملت التوصيات إيجاد آلية فعالة لمرتكبي الحوادث الجنائية كسرقة الدراجات النارية لتعزيز ثقة المواطن بالأمن وتنفيذ ومراقبة آليات فعالة لإنهاء مشاكل السطو على أراضي الأفراد والممتلكات العامة.

كما شددت التوصيات على دراسة ظاهرة انتشار المخدرات دراسة اجتماعية وجنائية واتخاذ إجراءات ملموسة لدى المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى