“العند” وجور الزمن.. أسطورة الجيش الأحمر باليمن تحت قصف الحوثيين

قرابة نصف قرن هي عمر قاعدة العند العسكرية الجوية، التي تعرضت، أمس الأحد، لهجوم صاروخي “حوثي” استهدف تجمعا لجنود من القوات اليمنية.

وقاعدة العند، أكبر قاعدة جوية عسكرية في اليمن، وسميت باسم منطقة العند في محافظة لحج (جنوب اليمن)، وتقع على بعد 60 كيلومترا شمال مدينة عدن.

والقاعدة شاهد على سنوات صراع أقطاب العالم خلال حقبة الحرب الباردة، والتي شهدت استقطابات دولية خاصة للبلدان ذات الموقع الجغرافي والاستراتيجي.

تأثيرات الحرب الباردة
كان لإطلالة اليمن الجنوبي على خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، وسيطرته على باب المندب أكبر الأثر في وقوعه تحت تأثيرات الحرب الباردة.

ففي عام 1976 نظم الاتحاد السوفيتي رحلات توبوليف تو-95 من الصومال إلى منطقة العند، ولعبت القاعدة دورا كبيرا في حروب شطري اليمن الشمالي والجنوبي، خاصة في حرب 1979.

وقامت موسكو بتوسيع القاعدة في عام 1986؛ لتغطية الاستطلاع البحري في المحيط الهندي أثناء الحرب الباردة.

وشكلت قاعدة العند أكبر ترسانة عسكرية ومخزن سلاح وعتاد في منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية حتى بداية تسعينيات القرن الماضي.

وكان الخبراء العسكريون يطلقون على القاعدة اسم “القاعدة الأسطورية”؛ لقوتها وشدة تحصيناتها.

حرب 1994
قاعدة العند في لحج، مثلت محور حرب عام 1994، بين الشمال والجنوب، وكان لسقوطها في أيدي القوات الشمالية أكبر الأثر في سقوط مدينة عدن لاحقا.

ففي 17 مايو/أيار 1994، خاضت القوات الشمالية والجنوبية، معارك عنيفة حول قاعدة العند الجوية، وتبادلا القصف المدفعي المكثف.

وفي 19 مايو/أيار وبعد اشتباكات عنيفة سقطت القاعدة الجوية جزئياً، وفي 25 مايو وبعد معركة دامت أربع ساعات سقطت قاعدة العند في أيدي قوات العمالقة الشمالية.

مركز قيادة دولي
اتخذت القاعدة أبعادا دولية، عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وأصبحت مركزا رئيسيا لقيادة الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن، وتحديدا من قبل القوات الأمريكية.

كان هدف واشنطن من التواجد في قاعدة العند هو جمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة الإرهاب في اليمن، كما استخدمت قاعدة العند لشن هجمات لطائراتها من دون طيار ضد تنظيم القاعدة.

وفي 21 مارس/آذار 2015 أجلت أمريكا نحو 100 جندي كانوا متواجدين في قاعدة العند الجوية، بسبب تردي الأوضاع الأمنية والعسكرية.

حرب 2015
وخلال الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي أواخر 2014، وبداية 2015، كانت قاعدة العند من أهم الجبهات المستعرة.

حيث استولت المليشيات في 25 مارس/آذار 2015 على القاعدة، وقاموا بأسر وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي.

وفي 26 مارس/آذار شنت مقاتلات التحالف العربي الذي بدأ تدخلا عسكريا في اليمن لدعم الشرعية قصفا جويا على قاعدة العند، ضمن أهداف جوية عديدة.

فيما استطاعت قوات الحكومة اليمنية وبمساندة برية وجوية وبحرية من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، من استعادة السيطرة على القاعدة في 3 أغسطس/آب 2015.

محتويات القاعدة
تحوي القاعدة على مطار حربي، ومرابض وورش صيانة واسعة للطائرات، ومخازن أسلحة محصنة بينها صواريخ سكود البالستية.

بالإضافة إلى مساكن للضباط والطيارين، ومدارس ومراكز صحية، وقسماً لقوات مكافحة الإرهاب، وقسما مستقلا لخبراء أمريكيين كانوا يديرون منه غرفة عمليات الطائرات الأمريكية بدون طيار لاستهداف عناصر القاعدة في عدة محافظات يمنية.

وكانت قاعدة العند تحوي لواءين من القوات البرية هما اللواء 210 مشاة ميكا واللواء 201 مشاة ميكا، ولواءين من القوات الجوية هما اللواء 39 واللواء 90 طيران، وأقساما تابعة لكلية الطيران والدفاع الجوي، ومراكز تدريب على الطيران الحربي.

استهداف حوثي
الهجوم الحوثي، أمس الأحد، على قاعدة العند الجوية والذي راح ضحيته نحو 30 قتيل وأكثر من 60 جريح، لم يكن الأول، منذ استعادة القوات الحكومية للقاعدة.

وسبق للمليشيات الانقلابية استهداف القاعدة، في يناير/كانون الثاني 2019، عبر طائرة مسيرة، خلال عرض عسكري لتخريج دفعات من الجنود، راح ضحيته قادة عسكريين يمنيين، وعشرات الجنود والصحفيين.

حيث قتل في الهجوم نائب رئيس هيئة الأركان اليمني، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش اليمني، وإصابة محافظ محافظة لحج، الذي تقع القاعدة في نطاق المحافظة إداريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى