قرارات هادي سبب الكارثة !


كتب/ ياسر اليافعي
كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، الانتصارات تتحقق تباعاً والجميع يد واحدة، حتى ان انصار عيدروس الزبيدي الذي كان محافظ عدن وقتها، خرجوا يهتفون لهادي في ساحة العروض، ويرفضون مبادرة كيري التي هدفت الى خلع هادي .
عاد هادي الى عدن رافع رأسه، يتجول بين المحافظات ويقود المعارك من معسكر العند وتحت حماية اهله وناسة والقوات الإماراتية التي كانت تتواجد في هذه المحافظات .
كانت القوات الجنوبية على مشارف الحديدة والحوثي يستنجد العالم لإنقاذه، والقوات الامنية تطهر أبين وشبوة وحضرموت وتأمنها، والجميع يد واحدة .
فجأة تغير كل شي وحل الخراب والانقسام .. ماذا حدث ؟
الرئيس هادي يطيح بنائبه خالد بحاح ويعين بدله علي محسن الأحمر نائباً له، واحد عبيد بن دغر رئيساً للوزراء، في مخالفة واضحة للمرجعيات الثلاث ومخرجات الحوار، وعقب حملة إعلامية اخوانية طالت ” بحاح ” بحجة انه منع تحرير تعز وازدهر الفساد في عهده .
لم يكتفي بذلك بل المنظومة الحاكمة التي يديرها ” صبيان الإصلاح” اقنعوه بإقالة رموز الانتصار ضد الحوثي والإرهاب في الجنوب وهم محافظي عدن ولحج وشبوة وحضرموت واستبدالهم بشخصيات ضعيفة هزيلة فاشلة لم تحقق أي انجاز على الاطلاق .
ولم يكتفوا بذلك شنوا حرب اعلامية ضد هذه الاطراف ومناطقهم، واسسوا قوات من اموال الدولة لتنفيذ اجندة خاصة بأحزابهم وشخصياتهم السياسية ونسوا الحرب ضد الحوثي .
خلقوا من دولة الامارات عدو وهي الدولة التي كان لها دور كبير في الانتصارات التي تحققت من عدن الى مأرب الى مشارف ميناء الحديدة .
هذه القرارات والحملات الإعلامية المركزة ضد الامارات، جعلتها تدافع عن نفسها وتدعم اطراف موالية لها استهدفتها قرارات هادي ايضاً، بعد ان كانت داعمة للشرعية بكل اطيافها، وكلنا يتذكر عودة الرئيس هادي واحتفاء الامارات به وتدريب الحماية الرئاسية وتأهيلها وإعادة بناء قصر معاشيق وتوفير الحماية له، وتعاملها مع كل الوزراء بما فيهم الإصلاحيين والمقربين من هادي.
وياليت توقفوا هنا، بل استخدموا ملف الخدمات وامعنوا في تعذيب المواطن بعدن، وافشلوا استعادة مؤسسات الدولة الى العاصمة عدن، وهو ما تسبب في حرمان المنتصرين على الحوثي من ابسط حقوقهم، وبدل ان يتم مكافئتهم لصمودهم وصبرهم وتضحياتهم وانتصارهم، حرموهم من ابسط الخدمات .
هنا انحرفت البوصلة وتغير كل شي، وكان على الطرف الآخر الدفاع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة .
تعالوا نقيم هذه القرارات المدمرة ماذا انجزت خلال 5 سنوات .

  • فشل كبير للشرعية في الشمال وسلموا نهم والجوف واجزاء من مأرب والبيضاء للحوثي، ولم يتقدموا في اي محافظة شمالية .
  • عودة الفوضى الى شبوة ومناطق واسعة في أبين .
  • توقف الانتصارات في الساحل الغربي بشكل كامل بعد ان كانت القوات الجنوبية على مرمى حجر من الميناء .
  • خسروا اهم داعم لهم في المعركة على الحوثي وهي دولة الامارات التي قدمت اكثر من 100 شهيد في هذه الحرب.
  • قتلوا وطردوا ابطال الانتصارات في تعز ابو العباس وعدنان الحمادي، ولو كان بيدهم الامر لفعلوا ذلك في عدن ولحج وابين .
  • عمقوا الانقسام الجنوبي الجنوبي واحيوا المناطقية بأبشع صورها.
  • حرفوا مسار المعركة من قادمون يا صنعاء الى قادمون يا عدن
  • صنعوا من قوات الانتقالي عدو بعد ان كانت حليف لهم يتباهون بانتصاراتها ويتغنون ببطولاتها في المحافل الدولية العربية .
  • ساهموا بكسر إرادة الناس في المحافظات المحررة، واحيوا حروب داخلية زادت الحوثي قوة .
    بالمختصر زاد الحوثي قوة بهذه القرارات وهادي اضعف نفسه وشرعيته !
    في المقابل :
    فشلو في اخماد الصوت الجنوبي المرتفع وتأسس المجلس الانتقالي الذي بات ينازعهم على السلطة ويقضي على احلامهم جنوباً .
    أي ان قراراتهم فشلت في تحقيق أهدافها، وكانت كارثية عليهم اولاً على التحالف العربي وعلى وحدة الصف الجنوبية التي هزمت الحوثي في الجنوب .
    وللأسف لا يوجد بصيص أمل في ان المسيطرين على الشرعية يتراجعون رغم الهزائم والاهانة المتسمرة التي تلحق بهم وتطاردهم حتى في فنادقهم بالخارج .
    حتى الرئيس هادي فقدنا الأمل ان يتحرر من سيطرة هؤلاء ويتخذ قرارات شجاعة تعيد الأمور الى نصابها وبأسرع وقت قبل ان يخسر الجميع لصالح الحوثي .
    وان أراد التحالف العربي اصلاح الأوضاع عليه التحقيق في هذه القرارات ولماذا اتخذها الرئيس هادي، وماهي نتائجها ومن تخدم.
    واعتقد ان التحالف وخاصة السعودية تعلم وتدرك لكن لا ندري لماذا الصمت والتماهي مع هذه التجاوزات الكارثية وماهي الأهداف خلف ذلك .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى