تقرير خاص | لماذا ترفض الحكومة العودة إلى العاصمة عدن..؟

عدن24 | تقرير خاص

لم تمض أسابيع قليلة على وصول حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب إلى العاصمة عدن حتى غادرتها على وقع احتجاجات شعبية.
وتدخل الحكومة الان شهرها الرابع بعيدا عن العاصمة عدن التي يتواجد فيها الوزراء الموالون للمجلس الانتقالي الجنوبي، فيما اغلب الوزراء المنتمون للشمال وعلى رأسهم رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك يتوزعون بين الرياض وعواصم الدول الأخرى وفي مأرب وسيئون الخاضعتان لسيطرة الإخوان المسلمين “التجمع اليمني للإصلاح”.

مراقبون يرون في عدم عودة الحكومة إلى العاصمة عدن، هو جزء من عملية التعطيل لاتفاق الرياض، والتهرب من المسئوليات الملقاة على عاتق الحكومة تجاه المواطنين.

ووتشكلت حكومة المناصفة وفقا لاتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، وقضى الاتفاق بأن تمارس الحكومة مهامها من العاصمة عدن.

وكانت الحكومة قد تعرضت لاستهداف مباشر بصواريخ موجهة لحظة وصولها من الرياض إلى مطار العاصمة عدن الدولي، هجوم توجهت فيه أصابع الاتهام لمليشيا الحوثي، والذي لم تتبنى العملية.

وترفض الحكومة العودة إلى العاصمة عدن، على الرغم من الدعوات المتكررة لها من المجلس الانتقالي  بالعودة والقيام بواجباتها تجاه المواطنين.

 وفي اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي يوم الخميس ، قالت في بيان لها ” “يجب عودة حكومة المناصفة ورئيسها إلى عدن بأسرع وقت لمواجهة التحديات الراهنة”.
وقال البيان أن تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض وبأسرع وقت، يُعد المخرج الوحيد والآمن للوصول إلى عملية سلام شاملة تضمن للجميع المُشاركة الفاعلة في مواجهة الخطر الإيراني المُتمثل بمليشيا الحوثي الإرهابية.
وحمل الانتقالي الحكومة  مسؤولية تردي خدمة الكهرباء، محذرا من خروج التيار الكهربائي عن الخدمة بسبب نفاد الوقود وتأخر منحة نفطية سعودية رابعة.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، اليوم الخميس، في العاصمة عدن، قال الدكتور الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، “أن الطرف الآخر الموقع على اتفاق الرياض يحاول جاهداً تعطيل تنفيذه من خلال رفضه عودة الحكومة لإنجاز مهامها الموكلة إليها من العاصمة عدن، مؤكداً على أهمية هيكلة وزراة الدفاع والداخلية ومكافحة الفساد المالي والإداري.”
ولفت الخبجي إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يراقب عن كثب كل التحركات المشبوهة للجماعات الإرهابية سواء من تنظيمي القاعدة وداعش وجماعة الإخوان والحوثيين، التي توحدت لهدف مشترك واحد هو ضرب الأمن والاستقرار واحتلال الجنوب.
وأشار الغيثي في كلمته بالمؤتمر الصحفي إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي بين لرئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء في رسالة رسمية، أن الطرف الآخر لم يفِ بأي من التزاماته، وليس جاداً في عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن، موكداً تجديد دعوة المجلس إلى عودة حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال إلى العاصمة عدن بشكل فوري، محملاً الطرف الآخر في اتفاق الرياض مسؤولية استمرار عرقلة ورفض عودتها.

وبحسب مايراه مراقبون فأن اصرار الحكومة على عدم عودتها إلى العاصمة عدن والوفاء بتعهداتها والقيام بواحباتها تجاه المواطنين، يأتي في إطار سيناريو إغراق الجنوب في الفوضى.
كما أوضح المراقبون أن السياسة التي تنتهجها الحكومة تهدف من خلالها إلى الضغط على المجلس الانتقالي وتركه في مواجهة غضب الشعب جراء تردي الخدمات، ويتمثل الهدف الاخر بتصوير العاصمة عدن بأنها مدينة غير آمنة.
وأكد المراقبون أن اللوبي الإخواني المسيطر على قرار الشرعية هو من يقف وراء عدم عودة الحكومة بهدف تعطيل اتفاق الرياض، واستغلال معاناة من تردي الخدمات لإثارة الفوضى وتحقيق أهداف سياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى