تقرير خاص | تصريحات العطاس .. التوقيت والهدف
عدن24 | تقرير خاص
أثارت تصريحات المهندس، حيدر أبوبكر العطاس، آخر رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ماقبل الوحدة، والتي أدلاها ويدليها لبرنامج الذاكرة السياسية على قناة العربية، في سلسلة حلقات، الكثير من الجدل واللغط وردود الفعل.
وبدأ العطاس وعلى قناة العربية بنبش الماضي في الجنوب، الماضي الذي اتفق الجنوبيون على تجاوزة بالتصالح والتسامح، وبالذات أحداث 86 التي عصفت بالجنوب.
واعتبر متابعون تصريحات العطاس وفي هذا الوقت بالذات، تأتي في إطار السياسة الممنهجة ضد الجنوب والتي تقودها دول فاعلة بالمنطقة.
ويرى المتابعون أن هذه الدول تستخدم العطاس كوسيلة لتحقيق أهدافها.
ويعتبر حيدر أبو بكر العَطَّاس آخر رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الفترة 1986م إلى 1990 م وأول رئيس وزراء بعد إعلان الوحدة اليمنية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الجمهورية العربية اليمنية عام 1990م واستمر في المنصب حتى عام 1994م.
وعاب المتابعون على العطاس في تقديم نفسه كشاهد عيان على تلك الأحداث، فيما كان في الواقع هو أحد رجالاتها.
وحول الاتهامات التي ساقها العطاس، ضد الرئيس علي سالم البيض، وتحميله مسئولية مقتل عبدالفتاح اسماعيل، قال هاني -النجل الأكبر- للرئيس البيض، في سلسلة تغريدات له على تويتر: لازالت تتوالى اتصالات ورسائل من اصدقاء وجهات إعلامية طالبين ردنا وتعقيبنا على اتهامات واهية وباطلة ساقها العطاس في حق الرئيس البيض
وقد ارتئينا التريث لحرصنا بان لانبعث اشارات خاطئة يستغلها مغرضون ومن هم وراء مهمة العطاس
ولعدم التشويش على مشروع حوارالجنوبيين ووحدة صفهم وتصالحهم.
وأضاف: حقيقة عندما وجدت ردة فعل معظم المتابعين غاضبة وردود ساخرة وكتابات للناشطين عبرت عن مدى وعي الشارع الجنوبي اليوم ويقظة الناس، لم اكلف نفسي بالرد على الاستعباط والهراء الذي يسوق له برنامج الذاكرة السياسية من خلال العطاس، الذي لم يكن موفق إطلاقًا بالتوقيت ولا بدقة المعلومات.
وتابع: للاسف لم نكن نتوقع ولانريد ان يصل السيد العطاس الى هذا الانحدار في الخصومة السياسية والغِلّ
ليس مع البيض فحسب، وانما ضد رفاقه الذين قضوا في مراحل سابقة ومع الاخرين الاحياء، وكانه لم يك جزء من تلك الحقبة ! وتجاهل ان لبعضهم الفضل بعد الله بوصوله الى ماوصل اليه سابقًا.
وأوضح: أبى الرجل إلا ان يكون جحودًا متقلب الود والمواقف، ولكن التاريخ لن يكون جحودًا وذاكرة الناس لم يشوبها الخرف الذي اصاب البعض ..
وأضاف: قبوله بدور ملتبس ومهمة مشبوه في هذا التوقيت والظرف الذي يمر به شعب الجنوب، يضعه محل اتهام واضح بخلق فتنة جنوبية، وقد قوبل باستهجان واسع من معظم النخب.
وتابع: ومن الحلقة الاولى، يستهدف البرنامج بتعسف التجربة الوطنية بالجنوب ورموزها ولم يُسلط الضوء الا على جوانب الصراع والشق السلبي منها !
وحول مصرع عبدالفتاح اسماعيل، قال: ماقاله العطاس عن مصرع الشهيد عبدالفتاح اسماعيل لايمت للحقيقة بشيء وهو اتهام واهي وادعاءات زائفة وممكن يحاسب عليها قانونًا وبكل سهولة وقد يكلفه هذا التطاول وحماقه من دفعوا به كثير من التبعات والعواقب المشددة اذا ماتم اللجوء للقضاء .. !
وقالةالبيض، إن العطاس كان خارج الدولة في احداث يناير المؤسفة والمؤلمة لنا جميعا.
وبدوره قال الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن، لدى المملكة المتحدة، في منشور له على الفيسبوك:
أتابع كثيراً مما تبثه بعض الفضائيات العربية حول ما يسمى الذاكرة السياسية ، واستطيع القول إن الكثير منها يتم إعدادها كصحيفة اتهام لتجارب وأحداث منتقاة لأغراض ليس لها أي وجه من أوجه التنقيب في الذاكرة السياسية بصورة موضوعية تحترم المستمع العربي ، وتمنحه فرصة الاستفادة والتقييم ، بل تمارس عليه التلقين السلبي .
وأضاف: وفي المساحة مابين مفهوم الذاكرة السياسية والاستجواب ، الذي يتم وفقاً للائحة اتهام يتم إعدادها سلفاً ، مساحة يرمح فيها خيل راقص على انغام الفيلم الأمريكي الشهير ” زوربا اليوناني” لانتوني كوين .
يتحول الشخص الذي “يعد” ويجري المقابلة إلى محامي إدعاء يستمد أسئلته من لائحة الاتهام المعدة سلفاً . وبأسلوب متمكن ، يحول السياسي الذي أمامه إلى مجرد شاهد ( إدعاء) على صحة ما حوته صحيفة الاتهام.
وتابع: تتحول المقابلة إلى ما يشبه البحث في الزاوية القلقة من الذاكرة ، وما يشبه الرقص في الزاوية المظلمة من التاريخ، مضيفاً: أتمنى أن لا يحدث هذا مع تجربة اليمن الديمقراطية الشعبية ، كما تعرض الآن على قناة العربية . فنحن أمام شخصية قيادية محورية في تجربة الجنوب ، وهو الاخ العزيز حيدر ابو بكر العطاس ؛ وهو دون شك احد مستودعات هذه التجربة التي لا تحتاج سوى إعادة برمجة وتريب لمحتوياتها بمنهج هو أكثر من غيره معرفة بتقنياته كمهندس، أقول هذا لأن الاخ حيدر ، بما له من مكانة ودور ، وبما يحتفظ به من مخزون ومسئولية تاريخية تجاه هذه التجربة ، يستطيع أن يفرض إيقاع المقابلة ، بدلاً من ترك المبادرة للاسئلة الانتقائية التي يستعرضها المحاور بطريقة بدت وكأنها أستجواب شاهد ، لا إدارة نقاش مع قائد سياسي كبير ، لكلمته مكانتها في تقييم هذه التجربة ، كما أن للفضاء الذي يعرض فيه رأيه معنى هاماً في استيعاب ملامح التجربة.
كما شن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، هجوماً حادا على العطاس، واصفين خروجه في مثل هذا التوقيت للإدلاء بتصريحات كهذه، تأتي في إطار سياسة وحملة ممنهجة ضد الجنوب، وأن العطاس قدم نفسه مجرد وسيلة لدولة تستغله لأهدافها.
وعاد الناشطون نشر فيديو سابق للرئيس علي سالم عندما رفض الحديث عن أحداث 86 في الجنوب، وسط إلحاح مذيعة بي بي سي، حيث قال البيض أن تلك الصفحة قد طواها وتجاوزها الجنوبيون بالتصالح والتسامح، مؤكدين من خلال هذا الفيديو سمو أهداف البيض ونوايا العطاس، والفرق بينهما.